شبكة ذي قار
عـاجـل










الأحواز قضية العرب المنسية المطلوب من النظام العربي والجامعة العربية التفاعل مع ملف الأحواز العربية-  الحلقة الثانية


زامل عبد

 

أي مساعدة عربية أو دولية تهدف إلى دعم قدرة شعب الأحواز في المطالبة بحقوقه المشروعة  تعتبر أمرا مرفوضا من قبل السلطات الإيرانية  ،  وإذا كان الشعب العربي الأحوازي يرفض الاحتلال العسكري الإيراني ويقاومه ويأخذ هذا الرفض شكل مظاهر مادية وفعلية مستمرة على الوجه الذي يقطع برغبته الواضحة في الاستقلال ، فإن الوجود الإيراني في الأحواز يعتبر اغتصابا واحتلالا غير مشروع ، وتعتبر الحركة الوطنية الأحوازية حركة وطنية يحميها القانون الدولي ويبيح لها النضال المشروع تأكيدا لحق شعب الأحواز في تقرير مصيره والحرية والاستقلال بإنهاء السيطرة الإيرانية كقوة احتلال ،  وإن جامعة الدول العربية في أمس الحاجة إلى إعادة الأحواز العربية إلى الحضن العربي ، لأن  الأحواز العربية إذا أخذت استقلالها سيكون ذا فائدة جيوسياسية عظمى للعرب ،  حيث يصبح الخليج العربي محاطا بسياج عربي كامل ، وحدود إيران تبدأ من وراء سلسلة جبال زاكروس ، وهي منطقة بعيدة عن سواحل الخليج العربي  ،  وبذلك فإن حجة إيران بأن الخليج فارسي وليس عربيا تسقط بالكامل ، فهو عربي محاط من جميع الجهات بدول عربية  وكما يقال من الوريد إلى الوري  ،  وهنا لابد من التأكيد  إن الجذور الأولى التي سكنت الأحواز هم الأنباط والتدميريون المنحدرون من أصول عربية ومن القبائل العربية المعروفة التي سكنت الأحواز {{  قبيلة ربيعة العربية  ،  وبنو كعب  ،  وبنو عامر وبنو طرف ، وبكر ، وبني كلاب  ،  وتميم ، وحرب ، ومطير والدواسر ،  وشمر ، وعنزة  ،  وظفير ،  وسبيع  ،  وعتيبة  }} ، وكلها قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية إلى الأحواز منذ آلاف السنين ويعود تاريخ الأحواز إلى سبعة آلاف عام قامت على أرضها الحضارة العيلامية وهي على غرار الحضارات البابلية والآشورية  والسومرية في بلاد ما بين النهرين ، ولا تزال معالم هذه الحضارة شاخصة إلى يومنا هذا رغم المحاولات الفارسية المتعددة لطمس تاريخ الأحواز ، خاصة ذلك التاريخ المتجانس مع حضارات العراق القديمة ، وهو تاريخ مختلف كل الاختلاف عن حضارة بلاد الفرس ، ما يبين بوضوح الانفصال الكامل بين الأحواز العربية  وبلاد فارس وبالنسبة لجغرافية الأحواز فإن الامارة تقع على شط العرب ومساحتها تبلغ نحو 185 ألف كيلو متر مربع ، ولقد كانت الأحواز امارة عربية مستقلة ، ولكن الفرس اغتصبوها واحتلوها في 20 من نيسان من عام 1925 في عهد الشاه الأب ، بعد أن تم استدراج الشيخ خزعل الكعبي أمير الأحواز إلى فخ نصبه له قائد الجيش الإيراني الجنرال زاهدي من أجل إجراء مباحثات سياسية إلا أن الجنرال زاهدي قام باعتقال الشيخ خزعل وأودع السجن في طهران مع مجموعة من مرافقيه  ، الأحواز امارة خليجية غنية بالنفط  تقع تحت الاحتلال الإيراني منذ 97 سنة وتسمى عربستان ، ويطلق على الاحواز -  الأهواز -  بالفارسية  لأن الفرس لا ينطقون حرف الحاء العربي  ، كانت الأحواز إمارة عربية مستقلة قبل احتلالها عام 1925  أي قبل تأسيس الدول العربية الحديثة  ، وتقع في الطرف الشرقي للهلال الخصيب ، الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عند الأحواز ، مرورا بلبنان وسوريا والعراق  وتبلغ مساحة الأحواز 374 ألف كلم مربع  باحتساب الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي ، بالإضافة إلى الجزر الأحوازية المتناثرة التي تحتلها إيران على أساس اتفاقية ثنائية بينها وبين الاحتلال البريطاني في عام 1960  والتي منحت بريطانيا فيها الجزر العربية التي تقع في المنتصف الشمالي بالخليج لطهران ، في غياب طرف عربي رسمي آنذاك  ،  وقضية الأحواز العربية  بدأت مأساتها منذ 1925 عقب اغتيال الشيخ خزعل الكعبي في المعتقل على يد قوات الشاه ويبلغ عدد سكان الأحواز أكثر من 13 مليون نسمة  ،  حسب الإحصائيات الرسمية الإيرانية ،  ويشكل نفط وغاز الإقليم  86 % من إجمالي صادرات إيران النفطية ، واحتياطي الأحواز من النفط والغاز يشكل 15 %  من الاحتياطي العالمي على التوالي  وتتمتع الأحواز بـ35 %  من المياه العذبة  ،  وتنتج أكثر من 25 % من مجموع المحاصيل الزراعية في إيران في لوقت الحاضر  ،  حسب التقارير الرسمية لوزارة الزراعة الإيرانية  فضلا عن الثروة الاقتصادية الهائلة التي تتمثل في العديد من مناجم النحاس والزئبق والحديد والحجر الأحمر والرصاص والمنغنيز والكبريت وحجارة الكلس والسلكيات والإسمنت الأسود والأبيض والذهب والملح وغيرها ويصل حجم الصادرات والواردات الإيرانية من خلال موانئ الأحواز إلى أكثر من 85 %  ولأبناء الاحواز تحرك خليجي وعربي لطرح مشروع إعادة الشرعية لأمارة الأحواز ليرتسم عهد جديد لقضيتهم العادلة ، وتوضح رؤيتهم لأشقائهم العرب أن الأحواز عربية محتلة ذات شرعية قانونية ، وفق القانون الدولي المنصوص عليه في عهد ما قبل الاحتلال ، حيث كان للأحواز دور مهم وفعال وحضور في رسم السياسة لمنطقة الخليج العربي ، وهذا يؤكد عروبة الأحواز وأصالتها وقد كان لحاكم الأحواز الشيخ خزعل وقفات عربية ثابتة بدعم ومساندة الأشقاء العرب ونصرة القضايا العربية  وجاء اليوم الذي لابد وان يقف النظام العربي والشعب العربي بأحزابه وتياراته وحركاته العربية التي تؤمن بقضايا الامة الموقف الذي يدعم ويساند القضية الأحوازية ، والدفع بها إلى جامعة الدول العربية للحصول على ألمقعد الذي يستحقه أبناء الاحواز كونهم جزء لا يتجزأ من الوطن العربي  والأمة العربية  ، ليتم بعدها الاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة من قبل إيران  وكان هذا التحرك من قبل اللجنة التنفيذية لمشروع إعادة شرعية لأمارة الأحواز العربية المحتلة من إيران  ،  وجبهة تحرير الاحواز  ،  وسريا البعث لتحرير الاحواز وهو الجناح العسكري للجبهة العربية لتحرير الاحواز وكان موقف الشعبي العربي إيجابيا وتقبلا واضحا ومفهوما لمشروع إعادة الشرعية في المحيط الخليجي والعربي ، وذلك بعد أن التقى ممثلو تلك الحركات الاحوازية مسؤولين وشخصيات وبرلمانيين أكدوا لهم أن المشروع سيكون الحل الأمثل لما يعانيه الشعب العربي الأحوازي ، ويجمد ويوقف سياسة إيران التوسعية التمددية في المنطقة العربية عامة والخليجية  وشبه الجزيرة العربية خاصة  بل ان الامر يوجب ان كانت نوايا حكام الخليج صادقه  ان تكون الاحواز جزءا من  مجلس التعاون لدول الخليج العربي

 

يتبع بالحلقة الاخيرة






الخميس ١١ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة