شبكة ذي قار
عـاجـل










كي لا ننسى، كيف كان الرد العراقي الحاسم على العدوانية الصفوية الجديدة في 22 أيلول 1980  - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

أما عمليات القوة الجوية العراقية فاقتصـرت على مجال الاستطلاع الجوي غير المسلح ، قامت بها أسراب جناح طيران قاعدة الحرية الجوية تحسباً لأية ردود فعل إيرانية تجاه قواتنا المسلحة، وهذا دليل آخر على أن القيادة العراقية كل إجراءاتها المتخذة هي دفاعية بحتة الهدف منها  إعادة الأراضي العراقية المتجاوز عليها إيرانياً إن كان في وقت الشاه وإصرار نظام الملالي بعدم الانسحاب منها واسترجاعها إلى الوطن الأم العراق.

 وفي 17 أيلول 1980 قرر مجلس قيادة الثورة إلغاء اتفاقية الجزائر آذار 1975 وإعادة السـيادة الكاملة على شط العرب، وذلك لإخلال الحكومة الإيرانية بالاتفاقية والبروتوكولات الملحقة بها ، واعتبر ما تقوم به إيران بحد ذاته انتهاكاً لهذه الاتفاقية واعتبار إيران هي من ألغتها أولاً، لهذا السبب بتصاعد المواقف العدائية الإيرانية وقيامها بغلق الأجواء والمياه الإقليمية والتهديد من خلال شعارها سيء الصيت -  تصدير الثورة -  بات واضحاً لدى القيادة  الوطنية القومية العراقية أن الحرب واقعة لا محال، وهناك احتمال تأكد لدى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية (( قيام إيران باستخدام قوتها الجوية بشل القوة الجوية العراقية والأهداف الحيوية الأخرى )) عندها سيفرض واقعاً يزيد من تهديداتها الأخيرة التي طالت المدن والقرى القريبة من حدودها إلى احتلال أجزاء مهمة أخرى من العراق،  لقد كان الخيار الأنسب والأسرع والأكثر تأثيراً لدى القوة الجوية العراقية بإمكاناتها المتاحة هو محاولة شل القوة الجوية الإيرانية بأي ثمن والعمل على تحقيق المباغتة الاستراتيجية للحد من تأثيرها المحتمل تجاه القوة الجوية العراقية والأهداف الحيوية وعمليات القوات البرية بعد رفع كفاءة طياريها ونسب صلاحية طائراتها بمعدلات عالية وبأسرع ما يمكن، وقد وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية الفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في عملية الدفاع والعملية الهجومية الاستراتيجية بعد تكامل المعلومات الاستخباراتية العسكرية والمخابراتية بعد تصاعد الاستفزازات الإيرانية وظهور دلائل تشير إلى احتمال قيام إيران بشن عدوان واسع على العراق تم إعداد خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي لمجابهة التهديدات الجوية الإيرانية جاء في غايتها ((تحييد القوة الجوية الإيرانية والحصول على موقف جوي ملائم))، وعليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف شل بل تدمير القوات الجوية الإيرانية وتهيئة الموقف الجوي الملائم للحد من تأثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية أثناء تقدمها في العمق الإيراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري بإبعاد الأذى عن المدن العراقية القريبة من الحدود والتي يمكن أن تصلها نيران العدو، وهزيمة القوات الإيرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض أمر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشأن العراقي مستقبلاً ، وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ما متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الإيراني آنذاك، وتبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم ، فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على القيام بمهامها اللاحقة ، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وإدامته مع الاحتفاظ باحتياط استراتيجي من الطائرات يستخدم لأغراض الدفاع الجوي.

 وقد حددت الأهداف الإيرانية المثبتة في خطة قيادة القوة الجوية العراقية، الأهداف الحيوية الممثلة بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الإيرانية التالية:

(( قاعدة مهر آباد في طهران -  قاعدة خاتمي في أصفهان -  قاعدة وحدتي في ديزفول -  مطار الأمدية أو اغاجاري -  قاعدة شيراز -  قاعدة شاهر وخي  -  قاعدة بوشهر -  قاعدة تبريز -  قاعدة كرمنشاه -   مطار همدان -  مطار الرضائية -  مطار سقز -  مطار سنندج -  مطار شاه آباد -  مطار الاحواز -  رادار دهلران ورادار ودفاعات كرمنشاه -   رادار ودفاعات ديزفول )).

وقد تناول المحللون والقادة العسكريون العراقيون أن زخم الهجوم المخصص في خطة قيادة القوة الجوية العراقية ضد الأهداف الإيرانية المشار إليها كما يلي: 

(( خصص للضربة الجوية الشاملة الأولى الجهد الجوي الآتي ( قاعدة مهر آباد 4 طائرة تي يو/22 ، وقاعدة خاتمي في أصفهان 4 طائرة تي يو/16 ، وقاعدة وحدتي - ديزفول - 4 طائرة ميج / 23 B وقاعدة الاوميدية - اغا جاري - 8 طائرة ميج / 23  B ،  وقاعدة شيراز 2 طائرة تي يو/22  ،   وقاعدة شاهر وخي 12 طائرة سوخوي/ 22  و 6 طائرة ميج / 23 B  ،  وقاعدة بوشهر 12 طائرة سوخوي/ 22  ،  وقاعدة تبريز 16 طائرة سوخوي/ 22  ،  وقاعدة كرمنشاه 12 طائرة ميج / 23 MS  ،  ومطار همدان 4 طائرة سوخوي/ 22 ومطار الرضائية 8 طائرة ميج / 21 ،  ومطار سقز 8 طائرة ميج / 21   ،   ومطار سنندج 6 طائرة ميج/ 21 ومطار شاه آباد 8 طائرة ميج / 21  ،  ومطار الاحواز 4 طائرة ميج / 23 B  و 4 طائره ميج / 21 ،  ورادار دهلران 2 طائره سوخوي/ 7 ،  ورادار كرمنشاه 2 طائرة سوخوي/ 7 ،  ورادار دفاعات ديزفول 4  طائرة سوخوي/ 7 )).

وتم التنفيذ بإحكام، وأبلى المقاتلون الطيارون البلاء الحسن والمشهود لهم.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة






الجمعة ١٣ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة