شبكة ذي قار
عـاجـل










الارتداد الفكري خيانة للمبادئ والقيم النضالية  - الحلقة الاخيرة 

 زامل عبد

 

لكن من انتهج منهج النضال والتصدي للواقع الفاسد  لابد وان يكون محصننا اكثر لان الايمان  والوعي المقترن  هما المتحكمان  بكل سلوك او فعل ، وأعتقد أنها في غالبية الأوساط المرئية وحتى الفكرية بنسبة أقل ، إذ ثمة فنانون ومفكرون تشعر بأنهم خلقوا ليغيروا  ، وعندما تستمع لآرائهم تجدهم تقليديين وأحياناً رجعيين ، لكنهم يمتلكون موهبة فقط دون تتويجها بصدق وحساسية كفيلة بتغير شيء ما في هذا العالم ،  وهناك قول مأثور لاحد الرواد  {{  سأحزن كثيرا لو خبت طريقة عمل عقلي ورجعت إلى الخلف وباتت فاقدة ليقينها وقدرها حتى لو لم أكن واقعياً على قدر كبير من الموهبة  -  الفن الحقيقي فعليا هو الذي لا ينفصل عن الأوضاع الجادة الواعية للمصير ،  وبالتالي يستطيع التأثير على الوضع السياسي لاحقا لا أن يكون تابعا غير مرئي لها  -  ،  من المخزي أن ينسف طارئ نفسي أو عقلي معين كل ما أنجزته تجربة الذاكرة عبر سنواتها الطويلة إن هذا يؤدي للحديث عن الموهبة الممزوجة بالصدق والنقاء ، إذ برأيي سيكون أقصى ما يمكن أن يصل إليه المرء من كفاءة وروعة لأنها ستكون محصنة تلقائياً إلى حد بعيد من الانزياحات النفسية  أو العقلية المحتملة مع مرور الزمن والتقدم بالسن  }}  لأن مثل تلك المواهب هي فقط الجديرة بتغيير الواقع ،  وهذا بالضرورة هو الأشد وقعا عند من انتهج طريق الجماهير بانتمائية الى البعث الخالد ليكون الوسيلة وغاية بذاتها  كي يحدث التغيير الجذري المطلوب لنقل الواقع العربي من حالة الانكفاء والتردي الى حالة التصدي الفعلي  لكل أنواع التأمر  والاستغلال والحرمان وهنا لابد من التأكيد على ان المواهب التي تبحث عن ذاتها حتى آخر نفس في شخصية المناضل الأصيل ، ليست المواهب المتوسطة المفتقرة لعمق التأثير والتي تعتقد بأنها قدمت خدمات جليلة للجماهير بينما تتوقف وهي ما تزال فعلياً قادرة أن تفعل الكثير بأن تغذي تجربتها الأولى بتجارب أخرى ربما تكون أجدى وأكثر نفعا من سابقتها ، وهؤلاء من قصدهم نقدي بالأعلى   فمثلا أشعر بالغرابة والدهشة على سبيل المثال عندما أشاهد أو أسمع مدعيا بانه مناضل واختبرته ساحات التصدي المجابة  يتحول الى  تمردا ناكرا لكل القيم التي تربى عليها بل يعطي نفسه الحق بالتطاول الى القيادة والتخوين والتشويش ،  فإن كان حقا" يحمل مبادئ وقيما معينة مثلما يوحي سلوكه لتمرد على ذاته المريضة  ونقدها نقدا واعيا منحازا الى الحزب  والقيادة الشرعية التي اكد على وجوب التقيد بأوامرها وقراراتها  حتى وان كان هناك رأي اخر  يخضع الى مفهوم الديمقراطية المركزية  فكيف الحال  والظرف الذي تمر به الامة بشكل عام والعراق خاصة الامر يلزم المركزية الديمقراطية  ،  أستغرب من هؤلاء كيف يقبلون ان يمتطيهم العدو ليحقق أهدافه الملعونة التي شرعها المتصهين بريمر  واتخذها منهجا وسلوكا ذيول الصفوية الجديدة  واخر افعالهم ما فعله المدعي بالإصلاح  والمتصدي للفساد  مقتدى التصدر ليعن موقفه الذي يريده  الولي السفيه خامنئي ويرتاح اليه الهالكي نوري الذي  اعلن عام 2021  وامام حشد من الرعاع بانه لا يتردد من حرق كل بعثي حتى وان كان مؤيدا" -  وهنا كان الامر يتطلب التحرك دوليا من خلال محكمة العدل الدولية  لان قوله هذا جريمة إنسانية وابادة جماعيه  باعتراف صريح  وعلني  وهذا يتم من خلال القدرة القانونية للحزب والأصدقاء والمتعاطفين  عربيا ودوليا  -  ، وأستغرب من هذه الفئة كيف ترتضي أن تحيا على هذه الشاكلة وسط الكوارث من حولها بالوقت الذي يستطيعون أن يروجوا دعائيا على الأقل لكثير من القضايا وإنهم يرتضون أن يكونوا أداة إعلامية للعدو ان كانوا بقصد او بدونه  فيما يبتعدون عن كونهم أداة حيوية ناضجة لمجابهة الأعداء  وترد الملاحظات والرأي والرأي الاخر الى القاعدة المنهجية للحزب وعبر الادواة التي نص عليها دستور  الحزب ونظامه الداخلي  ،  ولكن الذي يلاحظ ان هؤلاء النفر الضال  اتخذوا منهجا يعبر عن غيهم من خلال التحرك على العناصر المفصولة او المطرودة من الحزب لسلوكها المخالف والمغاير للقيم والقواعد الحزبية وهذا ما اشارة الى قيادة قطر الجزائر للحزب  ليكون لهم موقع او دور اكثر تخريبا  وانحرافا ، ومما تقدم تعتبر المسألة التنظيمية من أهم القضايا التي تواجه حزب البعث العربي الاشتراكي على الساحة  العربية عامة والعراقية خاصة ، والاهتمام بها والنجاح في تطبيق أصولها من أهم الشروط لقيام تنظيم سياسي قوي يمارس كامل نشاطه على أساس من الوحدة التنظيمية المدعمة بالوحدة الفكرية والسياسية  والديمقراطية المركزية تعتبر أهم أسس هذه الوحدة من الناحية التنظيمية لأنها تقوية بناء الحزب  والنضال ضد كل المظاهر السلبية فيه ، وتعميق عمله التثقيفي والسياسي والتنظيمي ، وبخاصة في قيادة النضال في أوساط الجماهير من حيث تعبئتها وتنظيمها وتوحيدها وتوجيه نضالها نحو تحقيق أهدافها القومية والوطنية والاجتماعية  من خلال جملة الفاعليات والأنشطة كالتظاهر والاعتصام  وإقامة المعارض  كما حصل خلال ثورة تشرين  المستمرة وما شهدته ساحات التظاهر في بغداد وباقي المحافظات وخاصة الجنوبية ، ان كل اشكال النضال هذه والتي يخوضها الحزب على صعيد حياته الداخلية وعلى صعيد نشاطه في المجتمع وفي أوساط الجماهير ترتبط بالاهتمام بمبادئ البناء الحزبي ، وجعلها القانون الذي ينظم حياته ويصوغ نشاطه العملي في سائر المجالات  ،  وهنا سوف تغلق كل النوافذ التي يستغلها الأعداء لرمي سمومهم لتحقيق الاجندة التي تخدم ما يسمى بالعملية السياسية  ما بعد الغزو والاحتلال ، أو برامج ما يسمى بالربيع العربي  ومسارات التطبيع مع العدو الصهيوني  وفق صفقة العصر التي اختزلتها أمريكا  والكيان الصهيوني بالديانة الإبراهيمية  ،  أما أهم الأسس والمبادئ التنظيمية التي يرتكز عليها البناء التنظيمي وكما حددها النظام الداخلي فهي الديمقراطية المركزية  ، أو المركزية الديمقراطية  ووفق المنهج الذي تراه وتحدده القيادة القومية  لمعالجة  الظرف الاستثنائي

 

عاش البعث الخالد  .....  عاشت الامة العربية

ويبقى البعث الخالد  الصخرة التي تتكسر عندها كل محاولات  الأعداء والمرتدين.

 






الخميس ٩ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة