واجبات المواطن لصيانة الأمن القومي والوطني -  الحلقة الأولى 

زامل عبد  

اخترت هذا العنوان لفضح الذيول الولائيين بأحزابهم وميليشياتهم وبيان حجم انتهاكهم لحرمة الإسلام المحمدي ومنهج ال البيت عليهم السلام لانهم يدعون الموالاة والانتهاج تضليلا وخداعا ودجلا" ،  وقبل عرض ما اردت عرضه في هذا العنوان لابد من الإشارة الى ان الانسان قيمة عليا وهو الوسيلة والغاية  وفق عقيدة البعث الخالد ومن خلال هذه المكانة والاهمية في بناء المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد ، هناك جملة من الواجبات التي تؤكدها القيم القومية والإنسانية  في مجتمعنا العربي الإسلامي والتي يمكن حصرها بذات العضو النافع كانسان له دور في البناء والتحول ويمكن حصرها في بواجب المواطن الروحي والأخلاقي اتجاه ربه وخالقه ويوجب الحمد والشكر له سبحانه ، وأول واجبات الشكر إخلاص العبودية لله وعدم الشرك بألوهيته وربوبيته تباركت أسماؤه وتعالت صفاته وتفردت إرادته في خلقه جل شأنه *  قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ  *  وإخلاص العبودية لله وعدم الشرك به سبحانه يبعث في النفس البشرية أعلى مراتب الإحساس بالحرية والمساواة مع الغير ويقرر بالمقابل للإنسان حقين أساسين في الحياة هما { حق التحرر من العبودية والمذلة لغير الله تعالى ،  وحق المساواة مع الناس جميعا  } وواجب المواطن الثاني أخلاقي انساني اتجاه والديه لقد عظم الإسلام من شأن طاعة الوالدين حتى وان جاهداه على الشرك فعليه أن يصاحبهما في الدنيا بالمعروف والإحسان وقرن ذلك بطاعة سبحانه * وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا  *  وقوله تعالى *  وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا  * ،  وواجب المواطن الثالث  اعتباري اتجاه أسرته لان الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع المدني بل هي أساسه المتين ومصدر أمنه واستقراره وهي المعنية قبل غيرها من المؤسسات بتأصيل وتكوين الأجيال المسؤولة للنهوض بمهام سلامة كيان المجتمع وتحقيق آماله في العدل والأمن والنماء والارتقاء ، وواجب المواطن الرابع دستوري قانوني اتجاه ولاة الأمر الذين يؤمنون بالشعب ويعبرون عن اماله وتطلعاته بالنصح له وأعانته على النهوض بمسؤولياته في تحقيق مصالح الرعية لأن مصلحة الأمة شرط مرجح في اتخاذ مثل هذا القرار الخطير لأنه ينشئ لها حقوقا من أهمها {{ المحافظة على عقيدة الأمة وتطبيق شريعتها وصون هويتها الثقافية وأعرافها وتقاليدها ، والعمل على الارتقاء بمستواها الحضاري  وإقامة العدل والمساواة بين المواطنين ، وتوفير أسباب الحياة الكريمة للجميع  ، والسهر على حماية حياة المواطنين وغيرهم  وحماية مصالح المواطنين المادية والمعنوية  ، و تحقيق الأمن العام للمجتمع  والعمل على حماية السيادة العامة للأمة  }}  ،  ومن هنا والواجبات  المواطن اتجاه المجتمع  يمكن حصرها بما يلي  {{ النصح العام بما يرشد الأمة ويعنيها على الالتزام في عهدها مع الله تعالى والالتزام في عهدها مع الحاكم المؤمن بإرادة الشعب والعامل على تحقيق امانيه وتطلعاته والتزام عهده اتجاه افراد المجتمع في العمل معا على إقامة مجتمع ينعم بالعدل والأمن والاستقرار والكفاية والسيادة والمحافظة على عقيدة الأمة والتزامها شريعتها ، واحترام هويتها الثقافية والعمل على الارتقاء بنهجها الحضاري والسهر على صون الأمن العام }} ،  فمن اهم واجبات المواطن  الدنيوية أن يتحمل مسؤولية حماية أمن الأمة والوطن كل في مجال اختصاصه واهتمامه  *  وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ  * ،   ويقول صل الله عليه واله  ((  كل منكم على ثغرة من ثغر الإسلام الله الله أن يؤتى الإسلام من قبله  ))  والمحافظة على الوحدة الوطنية وعلى وحدة أراضي الوطن وسيادتها وعدم إثارة الفتن والشغب أو التآمر مع الغير ضد سيادة الوطن ووحدته الاجتماعية ووحدة أراضيه ، والعمل على تقوية التنمية الزراعية وتطويرها وعدم الاعتداء على محاصيلها ، مع السعي المخلص لإثراء التنوع الزراعي بما يحقق كفاية الأمة ويعزز مصادر مواردها الاقتصادية  حيث يقول صل الله عليه واله  ((  إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليفعل  ))   ،  والعمل على إثراء التنمية الصناعية وتحسينها إنفاذا لأمر رسول الله صل الله عليه واله  ((   إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا  أن يتقنه ))  ويقول صل الله عليه واله  ((  إن الله يحب العبد المحترف  ))  ووجوب العمل على توسيع التنمية التجارية كما قال صل الله عليه واله  ((   تسعة أعشار الرزق في التجارة  ))  ، والعمل الجاد على تطوير البحث العلمي والعملي وتوسيع ميادين استثمار الثروات والتنقيب عنها * قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  *  وقوله تعالى *  فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ  *   والعمل بجد على التحصيل العلمي وزيادة المعرفة والتنمية الثقافية     ((  طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة  ))  وقد اختص الإسلام أهل العلم بمراتب تفوق من هم دونهم بالعلم      *  يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ  *  والمحافظة على البيئة وعدم إفسادها فهي سكن الإنسانية جمعاء وملاذ أمنهم المشترك  *  ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها  *  يقول صل الله عليه واله ((  الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ))  والمحافظة على أموال الآخرين وعدم الاعتداء عليها  قوله تعالى *  ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل * ،  يقول صل الله عليه واله ((  إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام  ))  ،  والعمل على تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي إذا يقول صل الله عليه واله ((  والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم  ))  والحرص على محاربة الفساد والافساد والمخدرات بمختلف أنواعها  *  إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ  *  ويقول صل الله عليه واله (( كل مسكر حرام ))  والعمل على إيجاد روح المحبة بين الناس وحب الخير لهم  يقول صل الله عليه واله  ((  لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه  ))  وهنا لابد من التأكيد على وجوب احترام الأقليات غير المسلمة في المجتمع المسلم حيث يقرر الإسلام لهم ذلك  (  حق المواطنة الكاملة  )   و  ( حرية الاعتقاد والعبادة  )  و (  حرية الاحتكام إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية إن رغبوا ذلك  )  والسؤال الواجب طرحه  بعد كل ما ذكرناه من قول الجليل الأعلى وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين اين انتم أيها المتدينون ظاهريا والمخالفون باطنيا من ذلك  ؟  لان ما انتهجتموه بعد تسليطكم من قبل نصارى يهود والصفوية الجديدة على الوطن والشعب هو ما يتعارض فعلا وسلوكا مع منهج وقيم الدين  وافعال واقوال العترة الطاهرة عليهم السلام

يتبع بالحلقة الثانية