شبكة ذي قار
عـاجـل










التيار الإسلامي وعدائه للقومية العربية، شواهد وحقائق تظهر الدور البريطاني – الحلقة الرابعة


زامل عبد

 

الموقف من المسالة الدينية طرح البعث الخالد  سؤالا ما هو موقف حزب البعث العربي الاشتراكي من المسالة الدينية وكيف تعامل مها ؟  ، ولماذا برزت بهذه الصيغة  في هذه المرحلة بالذات  على صعيد القطر او في المنطقة  ؟! ، وما هو موقف الحزب من المسالة الدينية وكيف تعامل معها الأن ؟  فكان الجواب  الاتي  (( ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الاشتراكي القومي التقدمي الايماني  والثوري الوحيد ، ليس في الوطن العربي فحسب  وانما في المنطقة أيضا ، الذي اعطى المسالة الدينية اهتماما بارزا في عقيدته ، وفي سلوكه السياسي والاجتماعي   ، ومنذ البدء حدد الحزب موقفه من الدين وكما قال الرفيق المناضل القائد الشهيد الحي صدام حسين   -  اننا لسنا حيادين بين الايمان والالحاد ، اننا مؤمنون - ان حزبنا  لم يكن دينياً ، ولا ينبغي ان يكون كذلك أي القائد رحمه الله  يقصد ان خيمة جامعة لطاقات امة تستحضر تاريخها من جديد بروح العصر وقد وضع الحزب للإسلام قيمة أساسية في فكره ، وفي الحياة العربية عبر التاريخ وفي العصر الراهن  ، والحزب يعتبر الإسلام ثورة عظمى في التاريخ الإنساني ، كان للامة العربية الفضل التاريخي في نشرها على البشرية  ، وقد دعا الحزب الى استلهام روح الرسالة الإسلامية في عملية الانبعاث المعاصرة للامة العربية ، وقد قال القائد المؤسس رحمه الله  في محاضرته القيمة التي تحمل عنوان -  في ذكرى الرسول العربي - في عام 1943م  ((  كان محمد كل العرب   فليكن كل العرب اليوم محمدا   ))  معنى ذلك بالتحديد .. ان العربي المعاصر يجب ان يستلهم روح الرسالة الإسلامية  وان يتحلى بصفات واخلاق قائدها العظيم الرسول محمد  صل الله عليه واله وسلم والقادة الاخرين العظام الذي حملوا راية الإسلام   ، وفي نظر المناضل البعثي كان الرسول محمد  صل الله عليه واله وسلم قائدا عظيما ، وملهما عظيما ، وثائرا عظيما ، وكان قادة المسلمبن من أمثال ابي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن ابي عفان وعلي بن ابي طالب والحسن والحسين ابني علي بن ابي طالب عليهم السلام وغيرهم قادة عظماء يستلهم  منهم دروس الشجاعة  والتضحية ، والعطاء من اجل الامة  ))  وعبر مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي  لم تكن هناك مشكلة بينه وبين الدين اذا صح التعبير، وفي الواقع ان الحزب كان ، بسبب موقفه هذا من الإسلام  يتهم بالرجعية او اليمينية من ذات الأوساط التي انساقت بدوافع انتهازية تكتيكية وراء التيارات السياسية الدينية  المسترة بالدين ، ولكن الحزب واجه كل هذه الاتهامات بموقف مبدئي واضح ، وذلك لان هذه المسالة تدخل في صلب عقيدته ، وفي صلب العملية الثورية التي يقودها من اجل تحقيق انبعاث الامة العربية المجيدة، والوصول الى أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية  لم تفلح المحاولات التي استهدفت جر الحزب من قبل مجموعة من الحزبيين الذين اصبحوا خارج التنظيم فيما بعد .. الى مواقع الالحاد انسياقا وراء الضعف امام التفسيرات الماركسية وتأثيراتها في بنائهم الفكري ولقد برزت هذه الظاهرة في اعقاب اخفاق تجربة الحزب في قيادة السلطة الثورية بعد ثورة 14 رمضان 1963 في القطر العراقي وقبل التاريخ وبعده في القطر العربي السوري ، الا ان الحزب استطاع ان يتجاوز هذه الظاهرة في القطر العراقي ويجتثها كليا لأنها كانت غريبة عنه ، وقد اصبح واضحا منهج الحزب من هذه المسالة  اتصالا بينابيعه الفكرية والمبدئية ونظرية عمله التي ارسى ركائزها وقادها الرفيق المناضل القائد الشهيد الحي صدام حسين ، وفي ميادين شتى ، ومنها هذا الميدان الحيوي والحاسم   غير ان الحزب لم يدع الى بناء دولة على الطراز الديني ، وانما دعا الى بناء دولة على أساس الرابطة الوطنية  والقومية على أساس وجود مكونات الوحدة في التكوين النفسي والفكري ، في اطار القطر الواحد ، وعلى أساس ان الربطة القومية في اطار الوطن العربي الكبير هي الهدف الطبيعي والمشروع ،تستلهم الإسلام كرسالة وثورة   كما اعتبر الإسلام جوهرا أساسيا في القومية العربية مثلما دعا الى تمتين روابط الامة العربية بالأمم المسلمة على أساس الرابطة الروحية المشتركة التي تجمعهم سوية ، وعلى أساس اللامال والاهداف المشتركة التي يناضلون في سبيلها في العصر الراه   ، أما الإسلاميون فلم تكن مصادر التعبئة والحشد الأيديولوجي عسيرة المنال بالنسبة إليهم  حيث ضمنت لهم مرجعياتهم النصية المقدّسة ما يمكّنهم من الحديث بقوّة عن الالتزام بأوامر الله بإقامة الدولة وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية ، فضلًا عن عوامل أخرى عديدة  ومنها ((   ظهور الشيوعية والاستعمار الغربي واستهدافهما للإسلام   وكذلك احتلال فلسطين الذي يعزز القناعة بالعداء لليهود  ،   ليس بسبب احتلالهم للأرض فقط  بل بسبب نصّية العداء لهم قرآنيًا أيضًا  ))   لقد سبق لنا الكتابة في أيديولوجيا حركات الإسلام السياسي  (  مشروع الإخوان المسلمين  )  و ( مشروع ولاية الفقيه )  وتم تناول الأدلة التي تثبت تهافت أيديولوجية كل منهما ، وكذلك تهافت مشروعيهما وكما تم الإشارة اليه  وبما ورد في الكتاب (  وداعا لمشاريع التوسع الإمبراطوري الوضعية ) ، ونكرر القول هنا  (  وداعا لمشاريع التوسع الإمبراطوري الدينية الغيبية  ) التي مهدت لتهافت المشاريع الدينية الغيبية  تلك المشاريع التي تشهد الآن فصل نزاعها الأخير  ، فلقد أريد لها أن تخدم إقامة مشروع (( الشرق الأوسط الجديد )) القائم على مبدأ تفتيت الوطن العربي إلى دويلات طائفية  والتي لو نجح المشروع في تعميمها ، فسوف تشهد المنطقة كلها حروباً طائفية لن تنتهي  وفي الوقت الذي تبدأ فيه تلك الدويلات بحروب بينية تكفيرية متواصلة ، وصولا إلى الهدف الذي ستتفرغ فيه الرأسمالية العالمية والصهيونية لنهب الثروات واستعباد المجتمعات  من خلال مشاريعها  المعدة مسبقا ولحين توفر الظرف الملائم لطرحها وكمثال بسيط على ذلك  محاولات تأسيس ناتو عربي  يكون الكيان الصهيوني الفاعل الأساسي فيه بحجة  الوقوف بوجه التوجهات الإيرانية  في المنطقة  ؟!

يتبع بالحلقة الخامسة






الاربعاء ٢١ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة