شبكة ذي قار
عـاجـل










المنصة الشبابية

انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه وطرح قضاياه الراهنة والتعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه ما يصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة.

 

الاتجاه القومي للمسرح العربي

قضيّة فلسطين نموذجاً

يحيى محمد سيف -اليمن

 (الجزء الأول)

 

بمناسبة الذكرى 92 لجريمة قيام السلطات البريطانية في 17/6/1930 بإعدام المدرسين الفلسطينيين في الخليل شنقاً في سجن عكا لتصديهم لاحتلال فلسطين والأطماع الصهيونية، وهم عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي. ولغرض ابقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس وضمائر الاجيال الصاعدة وفضح جرائم العدو الصهيوني ، وبالنظر لأهمية مساهمة  الادب والفنون العربية في تحقيق وادامة ذلك الوعي بين الشباب وتقديم نماذج وقدوات رائدة يقتدون بها لحمل الراية ومواصلة الدفاع عن قضايا الامة،  فقد تم  اعداد دراسة خاصة بالمنصة الشبابية بعنوان (الاتجاه القومي للمسرح العربي - قضية فلسطين نموذجاً) تم تسليط الضوء  فيها على اعمال ادبية مسرحية انجزت في اليمن تتحدث عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الامة برمتها، وشملت الدراسة الفترة منذ عام 1944م وحتى الآن.

 

تمهيد:

تم تسليط الضوء من خلال هذه الدراسة بشكل خاص على (33) عملا مسرحيا قدمها المسرح العربي، وقد تم اختيار تجربة اليمن كمثال حيث تتحدث هذه الاعمال الادبية الهامة عن قضية الامة العربية وهي القضية الفلسطينية، مع التأكيد بان ما قدمه المسرح العربي في اليمن بهذا الخصوص قد يفوق عدد هذه الاعمال التي تمكنت من رصدها في هذه الدراسة.

 

ان المتتبع لتاريخ الأدب العربي الحديث في اليمن بمختلف فروعه ومدارسه واتجاهاته بشكل عام، والأدب والفن المسرحي خصوصاً منذ مرحلة البداية والتجريب وحتى اللحظة، سوف يجد بأن الربط بين القضايا الوطنية والقومية هي من أبرز سماته، بل لا نبالغ إذا قلنا بان الكاتب المسرحي العربي اليمني الكبير الاستاذ علي احمد باكثير قد تنبأ لنكبة فلسطين قبل حدوثها في أحد اعماله المسرحية كما سنرى، وبأن الهمّ القومي كان ولا يزال يحتل الحيز الأكبر من اهتمامات وفعاليات المسرح العربي في قطر اليمن، فلماذا؟

 

تتمثل الاجابة، بان الفنان والكاتب المسرحي العربي في اليمن يتعامل مع القضايا القومية للأمة العربية، ويحدد موقفه منها على أساس الحقائق الأساسية الآتية:

ان اليمن هي الرحم الأول للعروبة، والمنبع الذي تدفقت منه سيول هجرات القبائل العربية عبر مختلف المراحل التاريخية إلى الوطن العربي مشرقه ومغربه، سواء تلك التي بدأت منذ (3500ق. م) الى الشام والعراق ووادي النيل، والتي عرفت في المراجع التاريخية الكلاسيكية (بالهجرات السامية)، أو تلك الهجرات التي تلتها بعد الميلاد، او التي تمت بعد شروق فجر الإسلام، ومشاركة ابطال العرب اليمانيين في الفتوحات الاسلامية. فلقد أسهمت بمجملها في تحقيق التواصل والتفاعل الحضاري والاختلاط بين القبائل العربية، ووضع التحولات التاريخية المهمة على المستوى العربي والإنساني، وأقامت الدول الحضارية العريقة والعظيمة في بلاد الرافدين، والشام، ووادي النيل قبل الإسلام وخلقت اسس وحدة حضارية، وثقافية، وأنظمة واقتصاد وشكلت في مجموعها المقومات القومية للأمة العربية. وقد مهدت هذه الروابط والمقومات، الأرضية الاجتماعية، والثقافية للتغيرات التي أحدثتها مبادئ الدعوة الإسلامية في حياة المجتمع العربي والمجتمعات الأخرى التي وصلتها الرسالة العربية المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، وسهلت في عملية انتشارها والذي كان لأهل اليمن الدور الرئيسي ليس في نصرة الثورة الاسلامية والنهوض بأعباء حمل الرسالة ونشرها فحسب، بل وفي الإسهام المتميز في بناء الحضارة والدولة العربية الإسلامية منذ مراحلها الأولى.

هذه الحقائق وغيرها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن العرب هم شعب واحد وليسوا، (شعوبا عربية) كما يروِّج له الغرب ويعتقده البعض خطأ، ذلك لأن الأمة العربية مهما تعددت أسماء أقطارها وتباينت أنظمة الحكم فيها فإنها أمة واحدة، وأن جغرافية أرض العرب هي الوطن العربي من الخليج إلى المحيط.

 

أن تاريخ العرب الحضاري الممتد لعصور سحيقة في القدم هو تاريخ واحد. فالحضارات العربية التي نشأت في هذا الجزء او ذاك من أجزاء الوطن العربي إنما تعبّر عن شخصية أبناء الأمة العربية الواحدة الذين تدفقوا من أصل المنبع الواحد للعروبة والحضارة العربية.

 

وان إدراك وايمان الاديب والفنان المسرحي اليمني بهذه الحقائق جعل ارتباطه بأمته العربية وقضاياها المصيرية ارتباط قومي تاريخي مصيري والذي عبر عنه الشاعر العربي اليمني الكبير الشهيد / محمد محمود الزبيري ببيتي الشعر التالية:

 

أن العروبة جسمٌ

إن يئن به عضو

تداعت له الأعضاء تنتقمُ

أن يُضطَهد بعضه

فالكل مضطهدٌ

أو يُهتضَم جزؤه

فالكل مهتضم

 

وأن الوطنية الكاملة لدى الإنسان العربي اليمني، كما يقول الاديب والشاعر والمفكر الاستاذ الكبير عبد الله البردوني: (تتجلى بشمول قضايا الأمة على أساس وطني وقومي حتى يحس مواطن صنعاء إن احتلال الجولان هو احتلال - الرازح وحجة - واحتلال الضفة الغربية احتلال - لتعز وبادل - فمن توافر له هذا الإحساس المجيد فهو الإنسان الكامل الإنسانية لماذا؟ لأن الرضا عن احتلال أي مكان يشجع العدوان على مد ذراعه الطويلة إلى كل مكان، فقضية فلسطين مثلاً تعتبر قضية كل إنسان.  ثانياً، لأن العدو الذي احتل فلسطين يمكنه احتلال – صنعاء والرياض – إذا لم يتوافر الإحساس بالنضال، أو يمتد جهد المقاومة وعلى هذا فالوطنية الكاملة هي الإحساس بالمسئولية عن قضايا الأمة عموماً من المحيط إلى الخليج، لأن فقدان جزء يؤدي إلى فقدان بقية الأجزاء.

 

كما ان الحرية لا تتجزأ كقضية، فالوطنية الكاملة هي وطنية العروبة (1 )، والاستاذ الكبير عبد الله البردوني صادق الحجة اذ ان تقاعس النظام العربي  الرسمي ، عن تحرير فلسطين والجولان من براثن الكيان الصهيوني الغاصب وتحرير امارة  الاحواز والجزر العربية الاماراتية من قبل المحتل الايراني وغيرها من الاراضي العربية المحتلة قد اغرى الولايات المتحدة الامريكية في هذا العصر الامبريالي القديم الجديد على الاقدام وبتواطؤ ايراني على احتلال احد اهم واكبر واقوى الاقطار العربية المحورية وهو قطر العراق  عام 2003م ليصبح تحرير العراق كما فلسطين قضيتنا المركزية ومن اولويات نضالنا القومي.

 

ولهذا احتلت القضايا القومية اهتماماً واضحاً من قبل الادباء والمخرجين والمنتجين المسرحيين اليمنيين بشكل عام، وفي فكر ووجدان واهتمامات كاتبنا المسرحي العربي اليمني الكبير الأستاذ على أحمد باكثير منزلة كبرى وكان في هذا الجانب كما يقول الاستاذ نجمي عبد الحميد هو أول أديب عربي بل في العالم، أدرك أن ضياع هذه الأرض المقدسة (فلسطين) قادم طالما العرب في غفلة من أمرهم.

لقد أدرك باكثير أن ضياع الأمة دائماً ما يكون بضياع شبر من الأرض، وبداية فقدان الكرامة بتخاذل الفرد وتراجعه عن دفاعه المشروع، وعندما يكون السقوط تصبح محاولة النهوض موجعة إلى حد الانهيار النفسي والفكري، وعندها تبدأ المساومات والمراهنات على وجود الأمة، ما بين الحق والمصالح، وعندما يصبح الضعف هو هوية الأمة، تتحول إلى تابعة تنقاد دون إدراك يحدد لها خطوات الاتجاه (2).

 

أهم الأعمال الادبية المسرحية حول القضية الفلسطينية:

 فيما يلي عرض لاهم الاعمال الادبية التي تناولت القضية الفلسطينية في المسرح اليمني.

 1-   مسرحية: (شيلوك الجديد)

 

 وعن هذه المعاناة النفسية التي عاشها باكثير يقول: " على إثر حرب فلسطين التي انتهت بانتصار الصهاينة على الجيوش العربية مجتمعة انتابني آنذاك شعور باليأس والقنوط من مستقبل الأمة العربية وبالخزي والهوان مما أصابها، أحسست كأن كل كرامة لها قد ديست بالأقدام، فلم تبقى لها كرامة تصان وظليت زمناً أرزح تحت هذا الألم الممرض الثقيل ولا أدري كيف أنفس عنه " (3). وبدلاً من الجلوس قانطاً يائساً، حوَّلَ الغضب الرابض في صدره الى فعل شجاع فكتب مسرحيته الشهيرة (شيلوك الجديد) وفي عام 1944م تم نشرها في كتاب.  جدير بالإشارة هنا أن شيلوك هو أحد شخصيات مسرحية تاجر البندقية لشكسبير التي ظهرت في عام 1596م وهو المرابي اليهودي العجوز. وفي هذا العمل المسرحي الفذ يحذر الأستاذ علي احمد باكثير من ضياع فلسطين، لأن شيلوك سوف يأكل الأرض والإنسان في هذا المكان، إن لم يدرك العرب حقيقة ما يجري من حولهم. وقد تنبأ فيها بنكبة فلسطين وقيام دولة الصهاينة، وتشرد أهلها العرب، كأول أديب في العالم يتصدى لهذا الموضوع.

 وفي هذا السياق يقول خيري حماد من مصر: " كان علي احمد باكثير رحمه الله من أوائل إخوتنا الأدباء العرب الذين تفهموا قضية فلسطين ووعوا خطرها قبل نكبة سنة 1948م وتفرد باكثير بأن يكون العربي الوحيد الذي أعطى القضية الفلسطينية جل اهتمامه في مسرحياته، وتنبأ بقيام دولة الكيان الصهيوني في مسرحية (شيلوك الجديد) وحذر فيها من الهجرة اليهودية، والدعم الذي يقدمه كل الغرب والشرق لـهذه الدولة.  وهذا كله يفضي بوعيه العميق وإحساسه الإسلامي العربي الصادق بمأساة فلسطين، لأنه يرى أنها ليست مأساة العرب وحدهم وإنما مأساة المسلمين جميعاً. وهذا يجعله رائد قضية فلسطين في فن المسرحية العربية. وقد قدمت المسرحية فرقة العروبة للتمثيل على خشبة المسرح اليمني بعدن مطلع الأربعينيات من القرن الماضي.

 

 2 و3 - مسرحيتي: (شعب الله المختار) و (إله إسرائيل)

 وحول هاتين المسرحيتين يقول الأستاذ عباس خضر: " لقد انشغل باكثير بشكل خاص بقضية فلسطين فسخر من الصهيونية ودعاتها وفنّد دعواهم الباطلة واضحك الناس على مهازلهم وسخفهم. وهو يشعر بالألم والمرارة كان يرى كما قال: إن الكاتب المتأثر بالفاجعة يكون أقدر على التعبير الفكاهي (الكوميدي) من حيث تصوير مرتكبي الفواجع في صور هزلية مضحكة، وقد تم له ذلك في عدة مسرحيات نالت نجاحاً كبيراً منها مسرحية (شيلوك الجديد) ومسرحية (شعب الله المختار) ومسرحية (إله إسرائيل) (4).

 

4-    مسرحية: (التوراة الضائعة)

 بعد نكسة حزيران عام 1967م الَّف الاستاذ علي احمد باكثير، مسرحية (التوراة الضائعة) التي جسد من خلالها مشاعره بمرارة هذه النكسة بطريقته الخاصة وبرز انعكاساتها السلبية على المستوى العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.

 

5- مسرحية: (سأبقى في البيت الأبيض)

 وهي مسرحية كوميدية من فصل واحد يتناول فيها مؤلفها الكاتب علي احمد باكثير بأسلوب نقدي ساخر شخصية الرئيس الأمريكي " ترومان " الذي تمت على يديه نكبة فلسطين، وقد لاقت هذه المسرحية نجاحاً باهراً.

 

 6- مسرحية: (السكرتير الأمين)

وبعد النجاح الذي حققته مسرحياته  السابقة، فقد ساعد هذا النجاح على دفع باكثير إلى مواصلة أعماله المسرحية في هذا الاتجاه  السياسي الساخر في الكتابة المسرحية، فكتب بعدها أكثر من سبعين مسرحية قصيرة ضمّها جميعاً في كتابه الموسوم (مسرح السياسة) وقد تناول في هذه النصوص مختلف القضايا العربية والدولية حيث يفيض معظمها بالسخرية على  الشخصيات الاستعمارية ومنها مسرحية ( السكرتير الأمين ) والتي كتبها ناقداً المادية الشديدة التي يتصف بها السكرتير العام للأمم المتحدة آنذاك ( تريجفي ) الذي كان يقبض من الصهاينة ثمن بيعه لضميره المهني وتحيزه لهم على حساب العرب.  وهي كوميديا سوداء تضحك من شدة الألم ويتضح أسلوب السخرية والتهكم فيها بداية من العنوان الذي يصف بالأمانة أبعد الناس عنها.

  

7- مسرحية: (الطريق إلى القدس)

وهي عمل ادبي على شكل مسرحية شعرية جريئة وهادفة للأديب اليمني عبد الله خليل تم تأليفها وانجازها إلا أنها لم تجد طريقها إلى خشبة المسرح.

 

8- مسرحية: (عائدون)

وهي مسرحية سياسية جادة تأليف الكاتبة اليمنية محاسن عبد الوهاب، عالجت من خلالها مأساة فلسطين منذ أن خطط الاستعمار البريطاني تسليمها للصهاينة بموجب وعد " بلفور" المشؤوم. المسرحية أعطتنا صورة مصغرة للواقع المرير الذي يعيشه شعبنا العربي الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني منذ النكبة عام1948م وحتى كتابة وعرض المسرحية.


9- مسرحية: (وحشية الاستعمار)

تطرق الكاتب علي الضحياني من خلال مسرحيته (وحشية الاستعمار) إلى الواقع الفلسطيني المرير في ظل الاغتصاب الصهيوني، وغيرها من القضايا المتعلقة بوحشية وهمجية الاستعمار القديم والجديد، كما تبين المسرحية عزة الإنسان العربي ومدى تضحيته في سبيل وطنه تحت أشرس الظروف حتى وإن دفع حياته ثمناً لذلك. وقدمت المسرحية بصنعاء فرقة مصنع الغزل والنسيج عام 1969م وهي من إخراجه.

 

 10- مسرحية: (إلى فلسطين)

الشاعر والكاتب المسرحي اليمني حسن عبد الرحمن عبيد الله، تناول في مسرحيته الشعرية (إلى فلسطين) قضية فلسطين وموقف بريطانيا وأمريكا منها. وهي مكونة من ثلاثة فصول وقد ظهر هذا العمل الادبي في كتاب في النصف الأول من عام 1948م.

 

11-  مسرحية: (فجر العودة)

وهي مسرحية نثرية للكاتب المسرحي اليمني الكبير عبد المجيد القاضي تناول فيها حلم الإنسان العربي الفلسطيني المشرد بالعودة إلى وطنه وأرضه وهو حلم مشروع، وقد قدمتها الفرقة القومية للتمثيل في عدن عام 1968م وهي من إخراج محمد مدي.

 

12-  مسرحية: (فلسطين عربية)

وهي مسرحية كتبها الكاتب المسرحي اليمني الكبير عبد المجيد القاضي تناولت الجوانب الرئيسية الخاصة بالقضية الفلسطينية وبيَّن كيف انها القضية المركزية للامة العربية.

 

13- مسرحية: (فلسطين والقضية)

إلى جانب مسرحيته السابقة (فلسطين عربية) ألف الكاتب المسرحي عبد المجيد القاضي مسرحية (فلسطين والقضية)، يؤكد من خلالها ان قضية فلسطين هي القضية المركزية ليس فقط لكل عربي بل وكل مسلم.

 

14 و15- مسرحيتي: (الفلسطيني الثائر) و(فلسطين عربية)

الاستاذ عبد الوهاب الرميم ألف العديد من المسرحيات الجريئة والهادفة التي اتسمت أغلبها بمضامينها السياسية واتجاهها القومي المنسجم والمتفاعل مع روح العروبة والتضامن العربي والمصير الواحد. ومن أهم أعماله المسرحية هي: مسرحية (الفلسطيني الثائر) ومسرحية (فلسطين عربية). وقد تطرق الأستاذ عبد الوهاب الرميم من خلال مسرحيته الأولى والثانية إلى الواقع الفلسطيني المرير في ظل الاحتلال الصهيوني وما يتعرض له الأهالي والأبرياء من معاملة قاسية ومذابح جماعية على أيدي المحتلين الصهاينة، وما تقوم به العصابات الصهيونية الغاصبة لأرض فلسطين العربية من تدمير المنازل والممتلكات، وانتهاك للحرمات والمقدسات بشكل منهجي وما يبديه شعبنا العربي الفلسطيني من صمود أسطوري ونضال دامي مرير لاستعادة ارضه وحقوقه المغتصبة.

 

كما وجه الكاتب من خلال هاتين المسرحيتين، بالمقابل أيضاً صرخة مدوية في وجه المطامع والمشاريع والمخططات الاستعمارية. ووجه دعوة لتوحيد الصفوف والجهود العربية والإسلامية لمواجهة التحديات المحدقة بنا وبأمتنا واستعادة الحقوق العربية المغتصبة وتحرير فلسطين العربية. وقد وجدت المسرحيتان طريقهما إلى خشبة المسرح ولقيتا نجاحاً جماهيرياً طيباً اثناء عرضهما من قبل فرقة المسرح العسكري بصنعاء. وهما من إخراج المخرج العربي الفلسطيني حسين الأسمر.

 

16- مسرحية: (أنين من تحت الثرى)

وفي نفس العام 1975م قُدِّمَت مسرحية " أنين من تحت الثري " من تأليف الكاتب اليمني مهدي دومان وإخراجه. وقد جمع فيها الكاتب عدداً من القادة العرب والمسلمين الأفذاذ، والعلماء الذين كانت لهم أدوار وطنية وقومية ودينية بارزة عبر تاريخنا العربي الإسلامي منهم: الخليفة عمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي وجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والشهيد محمد محمود الزبيري وأحمد الثلايا وزيد الموشكي وغيرهم.


وقد أسقط دوماً في المسرحية أفكاره على الوضع الراهن في حياتنا المعاصرة. وتهدف المسرحية إلى السخرية من معشر الأحياء لمواقفهم المخزية أمام صرخات وأنين المفكرين والمضطهدين من أبناء شعبنا العربي في فلسطين، وصرخات بعض القوى العربية من الذين أطلقوا نداءات الاستغاثة والنجدة فلم تحرك نداءاتهم مشاعر وأحاسيس ونخوة الأحياء المعاصرين من أبناء الأمة العربية. الأمر الذي استثار حمية ونخوة القادة والعلماء العرب والمسلمين من الاموات والشهداء وغِيرتهم على أمتهم التي تتعرض كل يوم إلى التمزق والضياع والانحلال، فظهروا يحذرون أحفادهم الذين يتعرضون يومياً للقمع والاضطهاد، من خطورة ما سيحدث لهم من أعدائهم (5).

-----------

يتبع الجزء الثاني لطفاً.

 

الهوامش والمراجع:

 

1- عبد الله البردوني -قضايا يمنية -دار الاندلس للطباعة والنشر والتوزيع -بيروت -الطبعة الثانية 1978م صفحة 493

2-محمود محمد كحيلة: الثقافة الدرامية في تجربة علي احمد باكثير الابداعية

3-مجلة السياسية الصادرة عن وكالة سباء اليمنية للأنباء -الصادرة بتاريخ 14 مارس عام 2011م العدد (8921) نقلا عن مجلة الرافد

4-المصدر السابق.

5- يحي محمد سيف -اعلام الادب والفن المسرحي في اليمن -اصدار الهيئة العامة للكتاب الجمهورية اليمنية -صنعاء طبعة اولى 2008م -صفحة 272-273

 

 

 






الاربعاء ١٥ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يحي محمد سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة