عوامل وأدوات استهداف عروبة العراق

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

لعل الحافز الأهم والأعظم لجهاد وتضحيات شعبنا منذ نيسان ٢٠٠٣ وحتى اللحظة هو للحفاظ على هويته القومية والإنسانية التي استهدفها الغزو والاحتلال والعملية السياسية.

إن أنهار الدم وجبال البؤس والشقاء التي قدمها شعبنا إنما كانت قرابيناً للحفاظ على عروبته وما يرتبط بها من ثوابت وقيم وأخلاقيات.

الطائفية هي أخطر أدوات الاحتلال لقتل عروبة العراق وإنسانيته، وهذه الطائفية البغيضة المقيتة لا زالت قائمة كمنهج سياسي للعملية السياسية ولا يمكن القول بانتهائها وخلاص شعبنا من شرورها إلا باستئصال العملية السياسية وقواها التي أتى بها ولا زال يحميها الغزاة ودول الاحتلال وفي مقدمتهم إيران.

إن ثورة تشرين كانت رداً تاريخياً على الطائفية غير أن الثورة لم تحقق أهدافها كاملة بعد رغم أن بوسعنا أن نقول إن اعلان البصرة الشعبي القومي العروبي في فعاليات كأس الخليج كان تشرينياً بامتياز.

المحاصصة في تشكيل حكومات العملية السياسية هي المسار العملي للطائفية والعرقية التي صممت لتمزيق وحدة العراق الوطنية وطمس هويته العربية، ومن العبث التفكير بنجاة حقيقية للعراق السيد الحر العربي إلا باجتثاث المحاصصة.

الفساد الذي استشرى في جسد العراق الرسمي هو مظهر من مظاهر إلغاء هوية العراق القومية العربية، لأن الفساد آفة تفتك بالثوابت الأخلاقية الاجتماعية والدينية والاقتصادية والتربوية والخدمية في البلد، الفساد المادي والأخلاقي ولد في العراق المحتل ومع بقاء العملية السياسية الاحتلالية نما وتوسع وظهرت في بلدنا مظاهر الشذوذ المختلفة التي يأنفها ديننا وعقائدنا السماوية والوضعية.

كلنا يعلم أن الإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قد جاء ليتمم مكارم الأخلاق وإنما الأمم الأخلاق، بدونها لا شعب ولا أمة، الفساد بمظاهره المختلفة محاولة بائسة لقتل عروبة العراق ودينه.

إن تأجيج المشاعر الوطنية والقومية العروبية في العراق عمل جبار ولكنه لا يكفي إن لم يتحول إلى ثورة شعبية عارمة تطرد القواعد والجيوش الأجنبية وتصنع جداراً عازلاً بين العراق وإيران التي تسعى لاحتلال الأمة العربية كلها عبر العراق.