شبكة ذي قار
عـاجـل










مصير العراق إلى أين؟

خنساء الفارس

 

شهد العراق في الآونة الأخيرة صراعاً على السلطة، بين مقتدى الصدر وخصومه فيما يسمى "الإطار التنسيقي"، وقد أدى هذا الصراع إلى تفاقم الوضع السياسي، خاصة بعد اقتحام أنصار الصدر مبنى البرلمان، فالخلاف كان على من سيشكل الحكومة المقبلة، فقد بدأ الصراع يشتد منذ انتخابات تشرين الأول "المبكرة

لقد أفرزت الأحداث الأخيرة أزمة جديدة تضاف إلى الأزمات التي تفاقمت في العراق منذ سنة 2003، وتعد هذه الأزمة من أطول وأكبر الأزمات، حيث عجز أعضاء مجلس النواب عن تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد للعراق، وهذا ما نجم عن وقوع الوضع السياسي بمأزق جديد ...

إن الأزمة الحالية في العراق تدخل مرحلة جديدة من التوتر والانقسامات والصراع على السلطة، فما يسمى بـ "الحكومة العراقية" الحالية تفتقر إلى أبسط الخبرات السياسية والمقومات والحلول في إدارة شؤون البلد في هذه المرحلة البالغة الدقة والخطورة، إضافة إلى غياب سلطة الدولة والقانون، فأمور الدولة تدار من قبل ميليشيات وأشخاص خارج نطاق مسؤولية الحكم ...

لقد تحول العراق إلى مسرح للتنافس، فإيران تسعى جاهدة  لتوسيع نفوذها في العراق والمنطقة العربية من خلال أشخاص في السلطة الحالية تربطها بهم صلات منهجية ومصالح مشتركة، وفي المقابل نجد أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يقفان بالمرصاد أمام مستقبل إيران النووي، فالولايات المتحدة تسعى لإشعال فتيل الحرب بين ما تسميه "دول الاعتدال العربي" وإيران انطلاقاً من وجود النفوذ الإيراني في العراق، وهذا إذا ما حصل سيحول العراق إلى أرض مؤهلة وساحة مفتوحة للتنافس وتصفية الحسابات بين تلك القوى، فهذا الصراع والاقتتال ستكون نتيجته الحتمية تدمير العراق وقتل أبنائه ...

في ظل هذا الوضع الخطير والطريق المسدود سوف يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية داخلية طاحنة، لا تبقي ولا تذر، أو قد يتجزأ العراق، وهذا ما تطمح إليه وتخطط له الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وإيران منذ زمن طويل وتلوح به وترحب بهذه الفوضى لإبقاء العراق مجزأً مشتتاً، فليس من مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وإيران أن يستقر العراق ويتوحد كي لا يشكل أي خطر وتهديد لسياساتهما في المنطقة العربية ...

إن سبب هذا الصراع والتوتر هو الفشل السياسي الذريع الذي حل  بالعراق والذي يعاني شعبه منذ أكثر من تسعة عشر سنة من الظلم والحرمان والفقر وفقدان الأمن والأمان، وتفشي الفساد والانفلات، وتردي الخدمات العامة والبطالة، فالعراقيون اليوم في أمس الحاجة  إلى التغيير ومعالجة الخلل السياسي والاقتصادي المتفاقم واستئصال الفساد، فالعراق الآن يحتاج إلى قادة وطنيين مخلصين لإعادة سيادته واستقراره ومكانته بين دول العالم،  لذا يجب أن يفكر الجميع في إيجاد حل لهذه الأزمة التي باتت مستعصية، فلم  يعد أمام القوى الوطنية إلا أن تعود إلى ترتيب أوراقها من جديد للتأثير في مجريات الأحداث لتقود عملية التغيير باتجاه وحدة العراق كوطن للجميع، والدفاع عن أرضه وسيادته مسؤولية الجميع للخروج من هذا المأزق.

 

 




الخميس ٥ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة