"
إنجاز قياسي "
مهند أبو فلاح
كاتب وباحث عربي
من القطر الأردني
أثرت شخصية الشهيد
القائد صدام حسين رحمه الله على مجريات الأحداث في بلاد الرافدين منذ ريعان شبابه،
ليس من خلال الدور المحوري الذي لعبه في صناعة ثورة ١٧ -- ٣٠ تموز المجيدة وتفجيرها
في وجه أعداء الأمة العربية، بل من خلال تفكيك شبكات التجسس التي أنشأها الموساد الصهيوني
في العراق قبيل هذه الثورة العظيمة.
الشهيد صدام اضطلع
بدور بطولي في متابعة هذا الملف الساخن الشائك متصدياً لمهمة عظيمة في تحصين الجبهة
الداخلية العراقية في وجه أقوى أجهزة الاستخبارات المعادية واصلاً الليل بالنهار حتى
أصبح الصخرة الأصلد وحجر الأساس الذي انهارت عليه مؤامرات الأعداء تباعاً خلال فترة
زمنية قياسية لم تتجاوز بضعة أشهر في أعقاب ثورة السابع عشر من تموز.
لقد حصّن صدام حسين
العراق وقدم حماية أسطورية خارقة للثورة في مرحلة مبكرة من عمرها أهلته لشغل منصب نائب
رئيس مجلس قيادة الثورة في شهر تشرين ثاني / نوفمبر من العام ١٩٦٩ وهو لم يتجاوز الثانية
والثلاثين من عمره بعد، وهو أمر غير اعتيادي وفقاً لمقاييس عصرنا الحاضر، لكن ذكاء
رفيقنا المناضل الحاد وحرصه الشديد على الثورة وحسه الأمني وإقدامه أهَّلَه لتسلم أعلى
المناصب القيادية في عراق البعث الشرعي الأصيل.