شبكة ذي قار
عـاجـل










يا شباب ثورة تشرين المجيدة لتكن ثوابت ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي دليلكم للنصر المبين بإذن الله

 

زامل عبد

 

تحل علينا الذكرى 34 ليوم الأيام يوم النصر العظيم 8 / 8 / 1988 الذي تجرع فيه من عشق  نهر الدماء خميني كأس السم الزؤام  بقبوله وقف اطلاق النار وبه طويت صفحة من صفحات الحقد الدفين الصفوي على العروبة والإسلام المحمدي النقي من كل البدع التضليل والدجل والخداع  ، لينتقل ملالي قم وطهران الى  الصفحة الثانية  صفحة الخيانة والغدر بتحالفهم مع الشيطان الأكبر والصهيونية العالمية  ليحققوا أهدافهم ونواياهم  الشريرة ولكن صبر العراقيين والتفافهم حول قيادتهم الوطنية القومية  المؤمنة بقدر العراق والأمة  افشلوا المخطط الشرير  فكانت الصفحة الثالثة اللعينة بغزو العراق واحتلاله  فتحقق حلمهم  واسر العراق وشعبة  وحركوا مستنقعهم النتن بطائفيته وشعوبيته  لينالوا من العراق ارضا" وشعبا  ولكن خاب فعلهم  لان العراقيين الاصلاء الاشداء  المؤمنون الصابرون المحتسبون  كانوا لها  ،  فأقول  يا ثوار تشرين وايها العراقيون  الاحرار ونحن في رحاب عاشوراء  بمعانيه الكثيرة  لمن يريد الحياة الحرة الكريمة والعزة والخلود في التأريخ والعقول ، عن أبي جعفر الامام محمد بن علي بن الحسين الباقر عليهم السلام قال‌ ((  كتب الحسين بن علي عليه السلام من مكة إلى محمد بن الحنفية‌ : بسم الله الرحمن الرحيم‌ ، من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني ‌هاشم أمّا بعد فإن‌ّ من لحق بي استشهد  ،  ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام  ))   وتتضمّن هذه الرسالة الموجزة أربع قضايا أساسية وثابتة في ثورة الإمام الحسين عليه السلام أجد من المهم والمطلوب ان تكون شاخصة امامكم  لتنتصروا في ثورتكم على من ادعى الايمان واتباع ال بيت النبوة زورا وبهتانا ولم يأتوا  بشيء سوى الفساد والافساد والنهب والسلب والتجاوز على حقوق الشعب والامعان في الظلم بكل انواعه ومسالكه  ، فأولى الثواب أيها الثوار {{ إن شهادة الامام الحسين وال بيته وانصاره ليست كغيرها ، لأنها كانت مفصلاً تاريخياً في التاريخ الإسلامي ، مفصلاً بين إسلام محمد بن عبد الله صل الله عليه واله وسلم وبين إسلام أموي سلطوي مزيف  وحتى لا أطيل أقول لم تكن شهادة الحسين عليه السلام عادية لا عند الله ولا عند رسوله فلو كانت عادية عند الله لما جعل فيها تلك الخوارق والمعجزات ما لم يجعل في غيرها  ومن أبرز سمات ثورة الإمام الحسين عليه السلام الدعوة إلى الشهادة‌ ، والاستمات في سبيل الله ، ولم يزل الحسين عليه السلام منذ أن غادر مكّة إلى العراق‌ ، وإلى يوم عاشوراء يؤكّد لمَن يلقاه‌  ولمَن يصحبه أن سبيله وسبيل ‌مَن يصحبه الموت  ،  ومهما شك الإنسان في شأن من شؤون هذه الثورة الفريدة في التاريخ فلن يشك أن الحسين كان ينعى نفسه إلى الناس في خروجه إلى العراق ‌، وكان يعلن إلى الناس أن سبيل مَن يخرج معه الشهادة لا محالة‌ ، وأن‌ّ مَن يخرج معه لن تتخطّاه الشهادة‌ ، روى أصحاب السير أن الحسين عليه السلام لمّا أراد الخروج إلى العراق قام خطيباً فقال‌ (( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة‌ ، وما أولهني إلى أسلافي ‌اشتياق يعقوب إلى يوسف ‌، وخير لي مصرع أنا لاقيه ))  والإمام عليه السلام في هذه الخطبة ينعى نفسه إلى الناس‌ ، ويفتح خطابه للناس بالتعريف على الموت‌ ، ثم يدعو الناس إلى الخروج معه‌ ، ويطلب منهم مهجهم وأن يوطّنوا أنفسهم في الخروج معه للقاء الله ،  من كان باذلاً فينا مهجته‌  موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإنّي راحل مصبحاً إن شاء الله  ، والامر الاخر لقد كان الحسين عليه السلام يرى أن لا سبيل له للقضاء على فتنة بني أميّة التي طالت هذا الدّين وهذه الأمّة إلّا بقتله وقتل مَن معه من أهل بيته وأصحابه ‌، وكان يعرف هذه الحقيقة بوضوح‌ ، ولم يكن يشك في ذلك‌ وهذا ما كان ‌يخفى على أولئك النفر الذين كانوا ينصحون الحسين عليه السلام إلّا يغترّ بكتب‌ أهل العراق ودعوتهم له -  ولم يكن بوسع الحسين عليه السلام أن يفصح لهم عمّا يراه ويعرفه‌ وآخر مرّة أعلن الحسين عليه السلام لأهل بيته وأصحابه أن مآلهم الشهادة ‌ليلة العاشر من محرّم ‌، جمع الحسين عليه السلام أصحابه وخطب فيهم‌  وأحلّهم من بيعته وقال لهم‌  ((  ذروني وهؤلاء القوم فإنّهم لا يطلبون غيري ‌، ولو أصابوني وقدروا على قتلي لما طلبوكم‌  ))  فلمّا توثّق من عزمهم على الشهادة معه قال لهم ‌  ((  إنّكم تقتلون غداً كذلك‌ ، لا يفلت منكم رجل قالوا  الحمد الله الذي شرّفنا بالقتل معك  ))  إن‌ّ مَن يقرأ سيرة الحسين من المدينة إلى كربلاء من دون مسبقات ذهنيّة لا يشك في أن الحسين عليه السلام لم يكن يطمع في مسيرته هذه بالحكم و السلطان ‌، ولم يكن يتوقّع في هذه المسيرة غير القتل والسبي له ولمَن معه من أنصاره ولأهل بيته وحرمه ونسائه‌ ، ولم يكن ناصحي الامام الحسين عليه السلام بعدم الخروج الى العراق وهم عبد الله بن مسعود ، عبد الله بن عبّاس‌ ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله ابن الزبير أعرف من الامام وأخبر منه بحال العراق وحال الناس في‌ العراق في هذه الفترة‌  ، وهذه السمة هي أبرز معالم عاشوراء وسماتها ، وإلغاء هذه السمة هو تجريد عاشوراء من قيمتها التاريخيّة الكبيرة‌  والإمام عليه السلام يقرّر هذه الثابتة بنفس الدرجة من ‌الجزم الذي يقرّر به الخروج ثائرا طالب الشهادة }} وها انتم  بخروجكم باحثين عن وطن حر كريم  معافى أبنائه احرار ينعمون بالعزة والكرامة  ويمتلك السيادة التامة والدور المطلوب إقليميا ودوليا وضمن الوطن العربي كقوة ارتكازية لأنه جمجمة العرب  ، وأما الثابتة الثانية قوله عليه السلام {{  ومَن لم يلحق بي لم يدرك الفتح  ،  ولهذه الجملة منطوق واضح ومفهوم ‌وهو أن من لحق به أدرك‌ الفتح‌ ، ولا يقل المفهوم في الوضوح عن المنطوق‌  ، إن الإمام عليه السلام لا يريد بالفتح هنا الفتح العسكري الميداني ‌، ولا يمكن أن يريد به هذا المعنى الذي يطلبه القادة العسكريون في حروبهم إذاً الإمام عليه السلام يريد بالفتح معنى آخر أقرب إلى المفاهيم الحضارية منه إلى المفاهيم العسكرية ،  إن الإمام عليه السلام يجد أن  حكام بني أمية قد عملوا على استعادة الجاهلية إلى الإسلام بأفكارها وقيمها ،  وحتى المواقع السياسية والاجتماعية التي حرّرها الإسلام من نفوذ الجاهلية  استعادها بنو أميّة إلى ‌دائرة نفوذهم من جديد ، واحتلوا مواقع السلطة والنفوذ والمال في المجتمع الإسلامي  }} تحوّلت هذه المواقع السياسية والاجتماعية ما بعد الغزو والاحتلالين بكلّ نفوذها إلى أيدي تتقارب بل تشابه ايدي حكام  بني أميّة ، وماحلّ بالدّين‌ المحمدي ومنهج ال البيت وبهذه ‌الأمّة‌  بفعل هؤلاء المدعين المنافقين الافاقين سبب جوهري واساسي لثورتكم المجيدة لأنها  تهدف الى إلغاء الشرعيّة وسلب الصفة الشرعيّة عن هؤلاء المتسلطين  ادواة الغازي المحتل وهذا العمل كان أعظم ما يقربكم الى ما قام به الامام الحسين عليه السلام في ثورته ونجح عليه السلام في ذلك نجاحاً كاملاً ، وقد دام حكم بني أميّة بعد الحسين عليه السلام زمناً طويلاً ، غير أن بني أميّة لم يعد لهم في نظر المسلمين بعد وقعة الطفّ موقع الشرعيّة الدينيّة في الحكم ‌، بعنوان خلافة رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم وإمرة المؤمنين ‌، وإن كانوا يسمّون أنفسهم بهذه أو تلك ‌، وكانوا في نظر عامّة المسلمين حكّاماً زمنيّين ملكوا الحكم عنوة‌  و بالعنف ، ولم يكن لهم شأن مثل شأن الخلفاء من قبلهم إلى ولاية الإمام الحسن عليه السلام بعد أبيه عليه السلام ولم يأخذ الناس عنهم دينهم كما كانوا يأخذون عن الخلفاء من قبلهم‌ ، ولم تعد لموقع الخلافة القدسيّة التي ‌كانت لها قبل وقعة عاشوراء  وهذا الذي نتج عن ثورتكم  في 1 تشرين الأول 2019  واسقاط حكومة عدو المهدي عادل  وقد تمكنتم  من إعادة روح التصدي لحكومات الاحتلال والمسؤوليّة والمقاومة إلى الشعب بعد ان سلبها الغازي المحتل وادواته فالفتح هنا أيها الشباب التشرينيين القبول بالشهادة من اجل ان يتحرر العراق وتسقط السلطة الجائرة الظالمة التي لا ارتباط لها بالوطن وان كل فعلهم ومنهجهم خدمة اهداف  ومشاريع الأجنبي عدو العراق وشعبة  ، انكم  تمكنتم من تحرير عقول الناس ونفوسهم من سلطان التبعيّة والخضوع الى التضليل والدجل والاستسلام لإرادة المتأسلمين وان فعلكم هذا أيها الثوار ارتقى الى  تحرير الإسلام المحمدي ومنهج ال البيت من ‌حركة التحريف والتشويه التي تجري باسم الإسلام‌  من قبل الصفيون الجدد ، ولن يتم لهم هذا وذاك إلّا بدم غزير وعزيز يهزّ ضمائر الناس هزّاً عنيفاً ، ويعيدهم إلى أنفسهم ووعيهم ورشدهم‌ ، وهذا هو الذي يقرّره الإمام عليه السلام في هذا الكتاب الذي وجّهه إلى  أخيه محمّد بن الحنفيّة‌  إن هذا الفتح لن يتمّ لمن يخرج معه إلّا بالقتل والشهادة  ، وها انتم فعلتم بإصراركم وصبركم بالرغم من الإرهاب الحكومي والمليشيا وي وبفتاوى خامنئي أيقظتم الكثير الكثير من الغفوة  والركون

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء ثورة تشرين ومن روى ثرى العراق بدمه الطهور ليكون حرا مستقلا ذا سيادة وقوة لامة العربية المجيدة

 

حفظكم الله واعزكم بعزه وامدكم بقوته وعونه  من أجل العراق الحر الواحد الموحد






الاربعاء ١٢ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة