شبكة ذي قار
عـاجـل










القابض على جمر النضال

مهند أبو فلاح

 

الوفاء عملة نادرة في زماننا هذا، وعندما نتحدث عن إنسان جُبِلَ على الإخلاص والوفاء في هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي تمر بها أمتنا العربية المجيدة فلا شك ولا ريب أننا نقف أمام حالة فريدة استثنائية وعملة نادرة الوجود، وفقاً لكل المقاييس وهذا هو فارسنا العربي الأصيل  الرفيق عزة إبراهيم رحمه الله تعإلى.

في أعقاب الغزو والاحتلال الإنجلو_أمريكي لبلاد الرافدين في سنة ٢٠٠٣ اضطلع هذا الرجل الأشم بدور قيادي بطولي في مقاومة الغزاة، وخاض كفاحاً مسلحاً مريراً ضد المحتلين وأذنابهم بلا كلل ولا ملل، وبقي مخلصاً وفياً لمبادئ بعثنا المقدام ولقائده الشرعي الرفيق القائد المجاهد صدام حسين رحمه الله وغفر له.

تنقل الرفيق عزة بين ربوع العراق منظماً للمقاومة الشعبية المسلحة رغم أنه بلغ من الكبر عتيا، كما يقال، لكن شيخوخته الصالحة هذه لم تحل بينه وبين مواصلة درب المقاومة والجهاد باذلاً الغالي والنفيس من أجل تحرير بلاد الرافدين من دنس المجرمين الغاصبين.

قدم الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم نموذجاً مثالياً فاق حدود الوصف في قيادة المقاومة العراقية لدحر الاحتلال الإنجلو_أمريكي وفي مواجهة عملاء ملالي طهران الصغار في ظروف موضوعية بالغة الدقة والصعوبة، فكان نِعمَ الرجل الذي سخر كل قدراته وطاقاته في مرحلة عمرية متقدمة، ناهيك عن خبراته المكتسبة من وحي تجاربه النضالية المريرة في خدمة مشروع المقاومة والتحرير واضعاً بصماته عليه قرابة عين من الزمن، فاستحق أن يوصف بالقابض على جمر النضال وقاهر المحال رغم أنوف الخونة والأنذال، ولا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نترحم على روحه الطيبة الطاهرة في الذكرى السنوية الثانية لرحيله عن دنيانا الفانية الزائلة وأن نسأل الله العلي القدير  أن يجمعنا به في عليين مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا.






الاحد ١٢ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة