شبكة ذي قار
عـاجـل










خلاصة القول... موعظة

خلدون البياتي

 

خلال مسيرتي الخمسينية للنضال في مسيرة حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي، فهمنا وتعلمنا شيئاً واحداً، أن الحزب فكر ومشروع نقي لبناء الأمة لن تجد له مثيلاً، منذ تأسيسه ولغاية مئات السنين القادمة، لأنه هو الفكر والحل والتطبيق لأمة عربية واحدة موحدة قوية تستوعب كل الأفكار والمنطلقات، لأمة متقدمة سيكون لها الأثر الأكبر في العالم.

الأمر الثاني، من الطبيعي أن يتعرض الحزب إلى الانشقاقات والخلافات، وإلى بعض الانتكاسات، وخاصة الأمنية بسبب ظروف الاحتلال والطغيان الحكومي للأنظمة.

لكن الأداء التنظيمي والثوري للحزب يعطيه الخطوة المتقدمة الناجحة التي تعطيه الديمومة والصمود، والأهم أنه ما دام سائراً ضمن الخط الشرعي له والمتمثل بالقيادة القومية، الراعي الحقيقي لفكر وتنظيم البعث، وإن أي كلام أو تصرف غير ذلك لا قيمة له، ولدينا أكبر وأشهر تجربة لإضعاف الحزب وتسييره نحو المنحدرات المشبوهة التي قام بها حافظ أسد في سورية بانشقاقه وتأسيسه قيادة قومية لم تخرج قوميتها عن حدود المرض الطائفي المتجذر في الأصول غير العربية لهذه العائلة، وبقيت قيادته حبيسة جدران البناية البائسة في أحد أحياء دمشق.

إن تجميع عدد من المتمردين والمرضى النفسيين ومن ركب موجة اسم البعث وادعى أنه بعثياً، لن تنتج سوى مدرسة لمرضى التوحد وانفصام الشخصية، يتجالسون فيما بينهم فيستعرضون بطولاتهم الكاذبة التي تسعدهم وتمنح الآخرين منهم حق الكذب ببطولات أخرى كاذبة، وفي النهاية يضحكون فيما بينهم لأنهم يعلمون إنهم لكاذبون.

البعث مدرسة رصينة، صنعت رجالاً أوفياء، مخلصين مناضلين ومجاهدين من أجل أهداف الحزب ورسالته الخالدة، ولن ينفكوا من السير ضمن الشرعية الوحيدة شرعية القيادة القومية، والتي تعطيهم الدفع الثوري المنظم في السير بطريق النضال دون الالتفات إلى من لفظهم الحزب، ولن يقبلهم أو يتقبلهم بين صفوفه، فاستأصلهم كما تستأصل الغدد السرطانية، التي إن بقيت في الجسد أنهكته وأمرضته، وعلاجها القلع من الجذور مع الكي لعدم عودتها ثانية.






الثلاثاء ٦ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خلدون البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة