شبكة ذي قار
عـاجـل










 عجب العجاب، وطني يتسلط فيه الخونة وبعض أبنائه يرقصون لهم  -  الحلقة الأولى

 زامل عبد

 

نتيجة الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني صفوي جديد سنة 2003  على وططنا الجريح العراق ووفق الاتفاقات العلنية والسرية فيما بين المتحالفين ضد العراق وشعبة وتجربته الوطنية القومية والقوة الواعدة لإيجاد التوازن الإقليمي والدولي في المنطقة ضد الغطرسة الصهيونية الصفوية المتحالفين سرا" وعلننا في حقدهم على الامة العربية وتطلعاتها  المشروعة في قيام المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد  ،  قامت أمريكا راعية الإرهاب الدولي وحلفائها ونظام الملالي في قم وطهران  بتغير الواقع السياسي والدستوري للعراق ليتسلط حفنه من الخونة والعملاء على مقدرات الوطن والشعب ليكملوا مهمة العدوان تدميرا للبنى التحتية وتجريد العراق من  مكانته الإقليمية والدولية ليتحول الى مرتع للجواسيس والخونة والعملاء واللصوص والمفسدين لانهم فسدة بحقيقتهم متسترين بالإسلام والإسلام بريء منهم  فأشاعوا مفهوم المكونات على المواطنة ورسخوا التعصب القومي والطائفي والمذهبي  ليحققوا صراعا كفتنة  فيما بين أبناء الشعب المتأخي المتودد ليتحقق لهم ما يبغون  تحت عنوان حقوق المكون والطائفة  والمذهب وصولا الى تمزيق الوحدة الوطنية العراقية  ،  وهذا ينصب تحت مفهوم الخيانة العظمى لان توجيه هذه التهمة إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده ،  ويقاتل مع طرف آخر ضد بلاده ،  ويخطط لقتل رأس الدولة ،  ويتخابر مع دول أخرى عدوه مسربا" لها أسرار الدولة ، فالخيانة في المفهوم اللغوي تعني الغدر وعدم الإخلاص وجحود الولاء ، إلا أن مفهومها كمصطلح قد شابه الغموض تبعاً لتطور مفهوم الدولة وتطور النظم السياسية  ،  ففي ظل النظم الاستبدادية -  قديماً وحديثاً -  جرت العادة من الناحية السياسية على أن الخيانة تعني إلقاء التهمة على الخصوم السياسيين في الدولة للتنكيل بهم والحكم عليهم وإبعادهم عن مسرح الحياة السياسية  وفي ظل النظم الديمقراطية الحديثة التي أصبحت الدولة شخصية قانونية متميزة عن شخص الحاكم ، وأصبح الحاكم منوطاً به حماية هذه الدولة والمحافظة عليها ، فإنه وإن كان غير مسئول جنائياً كمبدأ يصبح مسئولاً عن جرائم الخيانة العظمى  ،  وأصبح مفهومها يعني {{ العبث بأمن الدولة الخارجي والداخلي والتآمر على حقوق الشعب المَشروعة و تسليم البلاد للعدو ، أو خلق حالة من الفوضى تسهل تدخل الدول الأجنبية في شئون الدولة }} ، و ينظر إليها على أنها جرائم خاصة تختلف عن تلك الجرائم العادية المعاقب عليها جزائياً في القوانين العادية ،  وفي القانون الأمريكي مثلا" تتم الإدانة بالخيانة العظمى إذا انضم شخص إلى عدو الولايات المتحدة الأمريكية وثبوت ذلك من خلال الاعتراف في محكمة علنية أو شهادة شاهدين من نفس الفعل العلني ، وهناك بعض الأمثلة شائعة لما يمكن اعتباره خيانة عظمى وتكون العقوبة العادية على هذه الخيانة هي الإعدام أو السجن المؤبد  ويسمى الشخص المتهم بالخيانة العظمى في العادة خائناً  وسوف اذكر أمثال على المستوى الدولي  لان  الخونة الذين وقع بهم القصاص العادل وعلقوا في ساحة التحرير ببغداد عام 1969 ليكونوا درسا" بليغا" لمن يخونه ضميره وعقله  حيث اعتبروهم  الخونة المتسلطين على العراق ما بعد 2003 ضحايا النظام  كما هم يؤمنون ويعتقدون لانهم خونة مثلهم  ، من الخائنين الذين أُنْزل بهم حكم الإعدام في بريطانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية (  وليم جويس ) الذي كان يعرف باللورد - هاو هاو -  ومع أنه ولد في الولايات المتحدة فقد ادعى أنه بريطاني الجنسية وحمل جواز سفر بريطانيًا وكان يقوم خلال الحرب ببث إذاعي من ألمانيا ، قاصداً بذلك الحط من معنويات الشعب البريطاني وتمَّ اعتقالُه عام 1945 م وأُدين بتهمة الخيانة العظمى واعدم شنقا  ،  وبما ان المتسلطين والمتصديين لما يسمى بالعملية السياسية ما بعد 2003 يدعون ولائهم إسلامي والتزامهم بمنهج ال بيت النبوة  فعليه لابد من التوقف عند مفهوم الخيانة في الإسلام المحمدي النقي من كل البدع والتحريف والتضليل والخداع  والاحكام التي يوجبها الشرع ، جاء في لسان العرب لابن منظور (( الخَوْن )) أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح ، خانَه يخونه خونًا وخيانة  ،  وخانَةً ومخانة  ،  وقال القرطبي في تفسيره  ((  والخيانة  )) الغَدر وإخفاء الشيء  ومنه  * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ * ( غافر :  19 ) ، وكان الرسول العربي الامي المكي الهاشمي المضري صل الله عليه واله خير البرية وسلم  يقول  ((  اللهمَّ إني أعوذ بك من الجوع  فإنَّه بئس الضَّجيع  ،  ومن الخيانة  فإنَّها بئست البطانة  )) أخرجه النسائي عن أبي هريرة  ، وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام ((  إِيَّاكَ وَ الْخِيَانَةَ فَإِنَّهَا شَرُّ مَعْصِيَةٍ  ،  وَإِنَّ الْخَائِنَ لَمُعَذَّبٌ بِالنَّارِ عَلَى خِيَانَتِهِ   ))  ورُوِيَ عنه عليه السَّلام  أنهُ قَالَ ((   نَهَى رَسُولُ اللَّهِ   صل  الله عليه وآله  عَنِ الْخِيَانَةِ وَقَالَ   " مَنْ خَانَ أَمَانَةً فِي الدُّنْيَا وَ لَمْ يَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ  ،  مَاتَ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي ،  وَيَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "  ))  ،  وقال عليه السلام  ((  جانبوا الخيانة فانها مجانبة الاسلام  ))  ،  وقال أيضا  ((  الخيانة دليل على قلّة الورع وعدم الديانة )) ،  وقالَ الإمامُ جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام  ((  أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَنَعَ مُؤْمِناً شَيْئاً مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِ  أَقَامَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ ، مُزْرَقَّةً عَيْنَاهُ ، مَغْلُولَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَيُقَالُ هَذَا الْخَائِنُ الَّذِي خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ  ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ )) ، فأين هؤلاء المتأسلمين المدعين اتباع منهج ال البيت عليهم السلام من هذه الاحكام  ،  والخيانة هي عَكس الأمانة ، وهي نقصان في الوَفاء ،  وتفريط الإنسان في حقوق الغير التي تحت يديه ماديَّة كانت أو معنوية أو تبديدها أو إفشاؤها وإذاعتها  وقال الجاحظ  (( الخيانة هي الاستبداد بما يؤتمن الإنسان عليه من الأموال والأعراض والحرم ، وتملك ما يستودع ومجاحدة مودعه ،  وفيها أيضا طي الأخبار إذا ندب  لتأديتها ، وتحريف الرسائل إذا تحملها فصرفها عن وجوهها  ))  ،  وقال الراغب -   الحسين بن محمد بن المفضل أبو القاسم الأصفهاني  -  (( الخيانة والنِّفاق واحد ، إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة والنفاق يقال اعتبارا بالدين  ، ثم  يتداخلان  فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، ونقيض الخيانة الأمانة  ))  ولقد عدَ الذهبي الخيانةَ من الكبائر بدليل قول النَّبي صل الله عليه واله خير البرية وسلم  ((  آية المنافِق ثلاث  إذا حدَّث كذب  وإذا وعَد أخلَف ، وإذا اؤتمِن خان )) ، ولقوله أيضًا  (( أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنك ، ولا تخُن مَن خانك  ))

 

يتبع بالحلقة الثانية






الجمعة ١٠ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة