شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

سألتُ قائدي فأجابني

 

كتبت رسالة للرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام للحزب رحمة الله عليه ورضوانه تضمنت مجموعة من الأسئلة والآراء والملاحظات والاستفسارات بتاريخ 8 تشرين الثاني عام 2017  حيث بخر الكثير من تلك الاستفسارات بإجابات مبدئية، منها حول الانشقاقات والتكتلات والمؤامرات الخيانية والفقاعات، فقلت له رحمة الله عليه ما نصه في هذا الجانب ( وجدت من الضروري أن أجد تفسيراً موضوعياً وذاتياً عن كثرة الانشقاقات والتكتلات والارتدادات والمؤامرات والفقاعات الخيانية والتمردات، تلك ليست أحداثاً بسيطة قام بعض عناصر حزب البعث العربي الاشتراكي على القيادات الشرعية، وبالرغم من أن تلك الحالات أصبحت شيئاً من التاريخ  .. وأهم من هذا كله أصبحت ظاهرة خاصة بالحزب وبالقطر العراقي، حتى ثورة 8 آذار 1963 في القطر السوري كان للعراقيين من القياديين أحد الأسباب الرئيسية في ردة 23 شباط 1966 في سورية.

_ أليس من واجب مناضلي البعث وقيادته تحليل حوادث الانشقاقات والانقسامات والردات؟

_ وهل أقول بأن الحوراني والريماوي والركابي والسعدي وصلاح جديد وحافظ أسد وما تلاها من دسائس وصولاً إلى ما بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق من صباح مدني والأحمد .. أعتقد أنها أوراق خريف سقطت من شجرة البعث الوارفة كما أن البعث لن يتوقف أمره على قيادة أو قائد أو جيل، لأن الأشخاص تزول والقيادات تتغير، وخلاصة أقول: كل ما حدث أو ما سيحدث من خيانات ومؤامرات لم ولن يزعزع إيماننا بمبادئ البعث العظيم، بل لعله يزيدنا قوة ومنعة وعمقاً، بأن البعث حركة تاريخية ومصيرية وأصيلة، حركة صادقة تعبر عن تطلعات وآمال الأمة العربية المجيدة.

وعلى ضوء ذلك أستنتج من تلك الانشقاقات ما يلي:

1 _ أعتقد بأن هناك بعض القواعد والقيادات لم تكن بمستوى فكر البعث ومهماته التاريخية مما يفقدون توازنهم وتكبر النقاط السوداء في دواخلهم المريضة ويحدث التناقض "بين عظم المهمة التاريخية التي حملها البعث على عاتقه وبين الأداة التي حمل بها هذه المهمة"، وبالرغم من ذلك كله أعتقد جازماً أن المؤمنين بمبادئ الأمة العربية ورسالتها الخالدة في الوطن العربي والمهجر أكثر بكثير من المنتمين للحزب وحتى البعض منهم منتمي إلى أحزاب أخرى وحبهم للعراق العظيم ولقائده الشهيد صدام حسين ونائبه الأمين عزة إبراهيم الأمين العام للحزب رحمة الله عليهما.

2 _ يبدو أن معظم الانشقاقات والانحرافات والفقاعات الخيانية جاءت نتيجة عجز أصحابها عن مواجهة اقفال الطريق الصعب والميل إلى اتخاذ الطريق السهل للوصول إلى أهدافهم الأنانية البعيدة عن قيم المبادئ والمعاني العالية.

 وأقول إني أطمح وأطمع بإجابات الرفيق المناضل الأمين العام للحزب لأنه الوحيد من أعضاء قيادة قطر العراق وما يمتلكه من تجربة نضالية وفكرية وتنظيمية وسياسية وأمنية ولديه أسرار في تلك المجالات وخاصة الاستراتيجية والعملية على مستوى الأفراد والقيادات في الحزب والدولة والمجتمع، وهذه الأسرار ملك الحزب والأجيال العربية القادمة.

حيث أجابني بإجابات مصيرية كما صحح لي بعض الأفكار التي كانت تدور في ذهني على بعض الأسئلة الفكرية والتنظيمية والسياسية.

وسأعرض لرفاقي بعض من رسالته الكريمة على أسئلتي:

( الرفيق أبو عامر العامر والراسخ بالإيمان في قلبه والواعي لمسؤولياته التاريخية في حزب الرسالة سواء المسؤولية الحزبية الخاصة في إطار التنظيم الفرقي أو المسؤولية العامة كمناضل قائد في صفوف البعث المجيد .

حياك الله وزادك إيماناً وعلماً وعزماً وحزماً وهمة ونخوة لكي تحث الخطى في مسيرة المجد والعزة والرفعة مع حزب الرسالة في أخطر مرحلة تواجهها الأمة العربية على امتداد تاريخها الطويل، وكان بودي أن أرى وأقرأ في رسالتك حواراً ونقداً وأسئلة واستفسارات أكثر صراحة وجرأة وعدلاً وعلمية وواقعية ... هكذا كان ظني بك ولازال وسيبقى ويتعزز بمزيد من العطاء والأداء والابداع والحوار وتلاقح الأفكار والنقد والنقد الذاتي حتى النصر المؤزر بإذن الله .. وأنت خضت المعركة والتجربة مع حزبك من البداية إلى النهاية ومن مواقع متقدمة في التنظيم).

وقال أيضاً رحمه الله ( إن الكادر الحزبي كل الكادر الحزبي المتقدم احتياط للقيادة ولا يتميز أعضاء القيادة إلا بالموقع الرسمي وفي نوع المسؤولية وكل أعضاء الكادر المتقدم وبدون استثناء يصلح من حيث المبدأ لتبوء عضوية القيادة).

وأختتم رسالته بعد أن وضح بعض الحقائق التي كنت أجهلها قائلاً:( إنني أعتز بك ويا ليت لنا مثلك ما يغني مسيرتنا النضالية وخاصة خارج الوطن لأننا نفتقر إلى من هو في مستواك من الصدق والإخلاص والحرص والكفاءة، وأدعوك إلى مزيد من النقد لمسيرة الحزب بصراحة أكبر).

وخلاصة ما تقدم: كان القائد الأمين العام للحزب رحمه الله رسم لنا ممارسات جهادية مستوحاة من عظم رسالتنا الخالدة الحضارية الانبعاثية على طريق الجهاد الفكري والتنظيمي والثقافي والإعلامي والعسكري والأمني، لأنه كان الدليل الأمين لكل الحائرين بعد الهزة الكبيرة.

حيث أجاب على سؤالي عن أسباب الانشقاقات والتكتلات والفقاعات بقوله:

( أيها الرفاق لا يوجد ضامن ولا يوجد رابط محكم للحفاظ على وحدة الحزب وتصليبها وتمتينها أكثر من فهم عقيدة الحزب والتمسك بها والتعشق بها وعشقها والتفاني حد الاستشهاد في الدفاع عنها وبذل كل الجهود لتجديدها واغنائها وسأظل أدعوا رفاقي وأحبائي الذين وصفت حالهم ومقامهم عندي في هذه الرسالة إلى التوجه الجدي والصادق والمخلص إلى قراءة فكر الحزب وعقيدته، بل المطلوب قبل ذلك قراءة عقيدة الأمة العربية وفكرها وتاريخها وتراثها لأن حزبنا حزب قومي عربي أي هو حزب الأمة العربية وهو مولود من رحمها الطاهر كما نقول دائماً من لم يقرأ ويتعمق في عقيدة الأمة وفكرها وتاريخها سوف لن يفهم حقيقة البعث وعقيدته وفكره ومبادئه وأهدافه وسيبتعد عن البعث كلما ازدادت ثقافته الهجينة، فأقول على رفاق البعث جميعاً والمثقفين الثوريين منهم خاصة أن يغرفوا لثقافتهم من معين الأمة العربية ومن عطائها ومن ابداعاتها ومن تاريخها ومن تراثها لكي يكون هو الرابط القوي والحبل المتين والحصن الحصين لثقافتهم العامة.

أي بمعنى أن نتسلح بثقافتنا الخاصة قبل أن نخوض في الثقافات الأخرى، وسبحانه من لا يخطئ ولا يزل وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، والتوابون هم الذين يمارسون النقد والنقد الذاتي ويعترفون بخطئهم ويستفيدون منه، أحيي كل الرفاق في الخارج وأدعوهم إلى التعايش الوجداني والقلبي والروحي مع مناضلي الحزب ومجاهدي الداخل).

 وأضاف رحمه الله قائلاً: (أيها الرفاق نحن أصحاب الرسالة ولسنا طلاب سلطة وطلاب مال وجاه ... نحن طلاب الوحدة والحرية والاشتراكية لا يقع بصرنا دونها إلا لكي يزداد بريقها في عيون طلابها ومريديها من جماهير العراق والأمة ) القائد عزة إبراهيم" حديث الدين والإيمان ودواعيه في فكر البعث ج2

وأخيراً وليس آخراً  فلا تتوهموا مطلقاً ولا يتوهم أحد منكم أن تنالوا من الرفاق أعضاء القيادة القومية المتمثلة بالرفيق الشهم علي الريح السنهوري وصاحب النخوة والبطولة عندما ادلهمت الخطوب، فكان فارساً عروبياً يتقدم الصفوف بإعادة تنظيمات بغداد والإشراف على كل انتخابات الفروع، والشهود على ذلك الرفاق المناضلين الذين لهم السبق بالانتماء وإعادة التنظيم  وليس الذين هرولوا للمحتل بتسليم أنفسهم والبعض الآخر اختفى لهذه اللحظة، والبعض يريد أن يزايد على رفاق الداخل وهم المتسكعون في خانات ومقاهي النمسا والسويد لتأمين أمنه الشخصي والعائلي.

وخير ما أختم به موضوعي هذا قول الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله (يكفي أن يبقى أفراد من هؤلاء فلا يموت الحزب ولا تنطفئ حقيقته لأن رجلاً صادقاً يستطيع أن يهزم المئات من المفترين الكاذبين).

الرفيق / أبو عامر

أواخر مايس 2022

 






الثلاثاء ٢٨ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو عامر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة