شبكة ذي قار
عـاجـل










فايروس

زينب علي

 

عنوان غريب للوهلة الأولى... فايروس مسلسل عراقي يعرض الحياة الجامعية في الوقت الحاضر في إحدى الكليات، ولكوني تربوية تابعت هذا المسلسل باهتمام وصدمت لما رأيت ما يحصل في كلياتنا، كلنا نعرف أن التعليم هو رسالة الأنبياء ومهنة من أشرف وأقدس المهن، ونحن نعرف الطالب الجامعي هو شخص يتابع دروساً في الكلية، ويسعى للحصول على الشهادة، ويجب أن تتوفر في الطالب الجامعي الصفات التالية:

١.الالتزام والانضباط داخل الحرم الجامعي وخارجه.

٢. التفوق العلمي

٣.الاتزان الانفعالي والثقة بالنفس.

٤.السلوك الإيجابي والمهارات الشخصية.

٥.متابعة المحاضرات والحرص على التفوق الدراسي.

٦.حسن المظهر وحسن الخلق.

٧.أن يكون له دور بارز في خدمة المجتمع الجامعي.

 

من خلال هذا المسلسل لم أرَ هذه الصفات لدى الطلبة، بل رأيت العكس، وجدت الطلبة همهم الأول إقامة العلاقات الغرامية، والأخلاق التي لا نعرفها سابقاً، الطالب يضرب الطالبة، والطالبة تضرب الطالب كف (راشدي) أمام الجميع، والطالب  يبتز صديقته مالياً مهدداً إياها بنشر صورها، وخروج الشباب والشابات في السيارة والرقص والغناء داخل السيارة، وبيع المخدرات، وتهكير هواتف الناس لغرض ابتزازهم وأمور أخرى لا يقبلها العقل.

نحن نعرف أن أعضاء هيئة التدريس، هم الأشخاص الذين يقع على عاتقهم تغيير المجتمع وتحسين وضعه، من خلال تغيير فكر وسلوك الطلبة لكي يكونوا قادة في المستقبل، يحملون هم المجتمع لتحقيق مستقبل أفضل لبلدهم، ويجب أن يكون الأساتذة قدوة لطلبتهم، وأن يكونوا في عيون طلبتهم مميزين بسلوكهم الأخلاقي الرفيع، وحرصهم على طلبتهم ويعتبرون أباء لهم، واضعين الله أمام أعينهم مراقبة وضمير، وأن يتصف بالإخلاص والأمانة والصدق والعدل والعمل الجاد، والمساواة بين المتعلمين، والتواضع والشجاعة، والبعد عن الكلام الفاحش، يمتلك الضوابط المبدئية والقدرة على تجسيدها في سلوك حي،  ما شاهدته في المسلسل معاون العميد متزوج وعنده أبناء وزوجة جيدة، يقع في حب طالبته ويتصرف تصرفات صبيانية مرفوضة ويذهب لها للبيت، والأم تتركهم وحدهم وتعمل لهم القهوة والغداء ومن ثم يطلق زوجته أم أبنائه، هذه التصرفات غريبة على مجتمعنا، لأننا مجتمع عربي إسلامي أخلاقي... فالأخلاق هي المؤشر على استمرار المجتمع، فالمجتمع الذي تنهار أخلاقه ينهار كيانه كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

إذا أصيب القوم في أخلاقهم..... فأقم عليهم مأتماً وعويلا

كل ما حصل في العراق من تدمير للبنية التحتية وتدمير كل شيء... هذا في كفة وتدمير القيم والأخلاق والمبادئ في كفة أخرى، لأن تدمير مصنع أو جسر ممكن إعادته، لكن تدمير قيم وأخلاق جيل كامل كيف تعاد، تحتاج لسنين وجهد وجهاد...

الأخلاق لها أهمية كبيرة، لذلك أكد ديننا الإسلامي على حسن الخلق، لأن الأخلاق الحسنة هي أساس بقاء الأمم، والأخلاق السيئة، أو الانحلال الأخلاقي هو سبب زوال الأمم.

لو كنت وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي لقدمت استقالتي بعد مشاهدة هذا المسلسل.




الخميس ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة