شبكة ذي قار
عـاجـل










رداً على ادعاء من يدعي، هذا هو البعث - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

البعث الخالد هو الرد العلمي والعملي على الواقع العربي ما بعد معاهدة سايكس بيكو ووعد بالفور المشؤوم لانتشال الأمة وانبعاثها من جديد بعد الكبوة التي حلت بها وتحولت لمجموعة من الدول والمحميات بعد ان كانت ارضها موحدة والانسان العربي يستطيع التحرك من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة  بدون اي حاجز او مانع   ومن خلال هذه الرؤية الانبعاثية تعرض حزب البعث العربي الاشتراكي منذ المرحلة التبشيرية وإلى اليوم الهجمة تلوه الهجمة لتشويه مضامينه الفكرية ورؤيته الحية لحقيقة الأمة  ومحتواها الإسلام المحمدي الذي  شرفها الله جل علاه لتحمل رسالته وتبشر بها الأمم الأخرى وتنشر مضامينها بين الأمم التي تلتقي معها في الاستغلال والحرمان والاضطهاد بمختلف اشكاله وانواعه ، فكانت رسالتها خالدة بخلود الحاجه ووجود الظلم والظالمين، الحاقدين المعاندين تنوعوا منهم الإسلاميون المدعون بوعيهم الإسلامي، إنهم الدعاة الصادقون، والاشتراكيون اللاقوميون  والقوميون المتعصبون المنغلقون والقطريون الذين يحاربون كل ما يتعارض مع رؤيتهم وانغلاقهم لأنهم المتحصنين بين أربعة جدران لا تواصل لهم مع الغير،  فكان البعث الصابر المجاهد من اجل اثبات حقيقة بانه الوليد الشرعي الذي انجبه رحم الأمة العربية ليكون الفتى المتمكن المقتدر للدفاع عن الأمة والعامل من اجل تحقيق امال واماني أبنائها وبهذا كان الانسان العربي هو الوسيلة والغاية التي يتحقق من خلاله المجتمع العربي الديمقراطي الموحد المنشود ، فلم تثنيه كل الهجمات والاتهامات والاكاذيب التي حملتها الكتب والمقالات وعبر عنها في الصحافة الصفراء التي انهزمت جميعها امام الحقيقة وبقى البعث الخالد القوة العربية القومية الموعودة عبر التاريخ منذ التأسيس وحتى اليوم الذي تعيش فيه الأمة الزمن الرديء بكل ابعاده ولغرض تحقيق الغرض من العنوان الذي اخترته اتوقف عند بعض ما كتب من إسلاميين من كلا الاتجاهات ولكنهم يلتقون عند عقدتهم الأمة العربية المتحررة المقتدرة والفهم القومي الذي جاءت به الأيديولوجية القومية العربية - اعتبار أن القضية القومية هي القضية المركزية في صراع الأمة العربية من أجل التحرر والتقدم ، لذا كانت بقية المسائل الأخرى من بناء الديمقراطية والمجتمع المدني  والصراع الاجتماعي ، يتم التعامل معها على أساس أنها فروع من القضية الأم ، لا على أساس أن هذه المسائل جميعها تتقدم معاً وتتراجع معاً ضمن الفهم الجدلي للحركة التاريخية  -  التي يؤمن بها البعث ويعمل على تحقيقها وحدد اطارها وفهما من خلال شعاره – امة عربية واحدة   ..  ذات رسالة خالدة  -  وأهدافه المترابطة ترابطا جدليا  - الوحدة – والحرية -  والاشتراكية -  بأفقها القومي التاريخي المتربطة بحاجة الانسان والتاريخ وهنا الفهم الجدلي لان التاريخ متطور ومتجدد والحاجة متجدده والانسان بكليهما متطور ليكون على أهبة  للقيام بمهامه وواجباته  ،  يقول المشرف العام على الدرر السنية علوي عبد القادر السقاف {{  كان وراء قيام حزب البعث الاشتراكي النصارى العرب وعلى رأسهم النصراني ميشيل عفلق الذي جعل حب القومية العربية عقيدة راسخة تجمع بين مختلف الناس ومختلف عقائدهم وكانت الاشتراكية أيضا من ضمن منابع القومية التي امتزج بها حزب البعث وأخذ زعماء حزب البعث على عواتقهم المناداة بأنه يجب أن تبقى الآراء الفكرية هي القاسم المشترك بين العرب تحت لواء الوحدة الثقافية للأمة العربية ذات التاريخ المشترك واللغة الواحدة تحت بعث جديد يقوده القوميون الاشتراكيون دعاة الاشتراكية التي تبعث على التطور والازدهار وصد كل الحركات التي تعطل الأمة وتؤخر مسيرتها وحينما تمكن هؤلاء البعثيون النصارى من الحكم في لبنان وسوريا كشفوا عن حقيقتهم فإذا هم ينادون بعبادة البعث والعروبة والكفر بما عداهما  ،  وكان قيام حزب البعث العربي الاشتراكي على دعوى القومية من الأمور البديهية إذ لا يمكن أن تقبل آراءهم المجتمعات العربية الإسلامية ما داموا يقدسون دينهم ، فإذا تراخت قبضتهم على دينهم أمكن حينئذ أن تطل عليهم مبادئ القومية وأن تزحزحهم عن التعصب للدين إلى التعصب للقومية شيئا فشيئا إلى أن يتم المقصود ونحن اليوم نعيش خيانة هذا الحزب في ظرف هذه الحرب الضروس التي يخوضها الغرب في العراق  }} وللرد على كل ما كتب ويكتب للنيل من البعث الخالد اشير إلى ما ورد في خطاب المرحوم القائد المؤسس في ذكرى مولد البعث في 7 نيسان 1986  وبالحرف الواحد ((  بدافع من الحب للامة العربية أحببنا الإسلام منذ السن اليافعة وبعد ان اقتربنا اكثر من فهم الإسلام اضحى حبنا لامتنا يتلخص في حبنا للإسلام ،  وفي كون الأمة العربية هي امة الإسلام ان هذه العلاقة الحميمية بالإسلام هي من النوع التاريخي الموسوم بالتجرد الخالص وان ثقة عميقة تملا نفوسنا باننا اخلصنا كل الإخلاص طوال عمرنا لامتنا ، لمصلحتها ولتاريخها ، ولعقيدتها ولمستقبلها واننا كنا دوما حيث العروبة الصحيحة والإسلام الصحيح ))  وله قول رحمه الله ((  ليس الإسلام مجرد مقوم من مقومات القومية العربية  ، وانما العكس الصحيح  فالعروبة ومعيارها اللغة متضمنة في الإسلام وان الإسلام الواحد من مقومات القومية العربية )) ، وقد ربط بين الإسلام والعروبة والإنسانية فقال رحمه الله ((  الإسلام في واقعه عربي وفي مراميه المثالية إنساني فرسالة الإسلام إنما هي في خَلْق إنسانية عربية ، إنَّ يقظة العرب القومية اقترنت برسالة دينية ،  ليؤدوا واجباً دينياً كلّه حق وهداية ورحمة وعدل وبذل أراقوا من أجله دماءهم  ))  والإسلام مرتبط بالثورة عند القائد المؤسس المرحوم احمد ميشيل عفلق لذلك  فرّق بين الإسلام الثوري المعادي للاستعمار والرجعية  والإسلام (( العتيق )) الذي يقتصر على العبادة السطحية والمعاني العامة الباهتة ، المهادن للاستعمار والرجعية  ورأى في الثورة وسيلة لديمومة وجود الأمة العربية من خلال اتصالها الدائم بالإسلام ، فقال  (( هذا الاتصال لا يكون بالنقل الحرفي ولا بالتقليد ، وإنما تكتشف هذه الحقائق من جديد من خلال ثقافة العصر ومن خلال الثورة والقتال  ))  ،  وأضاف رحمه الله  ((  يجب أن تتحد الصلاة ( الإيمان ) مع العقل النيّر ( الوعي )  والساعد المفتول  (  الثورة  ) ،  لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب  ))  ،  ويعّبر عن الثورة ((  بالانقلاب الذي أحدثه الإسلام في حياة العرب وفي أنفسهم ، وأنَّ سر هذا الانقلاب الإسلامي في الوحي الإلهي ، وليس من البشر )) ،   ويميز بين حقيقة الدين وظاهر الدين الذي يصل إلى درجة التناقض الحاصل بين الثورة والاستسلام ، ويتساءل  (( هل يفكر الشباب في أنَّ الإسلام عند ظهوره هو حركة ثورية ثائرة على أشياء كانت موجودة معتقدات وتقاليد ومصالح  ؟  وبالتالي هل يفكرون في أنه لا يفهم الإسلام إلا الثوريون؟))

يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ٦ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة