شبكة ذي قار
عـاجـل










منجزات ثورة ١٧_٣٠ تموز المجيدة بعد الاحتلال.

 

قد يستغرب البعض من عنوان المقال، وحقيقة نقول على الرغم من احتلال وطننا الغالي فلا زالت ثورة تموز مستمرة بتحقيق أهم أهدافها المستمدة من فكر حزبنا المجاهد وثورته المباركة منذ اليوم الأول وتسعى جاهدة لتحقيقها ألا وهو بناء الإنسان العراقي والعربي المؤمن فكراً وعقيدة بحب الوطن والدفاع عن مصالح الأمة العربية. ولكن وبسبب الفسيفساء التي يتميز بها  الشعب العراقي فقد سعى الحزب وثورته المباركة أولاً على تهذيب وتشذيب فكر المواطن العراقي لكي ينبذ الطائفية  والقبلية وجعله يؤمن بالشعب  والوطن الواحد  وقد وضع القوانين التي تحاسب كل من يسعى إلى إثارة الفتن وتقسيم الشعب،  وقد جاهدت  أيضا ثورتنا المباركة لمحاربة الأفكار التي شوهت حتى العقيدة الدينية من خلال ممارسات الأحزاب التي اتخذت من الدين غطاء لها وكافح الحزب والثورة لبناء عقول تعي وتفهم حقيقة هذه الأحزاب  لكي تكون قادرة على الوقوف بوجه مثل هذه الأفكار الخبيثة ومن يروج لها. وقد كان من أخطر ما واجه ثورة تموز هو (التشيع الفارسي) والذي لا يقل خطورة عن الأحزاب والحركات التي تكفر كل من يعارضها، وتكمن خطورتهما ليس بقوتها بل لكون أفكارهم الخبيثة كانت تناغم العقيدة الدينية. والذين جعلوا نهجهم هو العداء لثورة تموز المجيدة، ثورة البعث، ورغم كل هذا العداء وحجمه التآمري الذي كان يدعم من قبل إيران وبعض الدول الغربية وكانت بريطانيا وأمريكا في مقدمتهم.

 

 وقد حاولت هذه الأحزاب ممارسة هذا الدور الخبيث لتمزيق الشعب نظراً لما كان لثورة تموز قبل الاحتلال من دور كبير ومهم في بناء وتحصين فكر وعقل المواطن العراقي والعربي في تنمية الروح الوطنية والقومية العربية البعيدة عن التعصب القبلي والطائفي.. بالإضافة إلى ما قامت به ثورة البعث من تجسيد لشعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، حيث كان العراق البلد الوحيد عربياً الذي يستقبل أي مواطن عربي بدون تأشيرة دخول ويسمح لكل عربي بالعمل والدراسة وحق التجنس أيضاً ويعامل معاملة المواطن العراقي على حد سواء. وهذا ليس فضلاً بل هو تجسيد لمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي والتي كان منذ ولادته يدعو لها وقبل أن يتولى قيادة أي دولة في وطننا العربي إلى أن جاءت ثورة ١٧_٣٠ تموز المجيدة في العراق ليجسد أفكاره الوطنية والقومية واقعاً وفعلاً ونهجاً في بناء الدولة وقد أثبت للعالم بأن مبادئ حزبنا العظيم ليست (تسويقية) كما هو حال معظم الأحزاب السياسية وكذلك الأحزاب المتأسلمة.

 

ولذلك فإن هذه البذرة التي زرعها حزب البعث من خلال ثورة تموز المجيدة في العراق أتت أكُلها قبل الاحتلال وبعد الاحتلال أيضاً.

 

نعم وللحق والانصاف نقول كثير من مبادئنا وأفكارنا كان هناك من يقف معادياً و(مكذباً) لها وخصوصاً كانت هذه المواقف المعادية التي كما أشرنا سابقاً كانت تصدر من الأحزاب التي تتخذ الدين غطاءً لها. ولكن الذي حصل بعد الاحتلال هو تبين للعالم الخيط الأبيض من الخيط الأسود لذلك بدأنا نجد أفكار ومبادئ البعث وثورته المجيدة تتحقق وعلى نطاق واسع في مجال الفكر وبناء الإنسان وخصوصاً بعد الاحتلال وهذا المنجز يعتبر أهم من كل المنجزات الأخرى لأن بناء فكر الإنسان تربوياً وعلمياً وسياسياً واجتماعياً وتشذيب عقيدته الدينية من الأفكار المقيتة والغلو التي زرعتها الأحزاب المعادية لثورة تموز لم تكن من السهل بمكان تحقيق ذلك لولا تبين صدق مبادئ ثورة تموز المجيدة المتمثلة بالنظام الوطني.

وقد لمس من كانت الغشاوة على عينيه بعد أن عاش معاناة قاسية بعد الاحتلال من الطائفية وكذب ودجل الأحزاب التي كانت ولازالت معادية لفكر البعث وثورته المجيدة وكيف كان الحزب يحاربها وكافح ضدها بكل السبل للقضاء عليها ويوعي الناس بحقيقتهم، لذلك عندما نريد أن نتحدث عن ثورتنا العظيمة بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والخمسين لها فإن منجزاتها قبل الاحتلال يتحدث الواقع والناس أجمعين عنها وحتى المعادين تحدثوا عنها مرغمين لا راغبين لأن شمس الحق لا تغطى بغربال. 

أما ما يتحقق الآن من منجزات بعد الاحتلال على صعيد عقول وفكر المواطن العراقي والعربي فهو بفضل الله ومن ثم بفضل مبادئ الحزب التي جسدتها ثورة ١٧_٣٠ تموز المجيدة.

 

فما زرعته ثورة البعث ثورة تموز المجيدة الآن يتم حصاده حيث نرى كيف أن الأفكار والعقول لكثير من أبناء الشعب بدأت تعي وتفهم الدرس جيداً وترى صدق ما كان النظام الوطني يدعوا إليه من مبادئ وقيم والكثير منهم بدأ يتبنى أفكاره ويؤمن بها وإن هذا الإدراك والوعي هو الذي بعون الله سيكون له الدور الداعم والرئيسي والمساند لحزبنا المجاهد في تفجير ثورة شعبية تكتسح كل هؤلاء العملاء، ومن المؤكد أن هذا المنجز يحسب لثورة تموز ومبادئها العظيمة التي سعت دوماً لتحقيقها قبل الاحتلال.

فطوبى لثورة البعث البيضاء المباركة التي  لا زالت تحقق أهدافها ومنجزاتها  على صعيد البناء الفكري للإنسان وتثبت للعالم أجمع بأنها ليست  مجرد (انقلاب عسكري) حصل في ١٧ تموز بغية الاستيلاء على كرسي السلطة بل هو ثورة بكل ما تحملها هذه الكلمة من معنى فهي في المقام الأول ثورة على صعيد فكر وعقول الناس، ثورة  على الفكر الطائفي والفكر القبلي ثورة  تبني عقول تحب الوطن وتعمل  لبناء وطن متماسك وشعب موحد ثورة لتنقية العقول من الشوائب والمعتقدات الدخيلة التي يدسها  أعداء الوطن والتي يبغي منها أن تكون سبباً في جعل الدين مفرقاً لا جامعاً  أو جعل ألوان الطيف  التي تميز به الشعب العراقي مصدر ضعف لا عنصر قوة. وقد تجسد نجاح مبادئ الثورة في محاربة هذه المحاولات الخبيثة لتمزيق الشعب هو توحد الشعب بكل أطيافه وقومياته وأديانه ومذاهبه في مواجهة العدوان الإيراني في القادسية الثانية قادسية صدام المجيدة.

نعم لذلك نقول إن  ثورة تموز ثورة البعث وبفضل مناضلي ومجاهدي الحزب في الداخل والمهجر  المتمسكين بمبادئ البعث وقيادتهم القومية رمز البعث وقيادتهم القطرية المناضلة لا زالت مستمرة في تجسيد وتحقيق أهدافها في البناء الصحيح لعقل الفرد العراقي والعربي  رغم  ابتعاد الحزب عن السلطة ، وهذا يؤكد أيضاً بأن حزبنا المجاهد  ليس حزب سلطة ويبحث عن السلطة لأجل السلطة  بل هو حزب رسالي يعمل على تحقيق رسالته الخالدة، إن كان في السلطة أو خارجها، وأن السلطة ليست هدفاً له بل هي وسيلة يتخذها لتحقيق أهدافه الوطنية والقومية خدمة لقضايا الأمة العربية.

 

الرفيق الثابت على المبادئ






السبت ١٧ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الثابت على المبادئ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة