شبكة ذي قار
عـاجـل










عجب العجاب وطني يتسلط فيه الخونة وبعض أبنائه يرقصون لهم  -  الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

الناصر يوسف يتخذ قرارا بإعلان الجهاد ضد التتار ، قوبلت هذه الدعوة للجهاد باستهتار واستخفافٍ شديدين لأنَّ الجميع يعلم أن الناصر يوسف ليس من أهل الجهاد ، وليس عنده أي حميَّة للدين ولا للعقيدة ، ولا يغار عليهما ، فمن المعروف عنه أنَّه اعتاد أن يتنازل عن كلِّ شيء ، وأي شيء ، من أجل الحكم  وقد استجاب بعض المتحمسين للناصر يوسف ، وجاؤوا يقاتلون تحت رايته الجديدة ، وضرب معسكرا لجيشه في شمال دِمشق عند قرية ( برزة ) ، وبدأ الناصر يوسف يراسِل الأمراءَ من حوله لينضموا إليه لقتال التتار ، وبدأ كذلك استمالة النَّصارى  ووعدهم بتوليهم إدارةَ شؤون البلاد بعد المعركة  ، تقدَّم جيش هولاكو واستولى على ما بَقي من بلاد الشام ، فقرَّر الناصر يوسف الهربَ إلى مصر ، لكن السلطان ( قطز ) سلطان مصر كان له بالمِرصاد ، ورفض دخولَه ، وبقي النَّاصر يوسف في الصحراء إلى أن أمسكَته جنودُ المغول ، وقام هولاكو بقتله بعد هزيمة المغول في معركة عين جالوت  ، وكذلك خيانة الضابط المصري علي يوسف الشهير بـ ( خنفس باشا )  وهو من بين الضبَّاط الذين خانوا أحمد عرابي في معركة التل الكبير ممَّا أدَّى إلى هزيمة جيش عرابي ، واحتلال القوات الإنجليزية لمصر وكان من خيانة ( خنفس ) أنْ طمأَنَ جيشَ عرابي بأن الإنجليز لن يهجموا في ذلك اليوم، فاطمأن الجيش، غير أنَّ القائد الإنجليزي ( ولسلي ) شنَّ هجومًا مُباغتًا ترتَّب عليه هزيمة جيش عرابي في معركة التل الكبير، وسيطرة الإنجليز على زمام الأمور  ،  وجاء في كتاب   -  فصل في تاريخ الثورة الأعرابية - للمؤرِّخ محمود خفيف أنه ((  في 15 سبتمبر بلغ الإنجليز منطقه العباسيَّة  ومنها ساروا إلى القلعة ، وكان بها أربعة آلاف جندي ، فسلَّمهم خنفس مفاتيحها  )) والوزير شاور وخيانته للمصريين ضد الصليبيين حيث عاوَن شاور الصَّليبيين ضدَّ نور الدين محمود وصلاح الدين في الفترة من 562 هـ إلى 564 هـ، وحاول تمهيدَ الطَّريق لهم للاستيلاء على مصر؛ عن طريق الخيانة تارة، وعن طريق إشعالِ الحرائق في أنحاء القاهرة تارةً أخرى؛ حتى يضطرَّ الناس لمغادرتها، ويكون الطريق ممهدًا للصليبيين، وظلَّت نار الخيانة تَستعر إلى أن تمَّ قتل شاور، ومكَّن الله تعالى للمسلمين ،  وقد جاء في الأثر  ((  لا تقوم السَّاعة حتى لا يَأمن المرء جليسَه  ))   ،  إنَّ الخونة مصيرهم مَعروف ، ونهايتهم نكراء ، وما أن يُذكر اسمهم إلا تبعَته اللَّعنات ، سواء في مَحياهم أو بعد مماتهم  ،  وذلك لأن الخونة إنَّما يصنعون أمجادَهم على أشلاء الضَّحايا وأطلال الوطن  ،  فهم الحصان الأسود الذي يراهِن عليه أعداء كلِّ أمَّة ، وبعد أن يَقضي العدوُّ منهم وطَرَه يلفظهم لفظ النواة  وهنا اروي ما فعله نابليون بأحد الخونة المصريين  ((  يُذكر أنَّ أحد الخونة أراد يومًا أن ينافِق نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسيَّة على مصر، فنقل إليه أسرارًا عسكريَّة عن جيش مصر، وبعد أن حقَّق نابليون انتصارَه، أساء نابليون استقبال ذلك الرجل، وعامله بحدَّة وغلظة، ثمَّ أعطاه مبلغًا من المال ، فقال له المنافق لا حاجة بي إلى المال ، وأمنيَّتي هي أن أصافح الإمبراطور فقال له نابليون  من يخون وطنه وينافِق أعداءه على حساب شعبه ، له المال فقط ، أمَّا يد الإمبراطور، فإنها لا تصافِح إلا الأشراف المخلِصين ))  والذي فعله نصارى يهود مع العملاء والخونة هو ذاته قول نابليون  فأعطوهم المال السحت الحرام  والجاه الزائف الزائل بزوال المحتل يقيننا" ، فهل يدركون مصيرهم  الأسود سواد وجوههم  في الأيام القادمات اليس الصبح بقريب   ؟  ، ولكن العجب كل العجب  لمن يدعون انهم أعمدة قوم ومشايخ دين وعشائر  يرقصون على جراح الوطن والشعب  لانهم باعوا كرامتهم  وادميتهم الى المال السحت الحرام فاصبحوا كالدمى يحركم الخائن كيف ما يشاء  ولا يدركون إن الخائن يعيش مهانا ذليلًا مَنبوذًا من أقرب الناس إليه ، وليس له أي مكانة ، مهما انتفش وانتفخت أوداجُه فهو لا يَرتفع إلَّا كما ترتفع الجيفة على سَطح الماء ، ولا يعلو إلَّا أن يكون خائنا خان الأمانة وبنى مجدًا زائفا من خياله وخيالِ أمثاله  لان بصيرتهم عميت وقلوبهم وعقولهم اسودت لان الدنيا أصبحت هي ضالتهم فامتطهم  ،  وهنا لابد من الإشارة الى الجزاء الواجب  وفق القوانين السماوية والوضعية  فرضه بحق الخائن لإنَّ خيانة الأوطان كما يُطلق عليها هي ( الخيانة العظمى ) وذلك لما يترتَّب عليها من إهلاك للحَرث والنَّسل ، وتهديد لكيان الوطَن بأكمله فهي ليست كغيرها من الخيانات ، وبالتالي لا بد وأن تكون عقوبتها من أغلَظ العقوبات وسبق أن ذكَرنا قولَ الإمام الذهبي حين قال  ((  الخيانة قَبيحة في كلِّ شيء ، وبعضها شرٌّ من بعض ، وليس مَن خانك في فَلْس كمَن خانك في أهلك ومالك وارتكب العظائم ))  من الطبيعي جدًا أن تصدر ضد هؤلاء الخونة أحكام مغلظة ، وأن يغضب الشعب  كله من هذا الفعل الشائن  فالخيانة الوطنية هي من أكبر وأعظم الجرائم في العالم ، والخائن لوطنه يلفظه وطنه ، ويلعنه أهله  ،  فلا أرض وطنه تقله  ،  ولا سماؤه تظله  ،  يكفي الخائن وطنه أنه اصطف إلى جانب أعداء بلده وأهل بلده ، وهو يعرف أن فعله يهدد مصير بلده ويزعزع أمن وطنه  ،  وإن كل من يتعاطف مع أعداء الوطن سرا أو علانية هو خائن خيانة عظمى ،  يجب أن يحاسب ويعاقب بأشد العقوبات  ، من يمد الأعداء بمعلومات أو مال أو يحرض ضد وطنه أو يخلع بيعة الحاكم ويلتحق بالعدو إلكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبة أو إيران  ، أو يتعاطف وينضم لجماعات إرهابية حزبية وحركية مثل إخوان الشياطين ، والقاعدة ، والخوارج الجدد - دولة الخرافة الإسلامية - ،   هو خائن وطني بامتياز  وعدو صريح للوطن والمواطنين ، وخصم خبيث للدولة والمجتمع ، حتى لو تلبس بالدين ، وتذرع بنواقض شرعية في زعمه ،  هؤلاء كلهم بما فيهم الجواسيس هم في سلة واحدة ، وصف واحد ، وفئة خائنة ، لا مكان لها في البلد الذي تعيش وتعيث فيه فسادًا وإرهابًا وان ما يترتب على الخائن من عقاب يسري على من يدعمه  ويسمع له  وينفذ ما يطلبه منه  ، فهل يدرك ذلك الراقصون على جراح الشعب  ؟  ،  والسؤال المتكرر الذين يدعون الايمان والورع واتباع ال البيت  اين هم من  نهي الله ورسوله  وال البيت  ؟  ،  ألم يكونون مصرين على الضلالة  بل انهم الأخطر على  الدين  ولا فرق بينهم والخوارج الجدد الدواعش ،  وصدق الشاعر بقوله

 

ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخرًا لهُ           فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ

 

ومن لم يكن في قومهِ ناصحًا لهم      فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ   

 

ومن كانَ في أوطانهِ حاميًا لها         فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ

 

كم بصقة تنتظرها جباه الخونة لوطنهم وأهلهم  من ملالي إيران ، و الموساد ، ومن راعية الإرهاب أمريكا عندما تسقط اوراقهم

 

الخزي والعار لكل خائن ملعون في الدنيا والاخرة

 

تنويه :  ستكون الحلقات القادمة تحت عنوان واجبات المواطن لصيانة الامن  القومي والوطني بإذن الله       






الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة