شبكة ذي قار
عـاجـل










ذكرى يوم الأيام

نجلاء السامرائي

 

الثامن من آب ١٩٨٨، يوم الأيام، الذي مر على العراق وشعبه وقيادته الميمونة بعد تضحيات الدم الذي أريق على تراب العراق من شبابنا وأخوتنا وآبائنا، وقد استمرت تلك التضحيات ثماني سنوات، وقد التف الشعب حول القيادة الشابة التي جابهت أكبر هجمة صفراء في القرن العشرين، وبحجة تصدير الثورة، وما كانت ثورة، وإنما هرطقات لتضليل الشعوب التي صادفتها، ووقف الشعب العراقي بوجه تلك الهجمة الهمجية وكان باب الصد وأغلق الطريق عليها وأنقذ الشعوب العربية من تلك الهجمة، وأجبر العدو على تجرع كأس السم الزعاف.

وكانت دماء شبابنا التي روت تراب الوطن وكأنها الحناء التي اصطبغ بها العراق من كل الأطياف، والتي عمدها ذلك الدم الغالي، وكانت بحق تسمى القادسية الثانية، فعندما كان كل الأهل يزفون شبابهم إلى جنان الخلد، كان العراق يلطم تلك الهجمة وصاحبها بلطمات جعلته يتجرع السم ويقر ويعترف بحق العراق بالدفاع عن البوابة الشرقية . 

لقد حذر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح العراق وفارس، فقال قولته المشهورة (وددت لو أن بين العراق وبلاد فارس جبل من نار) وكانت توقعاته صادقة، فإن الشر قد حل على بلادنا وكانت البوابة الشرقية التي ردت وصدت تلك الهجمة الصفراء الخبيثة وكانت القيادة الوطنية والحكيمة التي حجمت تلك الهجمة وأخرتها أكثر من عشرين سنة.

كان العراق يرتع بالأمن والأمان، وهو قد أغلق تلك البوابة السامة، والتي كانت دوماً تحاول بث سمومها بكل الأشكال، وكان جيش القادسية الثانية يصد ويردع تلك الهجمات المسمومة، إلى أن تكالب الأعداء على العراق  ، وقد دافع وقاتل لأكثر من ثلاثة عشر سنة  ، وكان الحصار مريراً.

لقد كان العراق السد المنيع، الذي يمنع عن العرب هذا الحقد الفارسي الأسود، والآن أصبحوا ألعوبة  بيد الكيان الصهيوني  وأمريكا والفرس وتوابعها، والجميع أخذ يبتز  العرب بحجة الدفاع عنهم ، ولكن هيهات، لأن المثل يقول (لا يحك جلدك مثل  ظفرك) ولأن العراق هو حصن العرب الذي دافع عنهم  وحماهم  بالتضحية بدماء وأرواح  شبابه.

وفي هذا اليوم نقف بإجلال وإكبار لنحيي تلك الأرواح والأجساد الشابة التي دفعت ضريبة الدفاع عن عروبة العراق والأمة.

فلنقرأ الفاتحة على أرواحهم، وتنحني قاماتنا لهم، ونرفع لهم رايات الفخر والعز والمجد، وإلى الذين سطروا ذلك النصر للعراق الشامخ لتبقى هاماتنا عالية، ولتكن لنا ذكرى، وسنظل نحتفل بها على مدى الدهر.

فإلى تلك الأرواح والدماء التي تألقت وصعدت إلى بارئها نقدم لهم العز والمجد والسؤدد، ولأن قرن الشيطان تجرع كأس السم بذلك اليوم فليكن يوم النصر ويوم الأيام. 




الاربعاء ١٢ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نجلاء السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة