شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة بين سطور رسالة وزير الإرهاب واللصوصية باقر جبر صولاغ

أبو الحسنين علي/ كاتب واعلامي عراقي

 

سكت دهراً، باقر جبر صولاغ، وباقر هذا اسم غير متداول في العراق وشحيح جداً كشُحِّ غيرة وشرف ووطنية باقر صولاغ هذا.

سكت صولاغ _الذي لا يعرف أغلبية العراقيين معنى اسمه صولاغ_ لدهر ولم يجد موضوعاً يتحدث به غير رهابه من البعث وتجدد ما سماه في رسالة وجهها لحراس الاحتلال وعمليته السياسية يحذرهم فيها من تصاعد نشاط البعثيين.

 استهلك صولاغ كل مفردات لغته في حواراته السابقة التي كانت تدور عن سبل إرهاب العراقيين في سجون ومعتقلات الاحتلال وأحزابه وميليشياته، وكانت تدور عن مبتكرات ومستجدات ومستحدثات وسائل التعذيب وأشهرها (ثقب الرؤوس بالدريلات، والدريلات هي المثاقب الحديدية التي صنعتها البشرية لثقب الأشياء الصلبة التي تصنع منها ما ينفع البشر، ولم يدر بخلد ابن أنثى أن يستخدمها لثقب رؤوس العراقيين). وأحاديثه السابقة التي كانت تدور حول سبل نهب تخصيصات الوزارات والمحافظات بمقاولات وهمية وأخرى باطنية وعن كيفية ابتكار طرائق جديدة للاحتيال في عمليات نهب المال العام لصالح (النخب المجاهدة التي جاءت بالاحتلال وجاءت بها جيوش الغزو).

لنطالع معاً بعض هلوسات صولاغ في رسالته البائسة (تتوارد المعلومات حول نشاطات مشبوهة يقوم بها محسوبون على حزب البعث المقبور في عدد من المحافظات) ... دعونا نقرأ ما بين سطور هذه الفقرة علَّ تعقيبنا هذا يصل لصولاغ وأشقائه في الخيانة والعمالة.

فالبعث لم يقبر، وإنما صورت لكم أنفسكم وخدعكم وهمكم المريض الناتج عن رهاب البعث، صحيح أنك لوحدك مسؤول مباشر وغير مباشر عن تصفية آلاف البعثيين في ظلمات إرهابك عندما كنت وزيراً لداخلية الاحتلال الإيراني الأمريكي وقبلها وبعدها، لكن الذي غاب عن عقلك المتحجر أن الأحزاب العقائدية ذات الفكر النابع من حاجات الوطن والأمة لا يمكن أن تقبر. وأنت تصف نضال شعب العراق بالتحركات المشبوهة.. نعم مشبوهة لأنها خارج توصيف مسيرتكم الخانعة للغزاة والمحتلين وضد خيانتكم.. خارج توصيف الذيلية والتبعية، فهي فعلاً مشبوهة بالنسبة لكم أنتم مرتزقة الغزو وعبيد إيران أما بالنسبة لشعب العراق فهي الحق الأبلج ولا يضر الأحرار فحيح الأفاعي من أمثالك، ولن يتوقف فعلهم الجسور (المشبوه) حتى تجد نفسك أنت وشركاءك بالخيانة في زوايا محاكم الشعب، ويبيح صولاغ لنفسه التفلسف في موضوع لا يقبل الفلسفة، فيسقط في حفرة نتنة حين يقول:(يقوم بها محسوبون على حزب البعث) فمن قال له إن هؤلاء الأبطال محسوبين وليس بعثيين؟

وإذا كان هو قد (سمع) وهو يرقد في مخابئه المحروسة بعين أميركا وإيران فكيف عرف أنهم محسوبون وليس أصليون؟

ويسترسل الرجل الخائف المنافق الدجال فيقول إن تلك التحركات تقع في عدد من المحافظات ليتجنب تسمية البقع التي يفجر فيها ثوار العراق أمن وأمان المنطقة الخضراء وضفادعها، يتجنب هذا المتحاذق أن يقول إن التحركات التي يسميها مشبوهة تحصل كل يوم منذ سنة الغزو في النجف وكربلاء وذي قار وواسط وبغداد والموصل والأنبار والبصرة والمثنى وميسان وبابل وصلاح الدين وديالى وكركوك.

ليس من الحكمة المصابة بأمراض الذيلية والتبعية ولا من مصلحة الراقدين تحت حراب أميركا وإيران أن يفصحوا عن الحقيقة، وخاصة عندما تكون رسائلهم تحتوي على دلالات الإعلان عن بقائهم على قيد الحياة لتذكير العملية السياسية بهم وبقدراتهم الخيالية في الإرهاب وفي النهب والسلب والإجرام.

ويقول العالم الضليع بأمن العملية السياسية ومخرجاتها القذرة في عبارة لا تخلو من الفلسفة والتمنطق المعبر عن فراغ الذات وتهالك النفس (التحركات هي للجيل الثالث من البعث وأغلبهم من أبناء وأحفاد بعض القيادات السابقة يحاولون التحرك بمسميات جديدة والتحكم يتم عبر البعث القديم من عواصم عربية) فعلاً كلامك مضحك جداً، أشهد أنك تصلح وزيراً لداخلية الإطار التنسيقي بعد أن أخلى لكم مقتدى الساحة ... لكن دعنا نغلطك يا هذا.

أنت قلت إن البعث مقبور في الفقرة السابقة، لكنك عدت في هذه الفقرة لتقول إن هؤلاء يمولهم البعث القديم، فلسفتك ليست محكمة وبداياتها تنقطع عن توصيلاتها وعن النهايات، كيف عرفت أن ثوار المشخاب وسوق الشيوخ والنعمانية وساحات كربلاء والنجف وبغداد كلهم بملايينهم هم أبناء وأحفاد مسؤولين سابقين في البعث؟

لا يا صولاغ ... أظن أن أشقاءك في الخيانة والعبودية سيزعلون عليك لأنهم يقولون إن ثوار تشرين وفعالياتهم المختلفة هي نتاج معارضة شعبية يدعمها أحمد الصافي وعبد المهدي الكربلائي وفائق الشيخ علي وإياد علاوي أحياناً والحلبوسي مرات، بل حتى هادي العامري يعجبه أن يصير ثورياً مقاوماً مرات فيخرج من جلدة فيلق الغدر ويصف الثوار بأنهم أهل حق ... وإنهم شعبكم الأبي الذي احتضنكم ووسع (قواعدكم) وعاونكم على فتح حسابات النهب والسلب وعلى الاستيلاء على ممتلكات الناس والدولة، ثم لم يقل لنا صولاغ الضليع بعلوم الأمن والتخابر ماهي المسميات الجديدة التي يتحرك بها البعثيون الجدد، وما هي العواصم العربية التي تدعمهم؟ فالبعث موجود كحزب معترف به في معظم أقطار الأمة وحزب سري في عدد آخر؟

ألا ترون أن الرجل يرمي أحجاره في الظلمة ولا يفقه قوله وإنه مصاب برهاب البعث ولديه اسهال لم تعد الأدوية الفعالة قادرة على إيقافه؟

وفي مكان آخر يقول صولاغ كلاماً تعب عليه كثيراً قبل إخراجه (محاولة الباس أزلام البعث ثوباً جديداً هي حيلة لن تنطلي على العراقيين الذين خبروا أساليب البعث وألاعيبه الرخيصة).. اليقين هنا أنه يشير إلى علاوي والمشهداني، وربما نوري المالكي وحتى أحمد الجلبي، فهؤلاء كلهم متهمون بالتواصل مع البعث، وصولاغ يعرف يقيناً أن هؤلاء كلهم لا يمكن لبعثي أن يمد لهم كفاً ولا يتاجر معهم ببضاعة لأنهم كلهم من ضباع الاحتلال ومن أفاعي وعقارب عمليته السياسية المجرمة القذرة مثلك تماماً.

 ومرة أخرى، يقع صولاغ في لبس المسميات إذ يصف الأحرار الآن بـ (أزلام البعث) وهذا يناقض لقب المقبور الذي استهل به إطلالته الباحثة عن وزارة جديدة في سلطة الفساد والعار والشنار، ويتعمق الرجل في مسعاه النظري والميداني هذا ليطل على تلة أخرى من تلال سراب صنعها الأمريكان والإيرانيون والبريطانيون وحرباوات مؤتمر لندن ألا وهي تلة أساليب البعث وألاعيبه: أظنه يقصد ألاعيب الفنادق الفاخرة والقصور العامرة والمصانع المنبثة في كل أرض العراق والمزارع النموذجية ومستوى المعيشة الأعلى في المنطقة الذي صنعته للعراقيين ألاعيب البعث والتي تآمر عليها صولاغ نفسه مع أسياده في قم وطهران ومع الأمريكان والانجليز والصهاينة لإيقاف عجلات نموها وتصاعدها عبر الحرب الإيرانية على العراق، وفي حرب الكويت، وأخيراً سنوات الحصار وانتهاءً بالغزو الغاشم المجرم.

 

ألاعيب البعث تعني التنمية والتأميم والتعليم المجاني ومحو الأمية والخدمات الصحية المجانية وطرق المواصلات والانتصار على العدوان الإيراني ومقاتلة العدوان الأمريكي والصمود في زمن الحصار... هذه هي ألاعيب البعث التي يحفظها صولاغ وهادي ونوري وعمار وحفظها قبلهم خميني وخامنئي وبلير وبوش ونتنياهو ومطاياهم من عرب الجنسية عن ظهر قلب.

ونتفق مع صولاغ في قوله اللاحق (الشعارات البراقة التي أضاعت البلاد طوال حكم البعث لا زالت تغري بعض النفوس المريضة الذين يعتاشون على الأزمات والحروب مما يستوجب الضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاستهانة بدماء شهداء العراق المضحين الذين وقفوا بوجه الطغيان البعثي).

يا سبحان الله على النفاق المفضوح والتدليس الأملس والكذب الشاحب... شعارات البعث البراقة التي لا زالت تستهوي وستبقى تستهوي العراقيين هي إنجازات عجزت عنها أحزابكم وميليشياتكم حيث غرقتم في الطائفية البغيضة والقتل الإجرامي وفي نهب وسرقة أموال العراق وثرواته.

نعم هي شعارات براقة بريق الذهب والماس لما ذكرنا بعضه آنفاً في التنمية والخدمات وعزة البلاد والشعب وفخره التي لا تليق إلا بشعب الذرى وأنتم عنه أغراب محتلون، عبيد، أجراء، مرتزقة.

 ترى من هم الذين يعتاشون على الأزمات؟ أهو الشعب العراقي الذي بنى وقاتل دفاعاً عن نفسه وسيادته؟ أم الذين كانوا يعتاشون على الارتزاق في أزقة لندن وباريس وواشنطن وقم وطهران ودمشق وتل أبيب؟

إنهم أنتم أيها اللاهثون وراء سلطة الموت والإثراء على حساب الشعب والوطن، من صنع خلفيات ومسارح الحروب؟ أنتم من جعل خميني يظن واهماً أن العراق وشعبه تابع ذليل لولاية الفقيه السفيه، أنتم من خلقتم القناعات عند لندن وواشنطن بأن حصار العراق أولاً ثم غزوه هو الطريق الوحيد لإسقاط سلطة العراقيين وسيطرتهم على بلدهم وثرواتهم، أنتم من شجع أميركا ولندن على أن الغزو هو الطريق الوحيد لإلغاء التأميم وعودة الاحتكارات الغربية الامبريالية، أنتم خيط الأمل الذي ظل يتشبث به خميني وأزلامه لتحقيق حلمه في تصدير ثورة إيران الطائفية الكسروية المجوسية إلى العراق وأجزاء من أمتنا غير العراق.

 ولا بد لنا أن نتوقف عند استخدام صولاغ لمصطلح (شهداء العراق) وتحديده حصرياً لهذا الوصف بمن ماتوا وهم يقارعون النظام البعثي، وطبعاً هو يقصد أعضاء الأحزاب الإيرانية حصراً الذين عاقبهم القانون والقضاء العراقي لمخالفتهم للقوانين السارية التي تحمي أمن البلاد وتتصدى للجواسيس والخونة والعملاء ومرتزقة الطابور الخامس.

هناك في وقعة وسقطة أخرى لصولاغ في رسالته فهو يلغي دماء ملايين العراقيين ويضع بينه وبين عوائلهم وعشائرهم كل مكونات العداوة، لأن صولاغ ومن لف لفه قد استهتروا بإلغاء تضحيات شعب العراق بتخندقهم في خانة (ضحاياكم) من الذين أوقعتموهم في شراك الخيانة والعمالة، وخاصة من أوقعتموهم في مستنقعات التبعية لإيران ومشروعها الاحتلالي التوسعي ومنهجها الإجرامي الإرهابي.

 يا صولاغ ... أنت لا تستحق الرد، ولذلك فهذا ليس رداً عليك، بل توضيح لمن لا زالت على عيونهم غمامة ومن لا زالوا يظنون بكم حسن الظن مذهبياً فقط، وهم أيضاً على عيونهم ظلام دامس فأنتم مجرمون لا دين لكم ولا مذهب، البعث يا صولاغ سيحرر العراق منكم ويطهره من رجسكم ونجاستكم، فقولوا ما شئتم لتنفسوا عن ضيق صدوركم وجزعكم ويأسكم واحباطكم.






الاثنين ٢٠ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنين علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة