شبكة ذي قار
عـاجـل










عين قومية بعثية

على صراع روسيا وأوكرانيا وتداعياته الخطيرة

 الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

 

لم يعد الاهتمام القومي العربي الرسمي والجماهيري من الحرب الروسية الأوكرانية مجرد اهتمام بإعلان القبول أو الرفض للحرب مبدئياً، وليس مجرد إعلان التأييد للدوافع الروسية أو رفضها، بل تحول بسبب تأثيراته وتداعياته العالمية إلى اهتمام حيوي يتدخل في مكونات السياسة والاقتصاد والإعلام ومستقبل النظام العالمي برمته.

 نحن كبعثيين، لو دخلنا بمقارنة بين الولايات المتحدة والغرب عموماً وبين روسيا وحلفائها من جهة أخرى، من حيث القرب أو البعد من قضايانا القومية، فسنجد أنفسنا أمام تفوق واضح لصالح روسيا. ومع ذلك فإننا هنا لن ندين أحداً بل سنذهب مذهباً آخراً في هذه السطور.

 دخلت روسيا الحرب وقد وضعت كل الاحتمالات، مع الإقرار أن وضع كل الاحتمالات لا يعني الإحاطة الكاملة بما ستفرزه الساحة، روسيا حسبت حسابات قوتها العسكرية ليس مقارنة مع أوكرانيا بل مع الناتو كاملاً، لأنها أعلنت سبب شنها الحرب في أول ساعات الحرب بل حتى قبلها، روسيا أعلنت أن أوكرانيا صارت خطراً على أمنها القومي بسبب قرب انتمائها للناتو.

 دخلت روسيا الحرب وفي جعبتها جملة عوامل لتحقيق النصر والوصول إلى أهدافها من بينها:

 أولاً: تعرف روسيا أنها وصلت إلى حالة توازن قوى مع الناتو، وصار بإمكانها مقارعته قبل أن يصل إلى حدودها، وروسيا مؤمنة أن الناتو عدو يحاول تقزيمها وإنهاء توق الدب لصناعة توازن دولي جديد متعدد الأقطاب.

 ثانياً: وضعت روسيا مصادر ثروتها أمام العالم من الغاز والنفط في كفة ميزان تفوقها، من عاش في صقيع شتاء أوروبا يعرف حاجة تأميم النفط والغاز.

ثالثاً: روسيا أكبر منتج ومصدر للحبوب، هي تعرف عمق سلطتها وقوة قبضتها على غذاء العالم وخاصة أوروبا.

 رابعاً: تدرك روسيا ضعف الاتحاد الأوروبي وتهافت علاقات دول الناتو البينية وبين الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وبوسعها اللعب على حبال الأزمات الحادة والمشاكل المستعصية بينهم.

 العين البعثية تنظر إلى ذلك وتتفحص:

ما قام به البعث في العراق خلال سلطته الوطنية القومية في العراق (١٩٦٨-٢٠٠٣) من وضع النفط العربي والثروات العربية في خدمة صراع الأمة مع أعدائها، هو منهج صحيح وتفكير عملي سبق عصره، ومن البديهي أن يكون هو أحد عناصر صناعة خطط غزو العراق واحتلاله وصولاً إلى إلغاء تأميم النفط العراقي وإنهاء عنصر من عناصر قوة العرب الضاربة.

 والعقل البعثي في سلطته الوطنية القومية كان حاضراً في بناء قوة العراق الوطنية القومية، من حيث قوة القوات المسلحة وقوة التسليح لأن القوة في عصرنا الراهن هي التي تحكم العلاقات، وغزو العراق واحتلاله كعدوان سافر مخالف لقوانين الأمم المتحدة وشرائع الأرض والسماء مرده الشعور المخيف من تنامي قوة العراق.

 والعقيدة البعثية الوحدوية المؤمنة بحق الأمة في وحدتها الجغرافية تنطلق من فهم استراتيجي لعامل الفضاء الجغرافي في تحديد ملامح السيادة والمنعة بوجه تكتلات العالم الشرسة.

 ويبقى البعث عقيدة وإرادة الأمة التي قد تضعف بسبب التآمر والعدوان إلا أنها حاضرة للفعل والتوسع والتجذر والتصعيد لأن أمتنا أمة حية.





الاحد ٦ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة