شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية

أميركا وفصول مسرحية إنقاذ العراق

 

من البديهي أن تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليات قانونية وأخلاقية لمساعدة العراقيين للخروج من البرك الآسنة والمستنقعات العفنة التي أغرقت بها العراق بعد غزوه واحتلاله سنة ٢٠٠٣ ومن ثم تسليمه إلى الاحتلال الإيراني بعد أن أجبرتها المقاومة العراقية على الهرب من مدن العراق.

غير إننا مع شعبنا لم نلمس ولم نر إلى اللحظة فعلاً أميركياً أياً كانت بساطته يؤشر إلى عودة أمريكا عن عدوانها وعن الجرائم التي ارتكبتها ولما تزل ترتكبها عن طريق استمرار حمايتها للاحتلال الإيراني ولأذرعه الحزبية وللميليشيات الطائفية المجرمة التابعة لتلك الأحزاب.

كل ما ثبت لنا نحن سواد شعب العراق الذين أجرم الاحتلال بحقهم، كما أجرم بحق وطنهم، هو أن أميركا وبعض أعوانها من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي قد أقاموا مواسم لبث الإشاعات عن قرب تحرك أمريكي لرفع الغطاء عن مجرمي عمليتها السياسية، وبعد أن تهدأ زوبعة الأخذ والرد في تلك الإشاعة يخلق المختصون بهذه المسرحية فترة صمت لا يلبثون إلا أن يعيدوا عزفَ أسطواناتهم المخدوشة، بل التي هرشها الزمن والتكرار البذيء.

 أبواق من باريس ومن واشنطن، وأخرى من لندن ومن بغداد، تمارس تكرار العرض السيئ لمسرحية الإنقاذ الأمريكي التي تجد بعض اليائسين المتعلقين بحبال الهواء يصدقونها ويتاجرون بها.

لا زالت أمريكا بعيدة عن القانون واحترام القانون، ولا زالت بعيدة عن الأخلاق وما يترتب على الأخلاق، ولو كانت أمريكا جادة في التخلي ولو جزئياً عن جرائمها في العراق لسمحت لقوى وطنية عراقية وأخرى قومية وإسلامية وسطية معتدلة من الذين قاتلوها قتال الفرسان مذ بدأت جحافل وحوشها تنفيذ خطة غزو العراق واحتلاله ولحد يومنا هذا وفاوضتهم وطردت عبيدها، ووظفت الأرض والأجواء ليتمكنوا من تشكيل حكم وطني ديمقراطي يطهر البلد ويعيد له هيبته، أي أن تنسحب انسحاباً تاماً بلا قيد ولا شرط وتتنازل عن لعبة الأم الحنون، بل لاستطاعت على الأقل أن تغلق فوهات البنادق التي غدرت بثوار تشرين من أعوانها ومرتزقتها من عبيد العملية السياسية الاحتلالية  الفاشلة الفاسدة، ولديها آلاف الأسباب لتفعل ذلك لأن مجريات الأحداث قد تحولت خلال عشرين سنة مضت إلى عار وشنار يلطخ وجه الولايات المتحدة الأمريكية.

ولمن يتداولون السطور الصفراء في صفحات مسرحية الإنقاذ التي لا وصف يليق بها سوى أنها سراب، نقول: ما زالت أهداف أمريكا المطلوبة من غزو العراق واحتلاله لم تتحقق بعد، وإذا فعلت أي أمر فلن يعدو محاولة لتحديث جهود تدمير العراق.






الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة