شبكة ذي قار
عـاجـل











بسم الله الرحمن الرحيم

(وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)

صدق الله العظيم. [الصف: 13]

 

بيان قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

في الذكرى السنوية ليوم النصر العظيم

 

أيها الشعب العراقي العظيم

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة

 

  تطل علينا، اليوم، الذكرى الرابعة والثلاثون ليوم النصر العظيم في 8/8/1988 والذي كان إيذاناً بهزيمة إيران في الحرب العدوانية التي شنتها على العراق، بعد أن عجزت كلياً في مواجهة الجيش العراقي الباسل الذي وقف طوداً شامخاً بوجه الأطماع الإيرانية وقبر أحلام الفرس على أسوار البوابة الشرقية للوطن العربي في حرب ضروس استمرت ثمان سنوات تجلت فيها العبقرية العسكرية العراقية الفذة بأروع صورها تخطيطاً وتنفيذاً في صفحاتها الدفاعية والهجومية كافة، وقد أثبتت هذه الحرب قدرة القيادة السياسية العراقية وحنكتها في كيفية إعداد الدولة للحرب على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وتسخير موارد البلد كافة ووضعها في خدمة المعركة، وكان للرفيق القائد صدام حسين رحمه الله دور مشهود في تعبئة الشعب العراقي وتهيئته للتعامل مع حرب طويلة الأمد مع عدو حاقد ومتغطرس يستند إلى كتلة بشرية كبيرة تفوق سكان العراق بثلاث مرات ومساحة شاسعة مترامية الأطراف واقتصاد متنوع وماكينة إعلامية ضخمة مبنية على الكذب والخداع والتضليل جعلت من الشعوب الإيرانية وقوداً لهذه الحرب تحت شعارات دينية ومذهبية زائفة.

  لقد كان يوم النصر العظيم تتويجاً للتضحيات الغالية التي قدمتها قواتنا المسلحة الباسلة وشعبنا العراقي البطل في قادسية صدام المجيدة التي تعدّ واحدة من الملاحم العربية الكبرى التي أعادت إلى الأذهان انتصار العرب المسلمين على الفرس في معركة القادسية الأولى بقيادة سعد بن أبي وقاص، وتالياً إسقاط إمبراطوريتهم الساسانية التي كانت تخوض حروباً طاحنة مع الروم آنذاك.

 وقد كان العراق يستند إلى عمقه العربي الشعبي الذي أجبر النظام الرسمي العربي على الوقوف إلى جانب العراق باستثناء النظامان السوري والليبي اللذان اتخذا موقفاً شاذاً منحازاً للعدو الإيراني. وبذلت القيادة جهوداً جبارة على المستوى الدولي استطاعت، من خلالها، كسب تعاطف معظم شعوب العالم وتفهمها لعدالة قضيتنا ونحن نخوض حرباً دفاعية أمام عدو طامع يسعى إلى احتلال بلدنا. وكانت معركتنا مع العدو الإيراني مليئة بالدروس والعبر، وفي مقدمتها التلاحم المصيري بين الجيش والشعب والتفافهما حول قيادتهما السياسية الوطنية في أحلك ظروف الحرب وأكثرها تعقيداً لأن الصراع مع العدو كان صراعاً وجودياً يستهدف العراق أرضاً وشعباً ومقدسات، ومن دروسها أيضاً ثبت أن العرب مقاتلون من الطراز الأول متى توفرت لهم قيادة حقيقية تحول الأقوال إلى أفعال وتتصدر الصفوف في مواجهة أعداء الأمة، وقد سجل التاريخ ذلك للرفيق صدام حسين رحمه الله قائد القادسية الثانية ومهندس انتصاراتها ومن خلفه رفاقه المناضلين في القيادة وقادة الجيش الأشاوس وضباطه ومراتبه الذين ضربوا أروع الأمثلة في الحفاظ على شرف الجندية العراقية الراسخة، ومن الدروس المستنبطة أيضاً تشكيل جيش شعبي ظهير لقواتنا المسلحة قدم لها العون والإسناد على مدى سنوات الحرب وقدم تضحيات كبيرة من الشهداء امتزجت دماؤهم مع دماء أخوتهم في القوات المسلحة، سواء كان ذلك من خلال مسك الأرض أم المشاركة في المعارك، ومن دروسها الأخرى أنها كانت حرب إرادات بين الحق والباطل، لأن ملالي إيران، وفي مقدمتهم خميني الدجال، قد استحضروا كل مكامن الشر والحقد المجوسي والمكر الفارسي وعقد التاريخ والسحر والدجل والشعوذة وسخروها من أجل كسر إرادة شعب العراق واحتلال أرضه لكن إرادة الله كانت أقوى من مخططاتهم ودسائسهم فولوا الدبر مهزومين تلاحقهم لعنة الله والمؤمنين.

 

أيها الأحرار في وطننا العربي الكبير

 

إن انتصار العراق على إيران في حرب الثمان سنوات كان بمرتبة المطرقة التي نزلت على رؤوس قوى الشر والعدوان، وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ومن تحالف معهما من النظام الرسمي العربي، ولم يكد العراق ينفض غبار الحرب عن نفسه حتى بدأت الدسائس والمؤامرات تحاك ضده ترافقها حملات إعلامية غير مسبوقة لإيجاد الذرائع والمسوغات للنيل منه، وتمكن بوش الأب وحلفه الشرير من شن العدوان الثلاثيني على العراق سنة 1991والذي لم يحقق أهدافه على الرغم من التدمير الهائل الذي ألحقه بالبنى التحتية والاقتصادية في العراق، حتى تمكن بوش الابن ومعه التحالف الشيطاني ذاته من غزو العراق واحتلاله سنة 2003 ومن دون تخويل من مجلس الأمن الدولي وأسست في البلاد عملية سياسية مخابراتية وسلمت مقاليد حكمه إلى زمرة ضالة من العملاء والخونة واللصوص وشذاذ الآفاق الذين كانوا يتسكعون في طرقات دول العدوان وحاناتها، وكان من أهم أهداف الغزو هو حل الجيش العراقي الوطني وتجريد العراق من أبرز عوامل قوته وسيادته مما أدى إلى انكشاف أمنه الوطني أمام الدول، صغيرها وكبيرها، حتى أصبح العراق مرتعاً لمخابرات الدول المعادية، وفي مقدمتها جهاز الموساد الصهيوني.

 وعند انطلاق المقاومة العراقية بقواها الوطنية والقومية والإسلامية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد الغزو الأمريكي، مباشرة، وتمكنها من إلحاق الهزيمة بالجيش الأمريكي وطرده من العراق في نهاية سنة 2011 سلمت أمريكا العراق على طبق من ذهب إلى ألد أعدائه إيران الصفوية وعملائها لتنشر الخراب والدمار في ربوعه وتجعل منه ساحة للصراع والفتن الطائفية بين أبنائه وتمزيق نسيجه الاجتماعي وخلق التناحر بين مكوناته.

 

يا ثوار تشرين النشامى

 

لقد بات واضحاً أن العملية السياسية التي أوجدها المحتل الأمريكي تحت ذريعة الديمقراطية الزائفة وصلت، اليوم، إلى طريق مسدود ونفق مظلم وأشرفت على نهايتها وهي تحتضر، الآن، بعد أن أثبتت فشلها على مدى تسعة عشر سنة مضت وأصبح الصراع بين أطرافها ينذر بصدام دموي على الرغم من محاولات إيران المستميتة من أجل إنعاشها، ولأن إسقاط العملية السياسية هو هدف جميع العراقيين، وفي طليعتهم حزبنا وجماهيره الوفية وثوار تشرين الأبطال فإننا نرى أن الفرصة أصبحت سانحة أمام الشعب للانقضاض على الطبقة السياسية الفاسدة ومحاصرة أطرافها في كل مكان، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المشروع فإننا نهيب بأبناء شعبنا العراقي البطل القيام بثورة شاملة، على امتداد وطننا الغالي، وفي محافظاتنا العزيزة كافة، لاقتلاع الفاسدين من جذورهم وإقامة حكم الشعب وإعادة العراق إلى حاضنته العربية والمحافظة على سيادته واستقلاله وإشاعة الأمن والسلام في ربوعه.

 

 الرحمة في عليين لفرسان القادسية وقادتها، وفي مقدمتهم الرفيق القائد الشهيد صدام حسين ورفيق دربه شهيد الجهـاد والمطاولة القائد عزة إبراهيم رحمهما الله تعالى.

 المجد والخلود لشهداء الجيش العراقي الباسل ضباطاً ومراتب الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور في سفر القادسية الخالد.

 الرحمة والغفران لشهداء الشعب العراقي والأمة العربية أينما استشهدوا على امتداد أرضنا الطاهرة.

 المجد والرحمة لشهداء ثورة تشرين الأبطال الذين قدموا دماءهم الزكية قرباناً من أجل كرامة العراق وعزته.

الخزي والعار لأحزاب إيران وميليشياتها وذيولها، والله أكبر وليخسأ الخاسئون.

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد في 8/8/2022






الاثنين ١٠ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة