شبكة ذي قار
عـاجـل










نستلهم من عاشوراء روحية الجهاد والصبر والصمود

زينب علي

 

إن ما يتعرض له شعبنا من عدوان أمريكي صهيوني إيراني، يجعلنا نستلهم من عاشوراء روحية الجهاد والشهادة والصبر والصمود، ونتذكر أننا في خط سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام)، ونستشعر أننا نضحي من أجل الحق ونقف في وجه الظلم ونرفض الوصاية الإيرانية وولاية العملاء والظالمين، قال الإمام الحسين: (أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قال: "من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغَيِّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله")، فهذا المنطلق الثوري والجهادي ضد أئمة الجور والظلم والحكام الفاسدين، هو من أبرز دوافع الثورة الحسينية، ومن أبرز دوافع ثورة تشرين ضد الذين ظلموا العباد وأفسدوا البلاد وظهروا عملاء وخونة ومرتزقة.

 يقول الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً: (ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برما)، وكأن الإمام الحسين يصف واقعنا في هذا العصر، ويقول أيضاً: (ألا وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء - يعني نهبوا الأموال العامة والحقوق العامة للمسلمين - وأحلوا الحرام وحرموا الحلال وأنا أحق من غَيَّر)، نعم هو أحق من غيّر لأنه الحسين سبط المصطفى وريحانته وسيد شباب أهل الجنة، لقد قام بمسؤوليته الدينية وتكليفه الشرعي، ونحن كعراقيين أحق بالحسين من غيرنا، ولأننا في موقف الحق، وظالمينا في موقف الباطل، يقول الإمام الحسين مبيناً هدفه من ثورته وجهاده: (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).

كانت هذه هي الغايات النبيلة والمقاصد الحميدة، فلم يكن خروجه غروراً وتكبراً أو من أجل مصلحة شخصية أو حزبية ولم يكن عليه السلام ممن أرادوا أن يعيثوا في الارض فساداً رغبة في سلطة أو طمعاً في حطام الدنيا الفانية، بل من أجل الإصلاح في الأمة، وهكذا هي أهداف ثوار تشرين الأحرار المستعينين بالله تعالى والمتوكلين عليه، ومن سمات أهل الحق أن يقيموا الحجة على الناس الذين وقفوا في وجه الحق وفي صف الظالم.

 يقول الإمام الحسين لمن احتشدوا لقتاله: (انسبوني من أنا، هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ أولم يبلغكم ما قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ ويحكم!. أتطلبونني بقتيل لكم قتلته أو مال لكم استهلكته؟)، فأصروا على مواجهته فقال عليه السلام: (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد).

  وهذا هو خيار كل حر أبي، وهو خيار شعبنا العراقي العظيم الذي اختار مصارع الكرام على طاعة اللئام من الأمريكيين والإسرائيليين والصفويين.  

 

تأملوا في مصير من خذل الإمام الحسين، وكان يظن أنه سيكون في مأمن، وهكذا مصير من يتخاذل عن نصرة الحق، ونحن في العراق إذا لم ننهض كنهضة الحسين (عليه السلام) ونجاهد كما جاهد فسندفع الثمن باهضاً جداً؛ لأن ما نتعرض له هو محاولة احتلال، والاحتلال خطير ورهيب، ولنا في الحسين، عظة وعبرة، فكونوا حسينيين في جهادكم وتضحياتكم حتى يمنّ الله تعالى بنصره: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).

اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وإيران، وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا ونهب أموال الشعب العراقي، يا رب العالمين، واسقنا برحمتك الغيث، وانشر علينا رحمتك وفضلك يا كريم: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.






الثلاثاء ١٨ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة