شبكة ذي قار
عـاجـل










دور الشعب العراقي في النصر العظيم

زينب علي


إن معركة قادسية صدام، ليست معركة تقاس بمقاسات الحروب العسكرية المجردة، إنما هي حصيلة أسس ومنطلقات فكرية أكدها حزب البعث العربي الاشتراكي في مبادئه، غير أنها بشكل مباشر، حصيلة نضال دؤوب شهده العراق منذ انطلاقة ثورة 17-30 تموز المجيدة.

منذ بدء المعركة إلى يوم النصر العظيم في الثامن من آب عام 1988م وقف الشعب العراقي وقفة شرف وبطولة، تجاوزت الشعور بحب العراق إلى الارتباط به والانفعال والتفاعل معه والإصرار على أن يبقى العراق صامداً بوجه الريح الصفراء القادمة من إيران الصفوية، بأعلى مستويات الشعور بالمسؤولية القومية تجاه أمن الوطن العربي، كون العراق البوابة الشرقية للوطن العربي، فكان للشعب العراقي الدور الكبير والأثر البالغ، فكانت المشاركة الشعبية واسعة ومباشرة، وأسقطت رهان المتراهنين على المذهبية والطائفية وتوهم أعداء العراق أنه شرخ في الوطنية العراقية واستعداداتها، فصدموا وجن جنونهم، بالتحام الشعب مع القيادة، والتمسك بالعراق ووحدته الوطنية، وجعلوا العراق فوق الطائفية والمذهبية، وسجلوا مواقف فاقت كل التصورات ويشهد لها الجميع، وفهم الشعب أن الحرب هي حرب بالنيابة، وأن قادسية صدام هي أول حالة نهوض قومي حضاري للشعب العربي بالرد خارج حدوده في التاريخ الحديث والمعاصر.

فهي إذاً حددت دورها في أنها أساس النهوض لبناء المستقبل. فتحول الشعب العراقي إلى شعب مقاتل بأجمعه دفاعاً عن قيمه الكبيرة في الحياة (الأمة والثورة والحزب) وحقق من خلال ذلك حالة الأمة المجاهدة، فتحلى بالفروسية والشجاعة والإقدام والصبر والوطنية، ووفرت القيادة الظروف لبناء شخصية الشعب المقاتل من خلال دور الحزب وقائده في الارتفاع بوعي الجماهير وانضاج موقفه الإرادي وأهلته للارتقاء لمستوى الشعب المقاتل، وتعمقت الثقة بين الشعب والقيادة، فسارت الجماهير خلف الحزب وقيادته الحكيمة، لاقتناعهم بالحرب والإصرار على التمسك بالانتصار والدفاع عن عراق مزدهر مستقل، واتسمت المرحلة بتحول الشعب إلى قوة مقاتلة تعتنق قيم النضال والبطولة، واختار حالة القتال حالة حياتية دائمة وعبروا عن روحية جديدة تقاتل وتعمل وتبني في آن واحد، وأنها عبرت عن نفسها في وقائع متعددة في الحياة العراقية الجديدة، سواء على صعيد القوات المسلحة، أو في الجيش الشعبي، أو في إرادة القتال عند فصائل المجتمع المختلفة.

أما الماجدة العراقية فقد كان لها الدور المتميز، كأم وزوجة وأخت، إضافة إلى سد النقص الحاصل في مجالات الإنتاج ومفاصل الدولة كافة، بسبب ذهاب الرجال للقتال، وتعويض عجلة الحرب بما تحتاج، إضافة إلى قيامها في التقشف وتقنين الاستهلاك، ودورها في إذكاء روح الحماس لدى المقاتلين وتبرعها بالذهب والدم وتطوعها في المستشفيات لمداواة الجرحى، مما حدا بالقيادة بمنحها لقب (الماجدة) تكريماً لدورها في المعركة.

الأمر الآخر لدور الشعب، هو التحاقهم في الجيش الشعبي شيباً وشباباً، كون الجيش الشعبي هو الظهير القوي للجيش العراقي، علماً أن الملتحقين بالجيش الشعبي من كل أطياف الشعب من غير المنظمين إلى الحزب، بل تعبير عن عراقيتهم. وأبدع الفنانون والشعراء والأدباء والإعلاميون والمفكرون والمبدعون والمترجمون، كل من زاويته، خدمة المعركة وإدامة زخمها، كما أبدع منتسبو التصنيع العسكري في تصنيع الكثير من احتياجات المعركة.

إذاً، كان للشعب العراقي دور كبير ومتميز في تحقيق النصر العظيم.




الاربعاء ١٢ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة