شبكة ذي قار
عـاجـل










(الحزب الإسلامي) وعدائه للقومية العربية  شواهد وحقائق تظهر الدور البريطاني  - الحلقة الأخيرة

زامل عبد

 

السبب أو العلة التي تحدد آليات عمل الإخوان المسلمين  ومن خرج منهم من تنظيمات  سياسية وكمثال حزب الدعوة والتحرير وما نشهده اليوم ( القاعدة والتكفير والهجرة وداعش  ...   الخ  )  وأولوياتهم التي يعلنونها ، ذلك أن ما يعلنونه بوضوح  هو أن أولوياتهم تتوجه نحو عموم المسلمين قبل أي صفة عرقية ، أو مناطقية أو إقليمية ، أولئك المسلمين الذين ينتشرون على امتداد الكرة الأرضية  وبهذا يكون برنامج الحزب أو التنظيم ، ونشاطه وحراكه وأولوياته البرامجية غير مشروط بانبثاقها من الحيز المحلي أو الجغرافيا التي تموضع فيها الحزب ، بل هي عابرة لحدود الإقليم أو الدولة  ،  وفي القرن 21  شهدت الساحة العربية حراك جماهيري رافض لكل أنواع الخنوع والانبطاح من قبل النظام العربي  والأحزاب المتاجرة بالشعارات  اتخذ عنوان الربيع العربي  ولم يكن ذلك مجرد حالة تغيير سياسي في هذا البلد أو ذاك  وبالتالي فرض هذا التحول الكبير استحقاقًا شديد الأهمية ، كان على جميع القوى الاجتماعية والسياسية أن تبدي موقفا عمليا مما جرى ويجري لحد الان في اكثر من قطر  ،  والسؤال كيف واجه الإسلامويون هذا الاستحقاق ؟  ،  ينبغي التأكيد أن مجمل ثورات الربيع العربي لم تكن من هندسة الأحزاب والكيانات السياسية ، وكذلك لم تحمل هذه الثورات شعارات الأحزاب وأهدافها المعهودة ، بل انطلقت بفعل حراك شعبي جماهيري شبابي غير مقيد ببرامج حزبية  وغير مرتهن لأي أيديولوجيا محددة ، بل إن أكثر الأحزاب السياسية التقليدية لم تفلح بالتفاعل الإيجابي مع تلك الثورات مما جعل التحاقها بالثورة - في أكثر من بلد عربي - عبئا على الثورة ، ومعطلا لسيرورتها في أغلب الأحيان لقد أحرز التيار الإسلاموي  وكما هو المعهود به  سرقة هكذا حراك  كما حصل في سوريا وتونس وليبيا التي تشهد الان انتفاضة شعبيه في جميع المدن شعارها الأهم  ان لا مكان لكل الأحزاب والسياسيين الذين  تصدروا المشهد الليبي منذ العدوان الغربي المتحالفين مع الإسلامويين  والمرتزقة الممولين من نظام اردغان وغيره ، وهناك امر لابد من الإشارة اليه ان البعث الخالد بين ان الجماهير التي تعرضت الى الإحباط بفعل الاحداث والاخفاق تتجه نحو  الدين لاعتقادهم هو المنقذ وهنا تستثمر تيارات الإسلام السياسي هذا الامر  وقد بين التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر القطري التاسع – العراق ذلك  وتناوله الرفيق القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله في اكثر من حديث  ، أما الحراك الجماهيري يراه البعث هو نتاج الحاجه  الفعلية للامة لتجاوز كل إشكاليات الظرف المفروض عليها  ومن هنا لم يكن البعث الخالد بعيدا هذا الحراك الشبابي الا انه نبه كثيرا من وجوب الانتباه والحذر من الاختراق ان كان من القوى الدولية او الإقليمية لتحقيق أهدافها وبرامجها أو من قبل الأحزاب المحلية او الانتهازيين الباحثين عن المصالح والمنافع  وخير دليل على ذلك ما افرزته الانتخابات التشريعية العراقية 2021  تحت عنوان المستقلين او ثوار تشرين  وحقيقتهم كيف اصطف قسما منهم مع أعداء الشعب والوطن الاطار التنسيقي الممثل للمليشيات والفصائل الولائية وحزب الدعوة العميل ، أقول كان أمام الإسلاموين المدعين بنصرة المظلومين استثمار الفرصةً تاريخية للاندماج في المشروع الوطني فإنه جسد من جهة أخرى لحظةً فارقةً أثبتت -  من الناحية الفعلية - عدم طواعية الأيديولوجيا الإسلامية ، كما جسدها الإسلامويون ، لأن تكون عاملا اجتماعيا صالحا للاندماج في حوامل المشروع الوطني ، بل غالبا ما بقيت تلك الأيديولوجيا حاجزا منيعا  يحول بين القوى الإسلاموية وبين بقية أطياف الحراك الثوري الشعبي وما يحمله من تطلعات وأهداف ، الا ان حقيقة تكوينهم الفكري وارتباطاتهم بالأجندة الأجنبية حال دون ذلك،  ومرورا بمطالب تمس الواقع الحياتي للمواطن، كالمطالبة بزوال الاستبداد وإحقاق الحريات بأشكالها كافة وتحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص العمل ، ولم يكن يشغل حراك الثورات التي انطلقت في العراق ولبنان وتونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والسودان والجزائر،  ما كان يعده الإسلامويون من أولويات النهضة القومية،  بل يمكن القول إن ما جسده حراك ثورات الربيع العربي هو ما كان غائبا في الأطر الأيديولوجية السابقة  كما هم يؤكدون عليه في بيانتهم وتحليلاتهم  وأعني مسائل التنمية الاجتماعية   أما البعث الخالد فقد بين في مجمل بياناته القومية والقطرية الصادرة ان الحراك الشعبي الشبابي كانت أولوياته المطالبة بأمور اساسة وجوهرية في بناء المجتمع العربي  {{  كالازدهار الاقتصادي ومعالجة البطالة والقضاء على الاستبداد ، والعمل على إقرار الحريات بأشكالها كلها  وتحقيق مبدأ المواطنة والديمقراطية وسيادة القانون ، واحترام حقوق الإنسان ، ذلك أن هذه المسائل هي الركائز الأساسية التي ينهض عليها مفهوم ( الدولة الوطنية ) لئن كان نظام الاستبداد والتوحّش له الدور الأبرز في تعزيز حالة الموات السياسي والثقافي ، وكذلك في إنتاج  مشاهد الخراب الاجتماعي التي حالت دون قيام شكل سليم للعلاقة بين الفرد والدولة ، وكذلك أسهمت في تغييب المعنى الجوهري لمفهوم  الوطنية  الذي اختزله الحكام بمفهوم ( الولاء للسلطة )  }}  وعلى ضوء هذه المعطيات كان للدور البريطاني والامريكي والفرنسي والتركي ومن توافق معهم في الرؤية والتحليل  لابد من وئد الولادة الثورية  واحتوائها من قبل حلفائهم  والمتعطشين  للسلطة والجاه  والمال السحت الحرام،  ولم يكتفون بذلك بل كان الامر الأهم عندهم استهداف القوة الجماهيرية التعبوية البعث الخالد، فكان الخروج على الشرعية في العراق وبعض الأقطار من قبل من سقط بفعل عدم انضباطه والتزامه بالقرارات العليا او كان  محتواه الفكري الاستسلام لمرحلة خروجه الأولى على اثر الردتين التي تعرض لها البعث الخالد في العراق وسوريا  ، ومن حقنا ان نختم  الحلقات بسؤال أرى لا يستطيع المدعين بانتهاج  الإسلام وافعال واقوال ال بيت النبوة عليهم السلام  ، هل هم يجسدون النقاوة والطهارة فكرا وسلوكا ؟؟

العزة والمجد للامة العرب ووليدها البعث الخالد

 الخزي والعار لكل من ادعى باطلا وسلك السلوك المعادي لجوهر الإسلام  وامانة امة العرب





الثلاثاء ٢٧ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة