شبكة ذي قار
عـاجـل










 

السياسات الدولية والإقليمية  تقلبات استراتيجية واثرها على الوطن العربي – الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

النهج الجديد في السياسة الخارجية العراقية الذي رسمته القيادة الوطنية القومية لثورة 17 - 30 تموز 1968 على الصعيد الدولي مؤسسا على مبادئ الاستقلال الكامل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الإرادة الوطنية الحرة في تحديد الخيارات والقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعامل مع دول العالم المختلفة على أرضية من التعاون على أساس الندية والمصالح المتبادلة المتكافئة لضمان مصالح العراق الوطنية العليا المرتبطة بتاريخ العراق ومكانته الجغرافية وهوية شعبه القومية وانتمائه لوطنه العربي الكبير ، كان القائد الشهيد يقول  {{  أن العراق لا يرى نفسه في المقاييس الإنسانية ومعايير السيادة إلا ندا مساويا لأكبر بلدان العالم ، ولا يرى نفسه على الإطلاق أصغر من أكبر بلد في هذا العالم   وبقدر ما يعبر هذا التأكيد عن الثقة العالية بالنفس والاعتزاز بالوطن ومكانته وأمجاده التاريخية وامكانياته الحاضرة فإنه يعبر في الوقت نفسه عن أهم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وهو المساواة في السيادة بين كل دول العالم كبيرها وصغيرها  }}  وهنا لابد من الإشارة الى ان  كل من العراق وأفغانستان بعد الاحتلال الأميركي لهما  يشكل نموذجا حاضرا لدى صناع القرار وبرغم عدم توفر معلومات دقيقة حول التوجهات النهائية في اجندة الفاعلين الأساسيين  أي هل سيتم الاكتفاء بالفوضى الخلاقة أم تحقيق الشرق الأوسط الجديد والتغيير الجذري للواقع السياسي والجغرافي  والاقتصادي وما خطة ابراهام التي تبناها ترامب  ويعتمدها الان بايدن أعطت أوكلها من خلال التطبيع فيما بين أبناء زايد وملك البحرين والمغرب عراب إقامة العلاقات الطبيعية مع الكيان الصهيوني والسودان بسرقة جوهر الانتفاضة الشعبية تحت عنوان الخروج من الحصار والعقوبات وقائمة الإرهاب التي كانت سائدة بفعل سياسة ومنهج البشير ، غير أن التوقعات لا تكاد تخرج هذه المجالات ولعل العديد من الأحداث يمكن تفسيرها في ظل هذه التوقعات الأولية ومنها الاعمال البطولية لأبناء فلسطين السليبة في تل ابيب  والعنف الذي قام ويقوم به الصهاينة في المسجد الأقصى  وحرمان أصحاب الأرض من إقامة صلاتهم في الجمعة  والتعبد في الأيام العشرة الاواخر من شهر رمضان وهنا لم يلاحظ من النظام العربي سوى الدعوة الى الهدوء  ، وعند النظر بعمق ضمن المحيط الإقليمي والواقع العربي نرى تتحرك السياسات الدولية والإقليمية في الشرق الأوسط بشكل لافت للانتباه  ويبدو أن تنامي مجموعات الإرهاب بدعم وتشجيع أو اختراق وتوظيف استخباري لم يستنفد أغراضه السياسية والأمنية لهذه الدول بعد ، كما أن تأزيم المنطقة وتدمير بنيتها السياسية والتحتية ، وتشريد ملايين السكان في عملية تحول ديمغرافي خطيرة عبر الترحيل القسري ، لا تزال تؤسس لسياسات ومصالح دول معينة ترسم بين هذه الأطراف ، ولذلك وبرغم تفاقم الأزمات والاختناقات التي مرت بها المنطقة ، ورغم الاستنزاف الذي يؤثر على اقتصاديات الجميع ، وبرغم القتل والدمار والحرائق الإرهاب الممتدة  إلى دول أوروبا الشرقية بمستوى منخفض ووفق حسابات أمريكية بريطانية المانيا ما بعد الانتخابات التشريعية والتغير في المستشارية الألمانية ، غير أن العديد من المعنيين الأمنيين والسياسيين في المنطقة لم يصلوا بعد لدرجة التشبع والاستعداد للتحول إلى سياسات وبرامج الاستقرار واستئناف الحياة والبناء وإعادة النازحين إلى بلادهم ، على الأقل وفق ما هو متاح من التحليل للوقائع والمعلومات  وتجري الاختبارات السياسية المتلاحقة للتأكد من طبيعة المخرجات الممكنة لأي توجه بوقف الفوضى وإعادة الاستقرار للتأكد من تحقيقه لمصالح هذه الدول ، ولعدم قدرته على المدى المتوسط على التمرد على سياسات هذه الدول كما حصل في لحظات تاريخية سابقة ، وللتأكد من أن القوى السياسية والاجتماعية غير قادرة على تحمل أعباء إعادة بناء هذه الدولة ، وأن الحاجة إلى دعم الدول الكبرى وحمايتها والاستقواء بها على الفرقاء والخصوم سيبقى كذلك هو البيئة السياسية والاقتصادية والأمنية السائدة لذات الفترة لمن كان في الحكم أو المعارضة على حد سواء  ، تجري حولنا متغيرات لا متناهية جميعها تنبئ بأفق سياسي جديد ، وربما ذوبان لحدود ونشأة حدود ، فهناك حرب على تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية ، ترافقت مع تسكين لأزمات سياسية نوعا ما في لبنان ، وحرب مفتوحة في اليمن بالرغم من مساعي الهدنة لان الحوتيين وبتوجيه النظام الإيراني لا يريدون تحقيق السلم المجتمعي في اليمن لان الهدف لا يقف عند مصالح الحوتيين ودورهم السياسي بل امتلاك النفوذ إيرانيا في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب بالمباشر  ،  وإرهاب متصاعد في سيناء مرتبط بأفعال المليشيات والصراع الليبي وحراك مجتمعي في مصر ، وحرب لا منتهية في ليبيا ، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في تركيا مما دعي اردغان الى التسارع في التطبيع مع الكيان الصهيوني  بالرغم من تعهداته السابقة ويرى ذلك بعض المحللين انه انقلاب كي يبقى في السلطة ويتمكن من القوى المعارضة له ، وأزمات مالية باتت تظهر واضحة في الخليج ، واضطراب سياسي في تونس بسبب ما يقوم به الاخوان  وتمرد الغنوشي ،  والأوضاع الغير مستقرة في  والمغرب  اغلب الأحيان والتأثير الصهيوني في مجرياه الحياة بقبول النظام  تحت عنوان التطبيع والسلام

 

 يتبع بالحلقة الاخيرة






الخميس ٢٦ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة