شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة والممانعة أكذوبة صفوية  -  الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

صمت آذان المستمع وبصيرة القارئ الشعارات التي ترفعها إيران الصفوية ما بعد وقوع المتغير المعد مخابراتياً في 11 شباط 1979 تحت عنوان الثورة الإسلامية الإيرانية ، والحقيقة هي  { سرقة ثورة الشعوب الإيرانية المغلوبة بأمرها المسلوبة حريتها وكرامتها  وكان من ابرز القوى الفاعلة في الثورة الشعبية أبناء الأحواز العربية ، كما يحدث ويحصل الان في المدن الاحوازية وانتشارها في المدن الإيرانية وخاصة طهران وشيراز واصفهان وتبريز مطالبة بحقوقهم ورفض مباشر لأفعال الملالي ومنهجهم تحت عنوان المقاومة والممانعة مطالبين ان تصرف الأموال على أبناء ايران قبل كل شيء  } ، وقد اشتهر حزب الله الذراع  الإيراني الممتد في لبنان برفع شعار مقاومته للجيش الصهيوني وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر ، حتى حاز على إعجاب الكثير من العرب والمسلمين الطيبين الذين اعتبروه بطلاً ونموذجاً للمقاومة والتحرير ، وإعلان خميني أسبوعا اسماه أسبوع القدس تقام فيه النداوة والقاء المحاضرات والاحتفالات والاستعراضات العسكرية وكان ذلك في النصف الأول من ثمانينات القرن المنصرم  ورفعه شعار تحرير القدس يمر عبر بغداد .... الخ من الأكاذيب والتضليل والدجل ،  والان أي ما بعد الغزو والاحتلالين الامبريا صهيوني صفوي للعراق ونشوء الفصائل الولائية تحت يافطة الحشد الشعبي ،  وما حصل في اليمن بعد انقلاب الحوتي -  أنصار الله -  على الشرعية بتخطيط واسناد إيراني صفوي ليكون لها  موطئ قدم على البحر الأحمر والسيطرة على مداخل ومخارج البحر العربي والخليج  ،  ولمتغيرات المشهد  ضمن منطقة العربية سنحاول أن نرد من خلال الأدلة على عدم جدية ايران الملالي وموطئ قدمها حزب الله اللبناني  وميلشياتها في العراق والسوريا واليمن والنظام السوري المتحالف مع ايران والمنفذ لإرادتها في هذا الأمر ،  ثبت بالملموس أن جهاده ومقاومته هي سياسية في المقام الأول وليس من أجل تحرير الأرض الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة عام 1967 ، والدليل تفاهما تموز 1993م ، و نيسان 1996م يؤكد دون لبس أن مقاومة حزب الله هي مقاومة سياسية في المقام الأول والتفاهمات التي توصل إليها حزب الله مع الكيان الصهيوني حيث  {{   تعهد الحزب في هذين التفاهمين بعدم ضرب أهداف (( إسرائيلية )) داخل فلسطين المحتلة بداية  ، وهو أمر كان الحزب يؤكد التزامه به ، معتبرا أن إطلاق صواريخ  الكاتيوشا على المستعمرات الصهيونية في الجليل ليس سوى رد فعل على الاعتداءات  (( الإسرائيلية )) على المدنيين  }}  ، أما اتفاق تفاهم نيسان 1996 بين الحكومة اللبنانية و (( إسرائيل  ))  فقد تم التوصل إليه بموافقة حزب الله وعملت سوريا على الوصول إليه ،  وينص هذا الاتفاق على ما يلي {{  إن الولايات المتحدة تفهم أنه بعد مناقشات مع حكومتي إسرائيل  ولبنان  وبالتشاور مع سوريا ،  فإن لبنان وإسرائيل سوف يكفلان التالي  ((  ان المجموعات المسلحة في لبنان لن تقوم بهجمات بصواريخ الكاتيوشا ، أو أي نوع آخر من السلاح إلى داخل إسرائيل  ،  إن إسرائيل والمتعاونين معها لن يطلقوا أي نوع من السلاح على المدنيين  أو الأهداف المدنية في لبنان ،  بالإضافة إلى هذا يلتزم الطرفان بالتأكد من عدم كون المدنيين هدفاً للهجوم تحت أي ظروف وعدم استخدام المناطق المدنية الآهلة والمنشآت الصناعية والكهربائية قواعد إطلاق للهجمات  ،  بدون خرق هذا التفاهم لا يوجد ما يمنع أي طرف من ممارسة حق الدفاع عن النفس ، تم تشكيل مجموعة مراقبة مؤلفة من الولايات المتحدة - وفرنسا - وسوريا - ولبنان - وإسرائيل ، ستكون مهمتها مراقبة تطبيق التفاهم المنصوص عليه أعلاه  وستقدم الشكاوى إلى مجموعة المراقبة  ، ستنظم الولايات المتحدة أيضاً مجموعة استشارية تتألف من فرنسا  والاتحاد الأوروبي وروسيا  وأطراف أخرى مهتمة بهدف المساعدة على تلبية حاجات الإعمار في لبنان  ، من المعترف به أن التفاهم من أجل إنهاء الأزمة الحالية بين لبنان وإسرائيل لا يمكن أن يكون بديلاً عن حل دائم  ،   تفهم الولايات المتحدة أهمية تحقيق سلام شامل في المنطقة ، من أجل هذه الغاية ، تقترح الولايات المتحدة استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل ، وبين لبنان وإسرائيل في وقت يتفق عليه ، بهدف التوصل إلى سلام شامل ، تفهم الولايات المتحدة أنه من المرغوب فيه أن تجري المفاوضات في جو من الهدوء والاستقرار  ))  }}   وبهذا النص يتضح لنا أن حزب الله  اللبناني تخلى بشكل واضح عن تحرير فلسطين  بل تخلى عن مجرد شن هجمات صاروخية ضد المستعمرات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة ، ولقد عمل حزب الله على الالتزام بهذا الاتفاق ، حتى شهدت له ((  إسرائيل  ))  بذلك على الرغم من شعارات حزب الله الهجومية ضد (( إسرائيل  )) إلا أن حزب الله يبقى هو الأفضل لبقاء (( إسرائيل )) اخذين بعين الاعتبار ما قاله الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني صبحي الطفيلي  ((  إن حزب الله هو حرس حدود لإسرائيل )) وقال أيضاً صبحي الطفيلي ((  مع بداية التسعينات بدأت ملامح التغيير في السياسة الإيرانية  بتفاهم تموز 1993م ، ثم بتفاهم نيسان 1996م  والذي تم الاعتراف فيه وبحضور وزير خارجية إيران آنذاك ،  بأمن العدو اليهودي في فلسطين ..  ومن ذلك الحين بدأ العدو الصهيوني يسعى إلى الانسحاب من لبنان على ضوء هذا التفاهم ، لأن التفاهم يفرض على المقاومة أن لا تصل إلى الحدود وتقف ))   ثم قال ((  أريد أن أقول إن النتيجة لتفاهم نيسان هو أن المقاومة تحولت من  : مقاومة - هذه حقيقة -  إلى حرس حدود )) ولذلك فالكيان الصهيوني يحرص على نفوذ منظمة امل وحزب الله في جنوب لبنان ليكونا حامياًن له ممن يريد الهجوم على الحدود الشمالية للكيان الصهيوني  ،  وقد جاء في صحيفة  الجروزاليم بوست  في عددها الصادر بتاريخ  23 /  5 / 1985 م   ((  إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح إسرائيل التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان  ، وجعلها منطقة خالية من أي هجمات ضدّ إسرائيل إن الوقت حان لأن تعهد إسرائيل إلى ( أمل ) بهذه المهمّة  ))  ، وهذا الإقرار الصهيوني يأتي لان (( حركة  أمل  التزمت من جانبها بمنع رجال المنظمات الفلسطينية من التسلل إلى مناطق الجنوب للقيام بعمليات مسلحة ضد الجيش الصهيوني وضد مستوطنات الجليل في شمال فلسطين المحتلّة  ))  وقد أكّد هذا الأمر الأمين العام السابق لحزب الله  صبحي الطفيلي  حيث يقول  ((  من أراد أن يتثبّت - يعني من كون حزب الله أصبح حامياً لحدود إسرائيل كما سبق - ، فباستطاعته أن يأخذ سلاحاً ويتوجه إلى الحدود ، ويحاول أن يقوم بعملية ضد العدو الصهيوني ، لنرى كيف يتصرف الرجال المسلحون هناك ! لأن كثيرين ذهبوا إلى هناك الآن هم موجودون في السجون ! ، اعتقلوا على يد هؤلاء المسلحين  ))  ،  وأضاف قائلا  ((  فإسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الله وتدميره ، ليس لقدراته وقوته ، ولكن لأنه حزب منضبط ، على الرغم من الانزعاج الذي يسببه في بعض الأحيان ، إلا أن زوال حزب الله من جنوب إسرائيل كفيل بصعود مقاومة بديلة وهو أمر لا تقبله إسرائيل  ، أن من مصلحة إسرائيل بقاء حزب الله ، ومن مصلحة حزب الله بقاء إسرائيل فالمشروع الصفوي - وإن كان مزعجاً للمشروع الصهيوني الأمريكي - إلا انه يبقى مشروعاً منضبطا لا يرفض التعاون والتفاوض ، بل قد يبادر إلى التعاون ، مثلما حدث من إيران في أفغانستان والعراق ، ومثلما حدث من حزب الله قديماً عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان  ))

 

 يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ٢٨ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة