شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية 

عوامل تحقيق النصر العظيم ٨-٨-١٩٨٨

 

تسلم خميني السلطة في إيران، وهي خامس أقوى دولة في العالم وظلت كذلك، لأن خميني لم يغير في هيكل الجيش بكل صنوفه ولم ينقص قط من قدراته البشرية ولا في معدات صنوفه، بل أضاف له تشكيلات ذات طبيعة ميليشياوية تؤمن بالموت أكثر من إيمانها بالحياة، وغذى القوات المسلحة والقطعات الساندة لها بالغلو والتطرف العرقي المتعالي المتعجرف والطائفية البغيضة المتوحشة.

وكان العراق يركز جل اهتمامه بالتنمية والتحولات الاجتماعية ذات الطبيعة الوطنية والقومية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وثورة السابع عشر- الثلاثين من تموز المجيدة.

كان ميزان القوى يميل بدرجات كبيرة لصالح إيران في تعداد القوات المسلحة وفي عدتها في البحر والبر والجو، وكان التسليح الإيراني يتفوق أيضاً في النوعية كما هو معروف بحكم اختلاف المناشئ المعتمدة في البلدين.

استطاع العراق مسك زمام المبادرة في ردع العدوان الإيراني في رد حازم شجاع واسع على الاعتداءات الإيرانية المتكررة واحتلالها لمدن وقصبات حدودية وتغذيتها للتيار الطائفي الذي أعلن عن دوره السافر في تبني فكرة تصدير الثورة الخمينية للعراق، وكان لهذا الرد الصاعق المدوي أثره الحاسم في تحديد نتيجة الحرب التي أطال خميني أمدها لثمان سنوات، ليضاعف خسائر البلدين في الأرواح والثروات بنمط تفكير إجرامي وحشي متعصب متصعلك حتى أرغمه العراق شعباً  وقوات مسلحة وقيادة على تقبل تجرع السم الزعاف عندما أجبر على قبول السلام يوم ٨-٨-١٩٨٨.

توفرت للعراق عوامل نصر تاريخي تمثلت بـ:

-     القيادة الشجاعة الحازمة القادرة على احتواء المتغيرات وكسب الصراع في العلاقات الدولية، وفي تحشيد الشعب خلف راية الدفاع عن العراق وحماية سيادته واستقلاله.

-     القوات المسلحة المؤمنة بواجب الدفاع عن العراق.

-     الإسناد العربي، حيث تمكنت القيادة العراقية من وضع الحرب في إطارها القومي السليم والصحيح والمنطقي الطبيعي.

-     السيطرة على موارد الدولة وتوظيفها في خدمة تحقيق هدف النصر الناجز.

-     التفهم الدولي الواسع لحق العراق في الدفاع عن النفس.

 

 انتصر العراق على العدوان الإيراني أيضاً لأن شعب العراق وحزب البعث العربي الاشتراكي وقيادة العراق قد اعتنقت عقيدة الدفاع عن الحق بصبر وثبات وعقيدة حق الأمة في الإيمان بقدراتها وبذاتها القادرة على رد العدوان وبحتمية إعادة التوازن إلى معنويات العرب التي هزتها كوارث الهزائم المتلاحقة، فكان يوم النصر العظيم أول نصر في تاريخ العرب الحديث والمعاصر يحققه العراق للأمة بقدراتها الذاتية. 






الاثنين ١٠ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة