شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة تشرين الشبابية بين حقيقتها واستحقاقاتها – الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

 العفوية بالتظاهر تعد من قبل حكومات الاحتلال وادواتها مغامرة لا تلاقي احتراما أو حماية والنتيجة استضعافهم وقمعهم  بعنف غير مبرر ، فالتجربة الاحتجاجية العراقية تؤكد أن السلطة لا تحمي القلَّة ولا تحترمها بل تنكل بها وحكومة الاحتلال تخشى و تتجاوز عن التظاهرات ذات الكتـل البشريـة المليونية المرخصة وغير المرخصة فتظاهرات التيارين  الصدري والمدني  مثلا نجحت في إفقاد قوات الأمن الاتزان وبالأخص ضد تظاهرات المنطقة الخضراء وساحة التحرير  وبالتالي الإحجـام عـن قمعها  ، أي إن التظاهرات لا تستطيع وهي بلا هوية سياسية وبعدد قليل أن تهدد النظام السياسي بالسقوط ولا تستطيع أن تهدد شرعية النظام السياسي الحاكم أمام الرأي العام الداخلي والخارجي وشعور المتظاهرين بأنهم خُذلوا، بسبب كتلهم البشرية الصغيرة ، بالضعف والمبالغة بالمطالب ، وهذا ما يثير فيهم الشعور بالإحباط وحب الانتقام ، ويثـير فيهم روح الكراهية للقانون وفي العراق تبقى السلطة والنظام الحاكم يخشون العدد البشري الكبير فهو الحاكم في النهاية  ، وقد تمحورت تساؤلات الجميع ومنهم الطبقة السياسية في العراق لاسيما الأحزاب والقوى المسلحة الموالية للحكومة حول أمرين  {{   ما هي القوى التي مثَّلت المحرك الرئيسي للتظاهرات ؟  والتي تميزت بين عامي 2011  -  2019  بظهــور جيل شبابي أكثــر وطنية وعقلانيــة في فهم وسائل الديمقراطية  ،  وقد بحث الشباب عــن أشكال تظاهرات جديــدة للتعبير عن مطالبه لــم تكــن مستعملة مــن قبــل حيث لــم تعــد الفواعل التقليــدية ، الحزبية والدينية والقومية ، قادرة أن تمثل لهم خيمة إصلاحية لعلاج الفساد والانحراف الذي تمارسه الأحزاب الحاكمة ، وإنمــا راهنوا على الفاعــل الشبابي غير المتحزب والمعطَّل عــن العمــل ، مســتعملين أســاليب مختلفــة تتمثــل بالتظاهــرات العفوية الشبابية عــلاوة علــى الاعتصامات الخاصة بالخريجين والمفسوخة عقودهم ، والمســيرات والوقفــات الاحتجاجية  ، والامر الثاني التظاهرات تمتــد شــيئا فشــيئا إلى مناطق وساحات صغيرة ليست لها رمزية احتجاجية من قبل كانت التظاهرات في ست ساحات مركزية داخل ست محافظات عراقية ( بغداد ، النجف ، ذي قار ، القادسية والمثنى وميسان ) ثــم بعد القمع الأمني توسعت في اليوم الثاني إلى 28 منطقة احتجاجية }}  ويمكن توزيع القوى الفاعلة في تظاهرات 1 تشرين الأول 2019 إلى {{  أغلبية من الفئات الكادحة والفقيرة تتكون من العاطلين والمهمشين اجتماعيًّا، وأغلبية شبابية تمتاز بالحماس الثوري والفاعلية الجماهيرية والقدرة عـلى الاسـتفادة مـن وسـائل التواصل الاجتماعي حيث يشكلون مع الفئة الأولى 90 %  من عديد المحتجين  ، وفئات أخرى يغلب عليها النزعة الدينية الشكلية السلوكية غير مسيسة، وجماعات صغيرة تنتمي إلى أحزاب شيعية إسلامية معارضة لمنهج التفرد في اطار ما يسمى بالتحالف الوطني او غيره من المسميات ( تيار الحكمة وكتلة النصر والصدريين ) ربما خرجت بشكل فردي غير ممنهج وبدون توجيه حزبي بغية تحقيق مصالح شخصية ومجموعات صغيرة تنتمي لأحزاب تقليدية ، منها اليساري والليبرالي والقومي ، ترى انسجام شعاراتها مع عفوية الحراك الشبابي المناهضة لسياسات المحاصصة وانعدام العدالة الاجتماعية في تقسيم الثروة والسلطة من قبل الأحزاب المساندة للحكومة  }}  وأكدت قيادة قطر العراق لحزب البعث الخالد ببيانها في 2 أب 2022   {{  إن ما تشهده العملية السياسية ، اليوم ، هو نتيجة طبيعية لإصرار القوى السياسية الحاكمة على التمسك بالمحاصصة الطائفية والاثنية والصراع المحموم على المكاسب والمغانم وممارسة التهميش والإقصاء والاجتثاث والتمييز بين أبناء الشعب الواحد وانتشار السلاح المنفلت والتبعية العمياء لإيران الشر ودول إقليمية أخرى والتفريط بسيادة العراق ومصالح شعبه كانت أسباباً مباشرة لرفض الشعب العراقي للعملية السياسية ومحاصرتها والعمل على اسقاطها، وما يجري على الأرض ، اليوم  ، من معطيات يؤشر لحالة صدام متوقعة بين أطرافها لأن الجميع يسعى إلى الحصول على أكبر قدر من الامتيازات في الوزارات والهيئات المستقلة والدرجات الخاصة والوظائف العليا وترك الشعب العراقي يعاني من الفقر والحرمان وتفشي الأمراض وسوء الخدمات وتفتك بشبابه المخدرات والبطالة وتتقاذفه المافيات وعصابات الجريمة المنظمة، ومن الواضح أن البلد يسير نحو المجهول لأن صوت السلاح الميليشياوي المنفلت أصبح عالياً وأن معركة كسر العظم بين الفرقاء بدأت تلوح في الأفق وربما تكون آخر سيناريو يمكن أن يلجأ إليه هؤلاء، بعد استنفاد الوسائل الأخرى لأن سيدهم الإيراني يمكن أن يعيدهم إلى بيت الطاعة في أي وقت يشاء  }}  

 

يتبع في الحلقة الأخيرة






الاربعاء ١٢ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة