شبكة ذي قار
عـاجـل










الاحتلال تحرك قبل سنة وخطط منذ سنوات

د- فالح حسن شمخي

 

الحكاية ليست سرية، نكتب عنها اليوم وبعد مرور عشرين سنة من عمر الاحتلال البغيض، الاحتلال الذي اجتاح العراق، وللأسف بمساعدة ابناء جلدتنا من العرب، والرتل الخامس الذين اجتمعوا في لندن، عراق محاصر مدة أكثر من عشرة سنوات يواجه عدوان من ثلاثين دولة في مقدمتهم امريكا بكل ما تعنيه من قوة عسكرية غاشمة، عدوان تصدى له الغيارى لكن ميزان القوة لصالح العدوان، وهنا السؤال: ماذا سيحدث لو حصل العراق على دعم جهة عالمية كروسيا والصين وكوريا الشمالية، كما تحصل اوكرانيا اليوم على دعم حلف الناتو؟

اشتراك المخابرات العالمية في العدوان على العراق ودعم امريكا عبر التحرك على أعضاء السلك الدبلوماسي والبعض من الناشطين من أبناء العراق، حدث هذا الأمر قبل سنة من العدوان على العراق في سنة ٢٠٠٣.

الأمر الذي يعد استثنائياً هو رفض كل العاملين بالسفارات العراقية العمل مع المخابرات العالمية، وخيانة بلدهم، ولماذا أقول استثنائياً؟ هو بسبب الحصار القاتل على العراق، فلو أن هذا الأمر حدث مع العاملين سفارات دول أخرى من العالم الثالث لكان الامر مختلف، مثال ذلك ما حدث لسفارات البعض من الأقطار العربية ودول العالم وغيرها.

لماذا أكتب هذا الآن وبعد هذه الفترة، أولا احترامي وتقديري لكل عراقي رفض الانصياع الاغراءات، ثانياً بعد أن تكشفت الأمور وتبين أن المخابرات الأجنبية كانت تجند بعض الخونة قبل سنة من العدوان لصالح أمريكا، ثالثاً أن معظم الذين وافقوا أسندت إليهم مهام ودخلوا دورات في أمريكا وفي براغ، رابعاً نعلم أن هؤلاء الذين انصاعوا، يعملون الآن بالدوائر الحكومية العراقية بالظل، وسوف تستخدمهم أمريكا في الوقت المناسب، وسنرى أنهم سينهضون من سباتهم هذه الأيام والأسماء معروفة لدى البعض.

 

مخرجات الاحتلال الأمريكي للعراق

إن من أهم مخرجات الاحتلال هي:

١- قتل واستشهاد مئات الآلاف من العراقيين بما فيهم النساء والأطفال والشيوخ وتدمير المدن والبنى التحتية للدولة وحل مؤسساتها وحل الجيش العراقي البطل وتهجير ٦ ملايين عراقي وغير ذلك مما يندى له جبين الإنسانية.

٢- لم تكن أميركا في نزهة كما سوغ لها عملاؤها فكانت خسارة بالجنود الأمريكان ومن كان يعمل معهم من حملة الكرين كارت، وهي خسارة بالأرواح، بفعل المقاومة الوطنية الباسلة يضاف إلى ذلك خسارة بما يمر به الجنود الأمريكان من أمراض نفسية تعالج لحد الآن، أما خسارة الأموال فقد عوضها الأمريكان من سرقة النفط وأموال العراق.

٣- سلمت أمريكا واستناداً إلى خطة مرسومة، وبتعاون أمريكي إيراني صهيوني العراق إلى إيران على طبق من ذهب، الأمر الذي نتج عنه:

ا- سيطرة إيران على العراق سيطرة تامة وفي كل المجالات وسرقة ما فوق الأرض وما تحت الأرض.

ب- تولد عن الاحتلال الإيراني الذي يستند إلى نظرية تصدير الثورة، وولاية الفقيه، مليشيات ولائية لا تقل بشاعة وجرماً عن داعش.

ج- الهدوء الذي تعيشه المليشيات الولائية وإيران اتجاه أمريكا وغيرها من الدول اليوم هي (تقية)، فلا ينخدع بها أحد، والأسباب معروفة، وهي استراحة مؤقتة، ومحاولة تمكين حكومة الإطار من السيطرة على الشعب العراقي وفي المقدمة الشباب منهم عبر القوانين نتوقع أن تصدر قريباً وبالتلاحق.


٤- نجحت أمريكا في إعادة العراق إلى القرون الوسطى واذلال الشعب العراقي، تنفيذاً للوصايا الصهيونية، وخوفاً من هذا الشعب العظيم.

5- الدولة العميقة الماسونية والصهيونية تشعر بالسعادة وهي ترى الشعب الذي تمتد حضارته آلاف السنين يأكل من النفايات ويسكن بيوت الصفيح، ويعيش حالة من التفسخ الأخلاقي والقيمي، وهذا هو المنشود صهيونياً.


لقد مر العراق عبر السنين بأبشع من هذا الاحتلال، فالإخمينيين والمغول، واستباحة الزنج والاحتلال العثماني والبريطاني كانت بشعة، لكن الأبشع هو الاحتلال والهيمنة الإيرانية، فعلى الرغم من أن الاحتلال الأمريكي دمر العراق لكن الذي يدمر العراق الآن وخطوة بخطوة هو الاحتلال الفارسي، لكن العراق وشعبه العظيم نهض وسينهض والدليل ثورة تشرين، وسنرى ذلك قريباً.






الاحد ٢٧ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د- فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة