شبكة ذي قار
عـاجـل










كيف يتحرر العراق بعد عشرين سنة من الاحتلال؟

 

أولاً-  كما يعلم الجميع ان المقاومة العراقية الباسلة قد طردت القوات الامريكية من العراق في نهاية عام 2011 ، وتولت الادارة الامريكية ادارة الوضع في العراق من خلال عملاء ايران وعملائها حتى باتت ايران هي التي تتصرف كما خططت ونفذت استراتيجيتها القائمة على:

 1- الفساد والفاسدين 2- افراغ العراق من كوادره الوطنية 3- حرمان العراق من المشروعات المختلفة 4- تصحير البيئة 5- تحويل مجرى الانهر الايرانية ومنع جريانها في اراضي العراق 6- وضع دعامات حدود في المياه الاقليمية العراقية والزحف لاحتلال موانئ العراق المطلة على الخليج العربي 7- الاستحواذ على شط العرب واستغلال تحول مجراه عن خط الثالوك 8- استنزاف موارد العراق المالية بدفع رواتب قتلى القوات المسلحة الايرانية الذين سقطوا اثناء الحرب العدوانية التي شنتها ايران على العراق 9- تحويلات بيع الدولار من قبل مزاد البنك المركزي العراقي الى ايران 10- اغراق اسواق العراق بالبضائع الايرانية الرديئة 11- تدوير نفط ايران الى العراق وتسويقه كنفط عراقي وبنسب يتحمل العراق تكاليفه الباهظة 12- تمويل فعاليات فيلق القدس الايراني من خزينة العراق الى حزب الله في لبنان لتغطية كلف العمليات الارهابية التي تقوم بها المليشيات الفارسية في سوريا واليمن والعمليات الخارجية الاستخباراتية الايرانية13 - اغراق العراق بالمخدرات وتسويق بعضها الى سوريا وجنوب لبنان ومنهما الى الأردن والسعودية .. إلخ .

وما تزال هذه الاستراتيجية الايرانية قائمة بفعل الموارد والمجهود الولائي في العراق الذي يخدم النظام الايراني .

ثانياً- مضى على احتلال العراق قرابة عشرين عاماً .. وعلى الرغم من الجهود النضالية الجبارة التي بذلتها انتفاضات العراق السلمية وفي مقدمتها انتفاضة تشرين.. فقد جوبهت بالتنكيل والقمع الدموي وبالإعتقالات والاختطاف والتغييب ، كما يحصل في ايران حيث جماهير الشعب تجابه البطش الفارسي وبالاساليب الوحشية ذاتها .

ثالثاً- الثورة في ايران كسرت حاجز الخوف ومضت تطبقً نهجا استراتيجيا يأخذ مداه الثوري وتمارس تكتيكا يتماشى مع طبيعة صراع الشوارع بهدف إنهاك اجهزة النظام الطائفي المتحجر وفضح ممارساته وجرائمه حتى بلغت الثورة مداها في استقطاب 1- عموم الشعوب الايرانية 2- ومعظم بلدان العالم وشعوبها .. وبهذا الزخم المذهل تعرى النظام وحوصر في زاوية الادانة وإنعدام الشرعية في الحكم وبات عديم الصلاحية التمثيلية في الداخل والخارج .

رابعاً- ما الذي يجري في العراق؟  واين هي المعوقات التي تعطل او تعيق الحراك الجماهيري وتمنع زخم الثورة من الاستمرار على طريق التحرير؟ الجماهير الايرانية تجابه بهذا الزخم الثوري نظاما استبداديا ديكتاتوريا دمويا متحجرا من اجل اسفاطه ، ولم تجابه الجماهير الايرانية محتلا اجنبيا غاشما لبلادها .. بينما يجابه الشعب العراقي محتلا اجنبيا غاشما ودمويا وماكرا عرض العراق الى الانهيار ويسعى الى انتزاع هويته الوطنية والقومية بل وتفتيته بصورة تدريجية.. والمحتل الاجنبي للعراق صيغته إزدواجية ومركبه تجمع بين محتل امريكي ومحتل ايراني في آن واحد.

خامساً- الاستعماران متداخلان (سياسيا وأمنيا وإستراتيجياً) في معاهدات الاطار الاستراتيجي والأمني اللتان تمنحان النظام العراقي صلاحيات الحكم والعبث بالعراق مقابل امتصاص نفوط العراق وتدمير عناصر القوة فيه (الاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية والبيئية).

سادساً- الاحتلال الاجنبي الامريكي - الايراني المزدوج للعراق يعد اكثر ثقلاً ودموية من الساحة الايرانية، التي تناضل من اجل اسقاط نظام الحكم الثيوقراطي الدموي المتخاف .ولكن يظل القمع والقتل والاختطاف والاعتقال والتعسف والحرمان والاذلال والجوع والتهتك وانتهاك كرامة الانسان، حقائق مشتركة بين الشعب العراقي والشعوب الايرانية، ولا احد يستطيع نكرانها .. فلماذا لا يجد الشعب العراقي زخمه في الثورة والشروط الذاتية ناضجة والظروف الموضوعية على مستوى النضوج ؟

دعونا نستمع الى ما قاله " فلاديمير بوتين" الرئيس الروسي مؤخرا : (ان الشعب الايراني برمته لن يتراجع عن قراره في قلب نظام الحكم الحالي واستبداله بنظام وطني ديمقراطي من الداخل، وان روسيا ليس لها دور في امكانية دعم النظام ضد السخط الشعبي وان الشعب الايراني شعب ثوري متماسك يختلف كليا عن الشعب العراقي، فهو ليس بحاجة الى غطاء دولي يبرر رغبته في تغيير النظام، الذي استنزف طاقات الشعب وثروات البلاد عبثا من اجل توسيع سيطرته على الدول العربية غير المستقرة مثل العراق ولبنان وسوريا وغيرها، وبالتالي لم تكن سياسة السلطات الايرانية متوازنة في الشرق الاوسط بل كانت سياسة متطرفة على الصعيد الديني في المنطقة العربية خاصة، والآن لم يعد في متناول يد الشعب الايراني من قرار سوى الاطاحة بالنظام دون رجعة).

 ما الذي نستنتجه من كلام الرئيس الروسي بوتين ؟

أولاً- إن الشعب الايراني متماسك، بينما الشعب العراقي غير متماسك.

ثانياً- وإن الشعب الايراني ليس بحاجة الى غطاء دولي يبرر رغبته في تغيير النظام الايراني، بينما ينتظر الشعب العراقي غطاءا خارجيا للتحرر من الاحتلال.

ثالثاً- ان روسيا سوف تعيد حساباتها بشأن الاوضاع في ايران، وإنها لم تعد ترى في النظام الايراني قدرة على الإستمرار .

هل كلام الرئيس بوتين في نصابه الصحيح؟ والإجابة ستكون من الفقرة الثالثة ، وهي ان روسيا محقة قي رؤيتها ان النظام الايراني قد استهلك وجوده التوسعي العبثي وفقد شرعيته بفعل خروج الشعب الايراني بكل فئاته لإسقاطه .. أما قوله أن الشعب الايراني متماسك فهو كذلك، وأن الشعب العراقي غير متماسك فهي رؤية غير صحيحة وذلك لأن الولائيين واتباعهم من اصول ايرانية ومليشياتهم المسلحة لا يمثلون الشعب العراقي ، فوجودهم حالة استثنائية هي من صنيعة الاحتلال الامريكي والاحتلال الايراني، فرضتها ظروف الاحتلال وامعنت به طعنا وظلما .. الشعب العراقي يناضل ويكافح من اجل التحرر 1- يفضح حجم الفاسدين ويفضح حجم الفاسدين 2- يفضح دعاة الدين المزيفين ويفضح نهجهم ودجلهم الكاذب 3- يفضح احزاب السلطة وارتباطاتها بنظام الدولة الايرانية منتهية الصلاحية وفاقدة الشرعية امام الشعود الايرانية وامام العالم 4- يكرس مقاربة السقوط الحتمي للنظام الايراني ولأتباع هذا النظام في العراق، لكونهما تابع ومتبوع 5- البديلان عن إسقاط النظام في طهران وفي بغداد جاهزان لأدارة نظام الحكم على اساس الديمقراطية التعددية في ايران، والتعددية الديمقراطية التمثبلية الشعبية في العراق .. وكل من النظامين يتمتعان بالاستقلال والسيادة والحياة التمثيلية على الساحة الدولية 6- لن ينتظر الشعب العراقي غطاءًا دوليا حتى ينال تحرره الناشز بل سيلوي بإرادته عقبات الاحتلال مهما تكن، لأن ظروف العراق هي ليست ظروف ايران ولا ظروف اي بلد اخر.. وإن حقائق التاريخ قد تتقارب ولكنها لن تتشابه.. انه الصراع وقوانينه الموضوعية .. وليس بعيداً ابداً ان يرى النور شعب العراق وليس بعيداً ان ترى الشعوب الايرانية النور ايضا .

د. أبا الحكم

23/11/2022






السبت ٢ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة