شبكة ذي قار
عـاجـل










الكهرباء… عناوين براقة.. وماذا بعد؟

 سحبان فيصل محجوب *

 

إذا كانت نتائج المنجز المعلن بلا تأثيرات واضحة وملموسة على الواقع فهذا فعل ممنهج الهدف منه الوصول إلى غايات الاستعراض والدعاية الإعلامية والتي يعتقد من يروج لها بأنه قادر على الاستمرار بتوزيع الجرعات المخدرة متناسياً أن لمثل هذه الحقن صلاحية نفاذ محددة.

ما تم الإعلان عنه من مشاريع مختلفة وكثيرة تخص معالجات وتطوير قطاع الكهرباء في العراق يوحي للمتلقي بأن عجلة الانتاج تسير بوتيرة تسابق الزمن وأن الحلول الخاصة بالشبكة الوطنية قد تم الوصول إلى حافات تصفية ما يعوق عملها وإن خدمة تجهيز الطاقة الكهربائية الواعدة قد شارفت على الانتهاء من وضع ملامحها البراقة ، وهنا ينطبق المثل المشهور ( نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً )، فما تم الاعلان عنه ومنذ سنوات مضت من مشروعات مختلفة ومتعددة تخص الربط الكهربائي مع الدول المجاورة لم ينفذ منها شيئا ً ماعدا الربط الكهربائي المشين مع الجارة الشرقية والذي يعد من المشاريع الفاشلة على الصعيدين الفني والاقتصادي على وفق المقاييس العالمية المعروفة ، أما عن مشاريع الطاقة النظيفة وعلى وجه التحديد استغلال الطاقة الشمسية ومحطات تدوير النفايات والتي تم الاعلان عن تبني انجازها من قبل المؤسسات ذات العلاقة فلم يرى النور اي إنجاز منها ، يضاف إلى ذلك ما تم الترويج له في مجال الجباية الالكترونية والكثير الكثير من المشروعات المتعلقة بتطوير خطوط نقل الطاقة الكهربائية ومعالجة الاختناقات الحاصلة فيها وما يتبعها من محطات التحويل على مستويات جهد  الشبكة العاملة وكذلك الخطط المستقبلية الخاصة بشبكة التوزيع المتعبة .

لم تكتف أبواق الدعاية المتمرسة في الخداع من استعراض العديد من الانجازات الصغيرة ذات التأثير الطفيف في المعالجات الجذرية المطلوبة وتمرر على المواطن متلقي الخدمة بأنها إحدى نتاجات العمل الدؤوب وثمرة كبيرة من ثمار الخطط الوطنية التي رسمت لإنهاء معاناته جراء الخدمة الكهربائية المتعثرة ، يجري هذا بتوظيف حالة عدم المام الغالبية من المواطنين بدهاليز صناعة الكهرباء وسبل ايصالها إليهم، وعلى سبيل المثال عندما يتم تنصيب وتشغيل محطة ثانوية أو محولة متنقلة لخدمة منطقة محدودة يصاحب هذا تغطية إعلامية واسعة بعيدة عن ما تستحقه من ترويج مكثف وكأنه حدث سوف تنتهي أزمة الكهرباء بعده ومن غير رجعة على الرغم من إن الشبكة الكهربائية العامة تعمل فيها المئات من هذا النوع من المحطات التي تم تنفيذها منذ بدايات دخول الكهرباء إلى العراق وحتى الآن ..

إن استمرار هذا النهج في عرض عناوين براقة للمشروعات الكهربائية المنفذة أو المخطط لها وبالتوازي مع تفاقم أزمة الكهرباء سوف يكون عاملاً أساسياً في انعدام الثقة بين السلطة المعنية في إدارة شؤون الكهرباء والمواطن متلقي الخدمة هذا في حالة إن بقي منها شيئًا.

 

* مهندس استشاري






الاثنين ٧ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سحبان فيصل محجوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة