شبكة ذي قار
عـاجـل










يا رفاق البعث.. حذار من الانخداع بالانشقاقيين فهم إلى زوال

عبد الحسن راهي الفرعون*


في سنة ١٩٥٩ كنت طالباً في الصف الثالث المتوسط في ثانوية العزة بمدينة المشخاب التابعة إلى قضاء النجف، وكانت سلطة الشيوعيين تمتد إلى المدارس أكثر من غيرها ويحكم تلك المدارس اتحاد الطلبة الذي يسيطر عليه الشيوعيون بدعم من عبد الكريم قاسم، وجاءت الانتخابات الطلابية في تلك السنة ففزت أنا واثنان أو ثلاثة من رفاقي لأسباب تعرفونها، فناصبتنا السلطة، أيامذاك، العداء.
وبعد محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم تم استغلال الظرف للتخلص منا، وفصلت من المدرسة فصلاً مؤبداً وذهب أقاربي إلى بغداد     واستطاعوا أن يجعلوا الفصل لمدة ما تبقى من السنة، ولكن في مدرسة أخرى فاخترت متوسطة الأندلس في الأعظمية ببغداد، وكان الرفيق عزة إبراهيم رحمه الله هو المسؤول عن التنظيم الطلابي في قطاع  الاعظمية.
سقت لكم، رفاقي الشباب، وأنتم لم تعيشوا تلك الظروف، هذه المعلومات مقدمة لبسط ملاحظاتي عن الانشقاقات التي حصلت في الحزب وحاولت إضعافه وكانت بدوافع خارجية أو مصلحية، كما تبين، في ما بعد. ففي نهاية العام ١٩٦٣ حصل انشقاق نفذته بعض القيادات الحزبية المعروفة وانظروا إلى أين انتهت مواقفهم، الآن، فمنهم من اصطف مع الأعداء ومنهم من لا وجود له، 
ومنهم  من عاد إلى الحزب نادماً، ولكنه عاد لينشق، الآن، ثم انظروا مصير انشقاق حافظ أسد، الذي أصبح معادياً للأمة كلها، وهذا شاهد أكيد على أن حزب البعث له قيادة قومية تتمسك بالنظام الحزبي وتحرسه في الاقطار العربية، إذ اختير اعضاؤها وربانها من أخلص الوطنيين القوميين في أوطانهم وهم سائرون بجد وإخلاص حتى تحقيق أهداف الحزب.
فحذار أيها الرفاق الشباب من ان يغرر بكم المتساقطون، لأنهم هم أنفسهم يدركون أن لا مستقبل لهم، بعد ابتعادهم عن الشرعية التي تمثلها القيادة القومية.
* عضو قيادة قطر العراق سابقاً.




الاحد ٥ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسن راهي الفرعون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة