شبكة ذي قار
عـاجـل










الرفيق المناضل عزة إبراهيم...عاشقا للنضال والجهاد

زينب علي

 

عاش الرفيق المناضل عزة إبراهيم كل حياته في العراق، أرض الرباط والجهاد، وكان رمزاً للشجاعة والبطولة والتضحية والفداء، وتحلى على الدوام بالصبر ورباطة الجأش أمام الصعاب، وتمسك بمبادئ البعث ومنظومة أخلاقه وتقاليده التنظيمية وقيمه طيلة حياته، وكان في طليعة المواجهة مع نظام الملالي والاحتلال الأمريكي الغاشم، بثبات وصبر لا يلين حتى آخر رمق في حياته متواصل دون كلل أو ملل لأنه يؤمن بالجهاد والشهادة، وكان طالباً لها من أجل العراق، وكان مؤمناً بقدره وقدر شعبه وأمته، فكان رمزاً وراية في النضال والجهاد ضد الاحتلال الباغي وأزلامه وجلاوزته، وكان مرابطاً وثابتاً على أرض العراق، أرض الجهاد، لم يغادرها يوماً ولم يتخلَّ عن دوره الجهادي والوطني والأخلاقي على الإطلاق، بل كان لا يلين ولا يستكين ويحث رفاقه والعراقيين على الجهاد، ويبث فيهم روح المقاومة والتصدي للاحتلال وعملائه.

كان أول من عرى حقيقية التغلغل الإيراني في العراق وحقيقة احتلال إيران للعراق نيابة عن أمريكا، وفضح المخططات وأوجه التنسيق بين الفرس والأمريكان والصهاينة لتفتيت الوطن العربي وإغراقه في مستنقع الحروب الطائفية والصراعات الاثنية والعرقية والمذهبية.

ورغم نبل تلك المهمة وجسارتها، فإن ذلك لم يقعده عن إدارة شؤون الحزب قومياً وقطرياً، تنظيمياً، وفكرياً، وإعلامياً وغير ذلك، إذ ورغم الخطوب الصعبة التي أحاطت مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم على العراق، فلقد نجح رحمه الله بفضل عمله الدؤوب وتوجيهاته وصرامته وحلمه وتواضعه لرفاقه وصبره عليهم، في رص صفوف الحزب وتدعيم أواصر بقائه وثباته وصموده بوجه المحن ونجح نجاحاً باهراً خلاقاً في تجديد ألق البعث وضخ دماء جديدة في جسده المثخن بالجراح والنوائب التي حلت به، فحافظ على صفاء العقيدة ونقاء السريرة البعثية من جهة، والمحافظة على ثوابته التنظيمية والفكرية من جهة ثانية حتى غدا البعث رقماً  صعباً في العراق والأمة العربية.

خسر البعث مناضلاً وبطلاً من أبطال العراق والبعث، الذي ناضل وقاوم وقاتل حتى اللحظة الأخيرة من حياته وهو حامل لسلاحه مدافع عن وطنه متسلح بإيمانه بالله ومبادئ ورسالة البعث العظيم، حزب الرسالات والبطولات والأبطال ليضاف اسمه في سجل الخالدين مع الشهداء والصديقين من أبناء العراق والأمة العربية. وهو الذي قضى ما يزيد عن 18سنة ملاحقاً متعقباً من أشد الحاقدين على العروبة والبعث، لكن بفضل عبقريته وخبرته النضالية الثرية الطويلة وبفضل تشربه لفكر الحزب وإدراكه لمتطلبات الرقي بالعروبة والدفاع عنها، حيث لم يحل بينه وبين الدفاع عن العراق والأمة إلا الموت.




الثلاثاء ٣٠ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة