شبكة ذي قار
عـاجـل










حرب التحدي الروسي لأمريكا والغرب في أوكرانيا  هل أصبحت حيرة الناتو  ؟  -  الحلقة الثانية

 زامل عبد

 

 مصادر حلف شمال الأطلسي تشير إلى أن روسيا حشدت ما بين 75 ألف إلى 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع التي سبقت  العمليات العسكرية واجتياح الحدود الدولية الأوكرانية  ،  وكان للأعلام الألماني  دور في رفع  مستوى التخوف الاوكراني فمثلا  بهذا الشـأن  كتب موقع  صحيفة بيلد الشعبية الألمانية  الواسعة الانتشار في 14 كانون الأول2022  عليك أن تتخيل ((  التهديد الروسي عمليا أكثر من مائة ألف جندي روسي جاهزون على الحدود لمهاجمة أوكرانيا ، الرئيس فلاديمير بوتين يكذب وينتقد بشدة ويهدد بأسلحته النووية  ، والحقيقة هي أن هناك معتد واحد واسمه فلاديمير بوتين لم تتعرض أوكرانيا للتهديد من قبل الاتحاد الأوروبي أو الناتو بل من قبل روسيا ))  ، ومعضلة أوكرانيا الثانية  تكمن أيضا في عدم إحساسها باستعداد الدول الغربية لحمايتها بما يكفي بالرغم من الوعود ، حيث تنتقد العراقيل التي توضع أمام رغبتها في الانضمام إلى الناتو أو تزويدها بمنظومات أسلحة متطورة الرئيس الأوكراني زيلي نكسي وفي نفس الحوار لصحيفة لاريبوبليكا المشار إليه أعلاه ، اتهم بشكل خاص ألمانيا التي تمنع حسب رأيه ، تسليم بلاده أسلحة دفاعية وقال موضحا (( منعتنا ألمانيا مؤخرًا من الحصول على شحنات بنادق مضادة للطائرات المسيرة وأنظمة مضادة للقنص في إطار التعاون مع حلف شمال الأطلسي  وهي أسلحة دفاعية بحتة  ))  ولكن عند وقوع الحرب  والتقدم الروسي في العمق الاوكراني كانت المانيا اكثر الدول الأوربية اندفاعا في تسليح الاوكرانيين بالأسلحة الفتاكة كما يشار اليها وخاصة مقاومة الدبابات  والمدرعات  وكذلك الطائرات وهنا سؤال يطرح هل الحرب الأوكرانية اختبار جديد للعلاقات الألمانية الروسية ففي آخر تحرك تجاه الأزمة الأوكرانية ، حذرت برلين على لسان وزيرة خارجيتها موسكو في اتصال هاتفي مع نظيرها الروسي من مغبة المساس بوحدة الأراضي الأوكرانية وأكدت القيادية في حزب الخضر أن ألمانيا  -  تريد تبادلا صادقا ومفتوحا لوجهات النظر -  وألمحت إلى ضرورة تحقيق تقدم في إطار مبادرة نورما ندي التي تتوسط من خلالها كل من ألمانيا وفرنسا بين روسيا وأوكرانيا بشأن الأزمة بين البلدين في منطقة دو نباس منذ عام 2014  ،  من جانبها أعلنت الخارجية الروسية أن لافروف طالب في محادثاته مع وزيرة الخارجية الألمانية الغرب بتقديم ضمانات أمنية وقانونية بعدم توسع حلف شمال الناتو في شرق أوروبا وعدم تمركز البنية التحتية للحلف الغربي بالقرب من الحدود الروسية وهذا الشرط لا يقبل من أمريكا  وغالبية الدول الغربية  لأنه يتعارض مع طموحاتهم  وتطلعاتهم  وخاصة أمريكا التي تعمل بكل قدراتها على التفرد في الشن الدولي  أي انها لا تريد لموسكو ولا اوربا  امتلاك القدرات  التي تجعلها فاعلا أساسيا في السياسة الدولية  ، فالعلاقات بين برلين وموسكو تتعرض لهزات متتالية تضع ألمانيا في موقع لا تحسد عليه فهي من جهة حريصة على حد أدنى من العلاقات الجيدة مع شريك مهم من حيث - أمنها الطاقي  -  لان المانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي في مجمل فعالياتها الاقتصادية والإنتاجية والحياتية اليومية خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2 ،  ولكن أيضا من حيث دوره المتزايد في عدد من ملفات السياسة الدولية  ،  ومن جهة أخرى تتعرض لضغوط من شركائها الغربيين وعلى رأسهم أمريكا التي تلوح بفرض عقوبات قاسية للسيطرة في حال تجاوزت موسكو الخطوط الحمراء وهذه عقوبات تعول فيها أمريكا على ألمانيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام ، فحلفاء الناتو في أوروبا يمثلون شركاء تجاريين مهمين ومراكز مالية بالنسبة لروسيا  ،  وتصطدم برلين مع موسكو في عدد من الملفات منها على سبيل المثال لا الحصر هجمات قراصنة روس على البرلمان الألماني في عام 2015 أو الهجوم على المعارض الروسي البارز ألكسي نافاني بمادة نوفي تشوك الكيماوية وهو الأمر الذي أثبته مختبر تابع للجيش الألماني عام 2021  وبهذا الشأن علقت شبكة التحرير الألمانية - إر.إن.دي في 7 كانون الأول  2022 وكتبت ((  نشرت روسيا على الحدود مع أوكرانيا عشرات الآلاف من جنودها وعتاد كالدبابات والطائرات يمكن أن يكون الأمر مجرد خدعة ، أو تهديد عبر لعبة استعراض العضلات أو تكتيك خالص ، لكن حتى لو كان الأمر كذلك  فإن خطر الحرب لا يمكن استبعاده تماما يمكن للخداع أن ينفلت بسرعة لخطأ ما في أي لحظة ))  ويتساءل بعض المعنيين بالشأن الروسي الألماني  هل  خط أنبوب نوردستوم 2 سلاح أم فخ بيد ألمانيا  ؟ لأنه كلما تأزمت العلاقة بين الغرب وروسيا ، عادت قضية خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2 إلى الواجهة  بشكل يضع كل مرة ألمانيا تحت الضغط

 

يتبع بالحلقة الاخيرة






السبت ٦ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة