شبكة ذي قار
عـاجـل










وقفات مع الخطاب التاريخي للقائد المجاهد الرفيق أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة.

 

الوقفة الثانية

 

هكذا عاد البعث للحياة بعد الاحتلال

 

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

 القائد، هو الذي يتصدر فعل رفاقه في الميدان، يخطط ويشرف على التنفيذ، يصف الحال ويصف كيف يتجاوزه الى ما هو متقدم. القائد هو من يثبت على الأرض يتقدم المضحين ويقود المنفذين ويرتقي بمعنويات رفاقه ويعيش معهم الحلو والمر. هو رجل يصطفيه القدر والضرورات الوطنية والقومية والإنسانية ليشخص الواقع كما هو ويحدد مسارات الخلاص من حفر ذلك الواقع ومطباته وإشكالاته ومعضلاته. لذلك جاء خطاب الرفيق المناضل أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة تموز المجيدة ١٩٦٨ مشخصاً لواقع الحزب بعد الاحتلال وليكون تشخيصه والمعالجات التي ذكرها هي امتداد طبيعي سلس منطقي لما قام به سلفيه الخالدين صدام حسين وعزة إبراهيم.

 

القائد، مثل صدام حسين، يعطي ولا يبحث عن مقابل ويفتدي وطنه وشعبه بالروح وبالولد، ومثل عزة إبراهيم توسد تراب العراق حتى مات ودفن في ذاك التراب، القائد مثل نيلسون مانديلا قاد شعبه من المعتقل وانتصر على العنصرية وهو مكبل، مثل غاندي وجيفارا هزموا الطواغيت وانتصروا مع شعبهم وهم يعيشون فوق أرض أوطانهم يكابدون الفقر وشظف العيش.

 

لقد تشتت الحزب وتناثر أفراداً وأشلاء بعد الغزو المجرم تماماً كما تناثرت أشلاء دولتنا الوطنية بنيران الغزو الغاشم، انتهت كل تلك التشكيلات الحديدية من فرق وشعب وفروع ومكاتب وذابت في العراق الذي تصهره الصواريخ والقنابل وتحرقه نيران البوارج والأساطيل.

نعم انصهر الحزب في أرض العراق ليواجه ما تواجهه تلك الأرض المقدسة الطاهرة، وتبخر الحزب في سماء العراق ليرى من علٍ بيوت العراق مغلقة وشوارعه تعج بالوحشة مقفرة.

 

من يريد أن يكون قائداً للبعث في العراق فالشروط معلنة واضحة، أولها أن يكون مثل صدام حسين ومثل عزة إبراهيم ومثل رفاقهم بالقيادتين القومية والقطرية، عاشوا في العراق واغتالتهم أميركا وإيران في العراق، أما من قد هجر العراق لأي سبب كان، سبب منطقي أو غير منطقي فهو لن يعبر حدود الإسناد والعون الإعلامي والمساعدة في التحرك كمعارض في الخارج. 

القائد البعثي هو منهل سلطان كريم القابع في السجن المؤبد، وعبد الغني عبد الغفور الذي يموت كل يوم ليبعث الحياة في أرجاء العراق التي قتلها الاحتلال والخونة وسواهم ألوف مؤلفة.

 

من هنا جاء اهتمام القائد أبا جعفر في خطابه التاريخي في وصف حال البعث بعد الاحتلال، وكيف أعاده رفاق البعث في الداخل إلى الحياة تنظيماً ومقاوماً شرساً للاحتلال، ومقوضاً للعملية السياسية الاحتلالية الفاشلة الفاسدة.

 

النص أدناه من الخطاب يحكي جانباً من معجزة إعادة تنظيمات البعث:

 (يا أبناء شعبنا العزيز:

لقد واجه حزبكم بعد احتلال العراق مهامَ جسيمةً عديدة، كان في مقدمتها إعادة التنظيم الحزبي إلى جميع أنحاء العراق، رغم استماتة المحتل وعملائه الموالين لإيران في محاولاتهم للقضاء عليه عبر اجراءات الاجتثاث الفاشية وحملات القتل والاعتقال والتشريد والتجويع الغاشمة ضد مئات الألوف من أعضائه والملايين من جماهيره. وعمل على إطلاق المقاومة العراقية المسلحة ضد القوات المحتلة منذ اليوم الأول للاحتلال فقام بتشكيل عدة فصائل مقاومة باسلة، أجبرت قوات الاحتلال، عبر عمليات بطولية وتضحيات ملحمية، بالتعاون مع فصائل مقاومة عراقية أخرى، على الانكفاء خارج المدن عام 2009، ثم الخروج هارباً بالانسحاب الذليل نهاية عام 2011، بعد أن كبدته خسائر جسيمة. وقد اعترفت دائرة المحاربين القدامى في البنتاغون بأن خسائر الجيش الأميركي منذ بداية الاحتلال في 9/4/2003 وحتى نهاية شهر أيار عام 2007 (أي فيما يقرب من نصف فترة الاحتلال) بلغت   73650 (ثلاثة وسبعون ألفاً وستمائة وخمسون) جندياً أميركياً وأكثر من مليون ونصف مليون جريح ومعوق ومصاب بعاهة. وهذا يعني أن المقاومة العراقية الباسلة قد كبدت المحتل الأميركي وحده في كل فترة الاحتلال أكثر من 130 ألف قتيل.)

 

ويسترسل في مكان آخر في معاناة البعثيين داخل العراق فيقول:

(يا أبناء شعبنا العزيز:

لقد استهدفَ أعداءُ العراق والأمة العربية وخصوصاً الكيان الصهيوني وإيران ثورتكم العظيمة وحزبَ البعث الذي أطلقها وقادها عبر مسيرة 35 عاماً من الإنجازات العظيمة، لأدراكهم إن هذا الحزبَ على قدرٍ عالٍ من التميز والفرادة عن كلِ ما سِواه من أحزابٍ وتنظيماتٍ في العراق. لقد توفرت للبعث جملةٌ من المميزات الاستراتيجية التي تبدو جليةً في قدراته النضالية والجماهيرية، وتاريخه الطويل في العمل السياسي الوطني المسؤول، وفي انتشاره في كل ربوع العراق وفي كل زاويةٍ من زوايا مجتمعِهِ متجاوزاً كل الاختلافات الدينية والعرقية والمذهبية والمناطقية، بفضلِ عقيدتهِ الوطنيةِ والإنسانية التي تُعلِي قيمَ المواطنة والمساواة. كما تـَتـَمَثلُ ميزاته في خبرات أعضائه وقيادييه الطويلة في إدارة الدولة، وفي نزاهتهم وسمعتهم الطيبة وصورتهم المشرقة لدى أبناء شعبهم.

إن حزباً بهذه المواصفات وبهذه المميزات الاستراتيجية الفريدة هو المؤهل حقاً، لقيادة الفعل الوطني العراقي لتحرير العراق وإزالة الهيمنة الأجنبية واسترداد عافيته وسيادته واستقلاله ومكانته التي يستحقها شعبه العظيم. ومن هنا كان تكالب الأعداء في الخارج وعملاؤهم في الداخل لمنع البعث في العراق من النهوض وبناء تنظيماته واستعادة قوته وتعويض ما ألحقه به المحتل وأتباعه عملاء إيران من اضرار جسيمة وذلك لإبعاده عن أداء دوره ومسؤولياته ومهامه الوطنية الكبرى في تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي وانقاذه من هيمنة إيران وذيولها، واستعادة سيادته واستقلاله وخدمة شعبنا العزيز الذي كان "البعث" سبّاقاً في خدمته وفي الدفاع عنه.

لقد استخدم الأعداء لتنفيذ مخططهم المعادي وسائل خارجية من القمع والتصفيات الدموية والتهجير والتشريد وتجفيف الموارد والتشويه والمحاكمات بتهم ملفقة والاجتثاث، كما استخدموا مؤامرات داخلية تتمثل بما يتيحه لهم مرتدون من فرصٍ للانقضاض عليه بحركات غادرة تنتحل اسمه وتحاول إشاعة الفوضى في تنظيماته، لكن الحزب تمكن بحمد الله من إحباط تلك الدسائس واحدة تلو الأخرى.)

 

إن البعث هو رجاء العراقيين بإنقاذهم وإنقاذ بلدهم وهو محور من محاور الحراك الشعبي في العراق حتى التحرير ان شاء الله.






الثلاثاء ٢٠ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة