شبكة ذي قار
عـاجـل










توغل إيران في العراق كشف وجهها الحقيقي ونواياها الشريرة

خنساء الفارس

 

ساد الوضع الداخلي في العراق ما بعد سنة 2003 الفساد والخراب والدمار والفوضى الخلاقة، والاضطراب والسلب والنهب والاقتتال الطائفي، وسرقة المال العام، وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وشراء المناصب من قبل الكتل والأحزاب التي جاءت خلف سرفات دبابات المحتل، فقد تحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات ...

إن العملية السياسية التي جاء بها الاحتلال كانت مقدمة لبداية المشروع الفارسي الصفوي الهادف إلى التوغل في المنطقة العربية من خلال وجوده في العراق، فإيران تفكر بما تمليه عليها مصالحها، وإن مصالحها تفرض عليها إبقاء العراق ضعيفاً مسيطراً عليه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فبعد خروجها منكسرة متجرعة كأس السم في معركة قادسية صدام المجيدة عملت الآن على إعادة حساباتها، فصبت كل حقدها الدفين وسعت سعياً حثيثاً ومدروساً ومخططاً له لتوسيع نفوذها في العراق لتعيث به خراباً ودماراً وفساداً ثأراً لهزيمتها النكراء ...

لقد التقت مصالح إيران مع مصالح أمريكا من خلال سعي أمريكا لاحتلال العراق والإطاحة بنظامه الوطني، فكانت فرصة ذهبية لإيران للتدخل في الشأن العراقي والعمل على ترسيخ نفوذها من خلال عملائها والموالين لها في الحكومات التي توالت على العراق، فقد عملت جاهدة للتأثير والتحكم في القرار السياسي من خلال التعامل مع القيادات العراقية الجديدة الموالية لها والتي احتضنتها ودعمتها قبل سنة 2003.

إن النفوذ الإيراني في العراق جاء نتيجة الظروف والمتغيرات الداخلية العراقية في مرحلة ما بعد الاحتلال، وقد استغلتها إيران لعزل العراق عن حاضنته العربية، واستطاعت من خلال عملائها في العملية السياسية والأحزاب الموالية لها، وخاصة الأحزاب الدينية، أن تسيطر على العراق من خلال إيصالهم إلى السلطة ودعمهم للبقاء في سدة الحكم، إضافة إلى دعم وتسليح الميليشيات والتي جعلتهم سيفاً مسلطاً على رقاب الشعب العراقي، وحولتهم إلى جنود يدافعون عن وجودها وتوغلها في العراق والمنطقة العربية ...

لقد حققت إيران اختراقاً ونفوذاً في الجانب الديني، وسيطرت على شريحة واسعة تحت مسمى "التشيع" من خلال إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية ، إضافة لذلك فقد أصبح العراق واجهة رئيسية للسياح الدينيين الإيرانيين، حيث يزور ملايين الإيرانيين النجف وكربلاء سنوياً، فقد أصبحت تلك المحافظات محط تركيز الاستثمارات الإيرانية، واعتبرت الأحزاب الإسلامية عمقاً استراتيجياً لها، واستطاعت التأثير عليهم من خلال ادعائها  بأنها "حامية المذهب"، واستطاعت أن تسيطر على العشرات من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، والهدف من ذلك هو التأثير على الرأي العام والأفكار والتوجهات، وتتلقى هذه القنوات تمويلاً بملايين الدولارات بشرط أن تلتزم بسياسات وتوجيهات النظام الإيراني ...

إن التوغل الإيراني في العراق وتدخله بالشأن الداخلي العراقي يشكل مصدر خطر كبير يهدد المنطقة العربية بالكامل ، فقد حاولت إيران أن تخفي حقيقة عدائها التاريخي للعرب، وحقدها الأسود الدفين على أمة العرب منذ اندحارها أمامهم في معركة القادسية الأولى وانهيار إمبراطوريتها ، فكشفت الأحداث يوماً بعد آخر عن ذلك الحقد والعداء وعن الشعارات المخادعة المزيفة التي كانت ترفعها ، وكشفت عن وجهها الحقيقي ونواياها الشريرة الخبيثة ، فوجودها في العراق وتدخلها بشؤونه قد عراها وكشف بأنها عبارة عن دولة مصدرة وداعمة للإرهاب ذات أفكار هدامة تحاول السيطرة على شعوب المنطقة لتصدير أفكارها الصفوية.






الخميس ١٩ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة