شبكة ذي قار
عـاجـل










متى يجوز ممارسة العنف الثوري والكفاح المسلح.. رؤية مبدئية.

د. أبا الحكم

 

يتحدث قاموس الفكر السياسي تاريخياً عن مسألتين مهمتين في كفاح الشعوب وتقرير مصيرها الأولى : وهي متى يمارس العنف الثوري وظروف ممارسته وشروطه ؟  والثانية : متى يمارس الكفاح المسلح وشروط ممارساته الذاتية وظروفه الموضوعية ومقومات نجاحه ؟ .

ولم يعمل هذا الفكر، وهو يعيش في خضم الأحداث الدامية التي اجتاحت ساحات العالم المختلفة والمتنوعة على إمتداد عقود من حالات التدخل الأجنبي والتأمر الأجنبي والحصار الأجنبي والإحتلال الأجنبي المسلح بالقوة الغاشمة، في خارج سياقات مفاهيم العنف الثوري والكفاح المسلح .

اولاً- العنف الثوري يمارس حين يكون كيان التنظيم الثوري معرضا للإفناء عن طريق سلطة دموية تعمل على احتكار القوة بالضد من قوى الشعب العاملة في نطاق العمل الوطني .. وهنا لا بد من حماية الكيان الثوري بطريقة الدفاع في العمل الثوري حفاظاً على كيان التنظيم الثوري عن طريق الفعل الثوري والتصدي للرؤوس الدموية وشبكاتها بوسائل تصفوية إجهاضية تردع توجهات ونيات السلطة التي تمارس سلوكاً دموياً تصفوياً.. والواقع الميداني يفصح عن ذلك ولا مجال للحديث عن غصن الزيتون أمام سكاكين الجلاد.. ويتم ذلك سواء كان البلد محتلاً من قبل قوات اجنبية أو من قبل نظام تسلطي دموي على وفق شروط فعل العنف الثوري الذاتية والظروف الموضوعية التي تحكم قبضتها على واقع الفعل في الميدان الوطني.

ثانياً- الكفاح المسلح يمارس حين يكون كيان الدولة محتلاً من قبل دولة اجنبية احتلالا عسكرياً واقتصادياً وايديولوجياً .. وهنا لا بد من الوقوف عند الظروف الموضوعية والشروط الذاتية لفعل الكفاح المسلح :

الكفاح المسلح، تحكمه ظروف موضوعية غاية في الصرامة مثل: 1- الجغرافيا 2- تماسك الوضع الاجتماعي 3- قدرات الدعم المالي واللوجستي 4- تحالفات دولية او إقليمية مساندة .

فهل تتوفر هذه الشروط في العراق أو في السودان مثلا حتى يعلن البعض شعارات الكفاح المسلح؟ وهل تتوفر فعلا الظروف الموضوعية في الاسناد اللوجستي والمادي والسياسي والاعلامي لفعل الكفاح المسلح، والعالم يعيش صراعات قوى وتحولات متسارعة، تحمل أفاقاً تنذر بالتصعيد والتهديد والإختناقات والازمات الاقتصادية وبكوارث بيئوية خطيرة ؟ الشعارات لا يجب المتاجرة بها سياسياً واعلامياً وجماهيرياً، لأن نتائج المتاجرة هي إرتداد عنيف يضع رافعي شعارات الكفاح المسلح في خانة الغباء والدجل .. كما انها تعكس النيات المراوغة والمبطنة وهي تشهر يافطاتها على السذج والبسطاء من الناس في اطار الدعوى المريبة والفاضحة للترميم والاصلاح والإنقاذ.

بيد ان العنف الثوري يختلف عن ارتكاب الجرائم والجرائم المخلة بالشرف ويختلف عن الجرم العسكري المخل بقواعد العمل .. إنه عنف مشروع دفاعي في إطار منظم يدافع من خلاله التنظيم المؤسسي عن كيانه من البطش والتنكيل والقتل والخطف والإبادة الجمعية من لدن السلطات القمعية واساليبها الدموية الفاشستية .. وذلك بالتصدي المنظم لتلك الرؤوس والإطاحة بها بوسائل مباشرة من شأنها أن تشكل رادعاً قويا يذكر الجميع بفترة الستينيات من القرن المنصرم في العراق وخاصة رجل الأمن الدموي (عز الدين لآفي) وكيف تم التصدي له وإنهاء سلوكة الإجرامي.. المجرمون والقتلة واللصوص كثر في زمن الاحتلال الأمريكي والفارسي الصفوي ، والرؤوس كما نراها قد أينعت ودان قطافها ولا مجال يصلح إلا العنف الثوري من اجل ردع القتلة والخونة والجواسيس واللصوص .. التحرير، يبدأ من هذه الخطوة، وهي خطوة يتم فيها تنظيف البلاد والمجتمع من قاذورات الإحتلالين الامريكي والفارسي .

الذين ينفخون في قرب مثقوبة ويمارسون اساليب معوجة بالضد من مجرى التاريخ لن يصلوا الى شيء سوى الخسارة واللعنة، لأنهم فضلوا اسلوب الهدم على اسلوب تقوية البناء، وهي أساليب لا تصمد أمام الزمن ونهاياتها يعرفها التاريخ من قبل مهما صرخ الجاهل والمارق والمريب في واد أو نفخ في رماد الدجل فلن يفلح ولن ينجح في زعيقه الأهوج .

إن حركة تاريخ البعث، حركة كبيرة وواسعة وعميقة تمتد عبر التاريخ المجيد للأمة، ولا أحد بستطيع حرفها أو نسفها أو تجييرها أو حرقها .. لأنها حركة تاريخ أمة وليست حركة تاريخ أفراد أيها الجهلة.!!


د. أبا الحكم

09/07/2022

 






الاحد ١١ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة