شبكة ذي قار
عـاجـل










في أي درج حُفِظَ "قانون منع زعزعة العراق" الأمريكي

فوزي عبد الجليل

 

قبل ثلاث سنوات شغلتنا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن أن الإدارة الأمريكية تناقش مشروع القانون هذا وتدرسه لغرض إقراره من قبل الكونغرس ومجلس الشيوخ، ومصادقة الرئيس الأمريكي عليه.

يأتي هذا القانون "محمّلاً" بمواد من العيار الثقيل، منها التدخل العسكري، ومراقبة أنشطة وفرض عقوبات جديدة.

والقانون يتزامن مع التصعيد الحاصل بين واشنطن وطهران، وتداعياته على الوضع في العراق.

وينص القانون على أنه يحق للرئيس الأمريكي "فرض عقوبات على أي أجنبي ينوي القيام متعمداً بأي شكل من أعمال العنف، له غرض أو تأثير مباشر على تهديد السلام والاستقرار في العراق، أو حكومة العراق وتقويض العملية الديمقراطية فيه، أو تقويض الجهود الكبيرة لتعزيز البناء الاقتصادي والإصلاح السياسي أو تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب العراقي".

كما يشترط القانون على وزير الخارجية الأميركي "مسؤولية الإعداد والتجديد سنوياً بإنشاء والحفاظ ونشر قائمة الجماعات المسلحة والميليشيات أو قوات بالوكالة في العراق والتي تتلقى مساعدة لوجستية أو عسكرية أو مالية من الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن ممارسة الإرهاب داخل العراق، وتحديد إذا ما كان ينبغي معاقبة الأفراد المدرجين في القائمة، وإذا كان ينبغي عد الأشخاص المرتبطين بتنظيمات معينة إرهابيين ومعاقبتهم".

نحن كعراقيين نتساءل، قبل أن نعرف هل أن القانون في مصلحة العراق والشعب العراقي؟ وهل سيخدم التغيير في البلد؟ وإن كانت أمريكا هي الحاكم الشرعي للعالم بديلاً عن منظمة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي، وإنها هي من احتل العراق عسكرياً بحجج كاذبة وبافتراءات فندها الزمن وفندتها أمريكا نفسها، واعتبرت احتلال العراق خطأ، وعلى لسان رئيسها ترامب وسبقه أوباما، الذي سحب قواته من العراق دون أن يحقق أمنه واستقراره، بل سلمه كاملاً جاهزاً إلى إيران.

فهنا من حق كل عراقي وعربي أن يتساءل: ألا يجدر بالإدارة الأمريكية، على الأقل، معاقبة الرؤساء السابقين على ما اقترفوه من آثام في العراق أدت إلى تهديد أمنهم القومي من قبل إيران الشر؟

ألم يكن في حساباتهم أن يسقطوا حكومة الملالي الإرهابية، بدل أن يسقطوا نظاماً وطنياً كان محافظاً على التوازن العالمي في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط.

 إن هذا القانون وإن كان موجهاً لبعض عملاء إيران في العراق لكنه بنفس الوقت لا يسمح بقيام حركة وطنية مناهضة للاحتلال الإيراني، وهو اعتراف أمريكي بإمكانية إعادة احتلال العراق، وابقاء العراق كورقة خريفية باهتة لا لون ولا طعم فيها تتقاذفها الرياح حسب ما تشاء، وليكون مركز الصراعات الأمريكية والصهيونية للعالم كله بأدوات إيرانية وذيولاً عراقية بائسة.

ولا يخدعنا كعراقيين شرفاء إسقاط أمريكا لبعض من عملائها الصغار لذر الرماد في العيون، وعلى كل وطني شريف أن ينفض هذا الغبار، ويعي أن المؤامرة الأمريكية الصهيونية الإيرانية على العراق والأمة العربية.

وأن يعمل جاهداً بجد وشرف لإزالة هذا النظام العراقي العفن من الوجود لأنه البؤرة السوداء العميقة لتدمير العراق والأمة العربية.






الاربعاء ٥ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فوزي عبد الجليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة