شبكة ذي قار
عـاجـل










الشمال السوري يتظاهر ضد تركيا

خالد مصطفى رستم

 

التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي، ليست تصريحات جديدة، وتركيا دولة تعمل لصالح بلدها، وما يُفيدُها تُقْدِم عليه، وليست كما يظن البعض فاعل خير، والبعض سموها أنصاراً ونحن السوريون مهاجرون؟

وقع أردوغان قبل حوالي شهر على اتفاقيات اقتصادية بـ 80 مليار دولار مع إيران عند زيارته الأخيرة لطهران، وإيران ليست من الغباء لتقف مع عدو لها في سورية بهذا الكرم مجاناً.

 

حكام إيران في حربهم مع العراق توهموا أنهم سيحققون نصراً على العراق الأقل عدداً وتسليحاً ومساحة، ولكن توقعاتهم فشلت عندما وجدوا أن العراق مقتدر واستطاع أن يحقق النصر ويعلنوا هزيمتهم، فسارعوا إلى إعلان قبولهم للقرار الأممي بوقف إطلاق النار بعد أن رفضوه طوال 7 سنوات ونيف... ليعودوا ليستغلوا أمريكا والصهاينة الحاقدين على العراق وثورته ويوظفونهم في أكثر من حرب ضد العراق، وآخرها 2003 واحتلال العراق.

- من عايش "العرس" بين إيران (الدولة المارقة حسب ادعاء الغرب وأمريكا) ومع أمريكا والغرب وعلاقاتهم مع إيران (الشيطان الأكبر حسب إعلام وادعاءات إيران) طوال عقدين من الزمن في العراق، والتي لم يتم حتى لو بالخطأ طلقة واحدة من أحدهم ضد الآخر ... ولكن وكما توقعنا انتصرت إيران وهيمنت على العراق وبقي وجود أمريكا فقط لمساعدة عملاء إيران في تصديهم للمعارضة الوطنية في العراق.

- من يتابع السياسة الإيرانية في موضوع النووي الإيراني والاتفاق الموقع بين إيران والمجتمع الدولي والذي ألغاه الرئيس الأمريكي السابق ترمب وكيف تحملوا كل الاستفزازات الأمريكية والتي توجت بقتل سليماني، والاستفزازات  الإسرائيلية والتي كانت تلاحق ميليشياتهم، وشبه يومياً، بالقصف وقتل البعض منهم ، ورغم ذلك التزمت إيران بحق الرد في تصريحاتها، والبعض استغرب كيف لإيران أن تسكت على القتل والقصف والخسائر ولكنه لا يعرف أن إيران مستعدة أن تدفع بالملايين من شعبها للموت في سبيل تحقيق هدف ما من أهدافها، وكنا نشاهد أثناء الحرب الإيرانية العراقية كيف عشرات الآلاف من الجيش الإيراني يقتلون على السواتر العراقية، وعلى الرغم من  ذلك يعاد ويومياً الهجوم ويستمر القتل، ولم يهتز ضمير حكام إيران شعرة لأجلهم.

 

_ موقف الحزب الحاكم في تركيا لا يمكنه أن يتخلى عن الجزرة التي قدمها لهم حكام إيران من ناحية، ومن ناحية ثانية الانتخابات على الأبواب وأي نجاح وانفراج بالاقتصاد بعد تأثيرات جائحة كرونا فذلك بحساباتهم سيدفع بهم لتحقيق نجاح محتمل أكبر ويخدم موقفهم.

 - الغريب في الأمر ليس الموقف التركي ولا ما تعمل إيران وروسيا والنظام جاهدين لاستمالة تركيا وإنما الغريب، والخطأ الذي لا يغتفر أن يكون البعض من شعبنا السوري يعتبرون تركيا هي راعية الثورة ويضعون سلتهم في إرادتها، فقد دمرت كل سوريا، وهَمُّ تركيا الشريط الحدودي والمنطقة الآمنة التي نادت بها تركيا منذ انطلاق الثورة السورية وقد حققته مع زيادة عن طموحها.

- كل ما موجود حالياً أمام المجتمع الدولي والإقليمي من رؤيا للحل في سوريا في باطنه استمرار القتل واستمرار الخراب في سوريا، ومن عَقَّدها وأوصل حال سوريا إلى ما هي عليه ليس فجأة أصبح محسناً وفاعل خير ليعيد بناء سوريا.

الحل الحقيقي والمؤثر للمسألة السورية هو العودة إلى الثورة الحقيقية ضد النظام والاحتلالات وبما فيهم إيران وأمريكا وروسيا وتركيا، ولسنا بحاجة إلى مدافع ولا إلى طائرات ولا إلى صواريخ... كل ما نحتاج له سلاح فردي وأبناء بلد ينذرون أنفسهم للقضية...

المقاومة ضد المحتل لن يحققها الجيش الوطني الذي يقاد من قبل تركيا، ولا الجولاني، ولا غيرهم، بل بأفراد همهم الوطن، وإن حصل ذلك فنكون قد وضعنا أنفسنا في بداية الحل وإلا فسنتمنى حصاد اليوم مما سيكون وما سنراه حتماً من حصاد أخطر وأبشع مستقبلاً. 




الثلاثاء ٢٥ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد مصطفى رستم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة