شبكة ذي قار
عـاجـل










كي لا ننسى معركة تحرير الفاو العزيزة مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم  - الحلقة الاخيرة

 

زامل عبد

 

إيران في تلك الأيام تكثف من حشودها في شمال العراق  وتهاجم حلبجة ومناطق أخرى في الشمال في محاولات متكررة للتوغل باتجاه كركوك والسيطرة على آبار النفط والمنشآت النفطية فيه  فلم يكن الإيرانيون يتصورون أن معركة بهذا الحجم ستحدث في القاطع الجنوبي فالعراق الذي كان مشغولاً بالقتال الشرس في القاطع الشمالي لا يمكن أن يفكر في هذا الظرف بالهجوم جنوباً لتحرير الفاو اعتمدت القيادة العراقية على هذه المفارقة  وعززت من تكريسها في الذهنية الإيرانية بأن كلفت الفرقة العاشرة بالمناورة المكشوفة في قاطع حلبجة كي يتصور العدو أن العراقيين يقومون بتعزيز قطعاتهم في هذا القاطع  كما قام وزير الدفاع المغفور له عدنان خير الله بزيارة تفقدية للقطعات العسكرية التي تقاتل في الشمال ، أذيعت تفاصيلها مصورة في تلفزيون بغداد  ، أما القوات التي كانت أعدت لتحرير الفاو ، فقد سيقت إلى المنطقة بصيغة الدفع التدريجي على شكل مجموعات صغيرة لكي لا تثير انتباه العدو ، ثم تتخذ لها مواضع في المواقع المحددة وتقرر أن يكون الأول من رمضان بداية الهجوم  وكانت كلمة السر  رمضان مبارك ، وهي كلمة اعتيادية يتبادلها الناس في الأول من رمضان  وبلع الإيرانيون الطعم ، لتبدأ المعركة على هذه الصورة المفاجئة ، التي صعقت العدو  وجعلته يولي مذعوراً ، ولم يصمد سوى ساعات معدودات ، رغم أن الجغرافيا كانت إلى جانبه بحيث أن إزاحته من مواضعه المحصنة بهذه السرعة تعد ضرباً من الأحلام والتخيلات  ، والحقيقة الثالثة  معركة الفاو معركة العرب نعم كان تحرير الفاو بسواعد أبناء العراق  ولكن العرب كانوا يسندون ظهورهم من خلال الدعم بالمال والسلاح والكلمة والموقف ، وأنواع الدعم الأخرى  خصوصاً دول الخليج العربي  في حينه  لان تصدي العراق للريح الصفراء الوافدة من قم وطهران  تستهدف  الخليج العربي بل المشرق العربي  وكان لحراس البوابة الشرقية  الوقفة البطولية بوأد هذه  الفتنة وريحها الصفراء المسمومة ، وكذلك الأردن واليمن  وكل أبناء الشعب العربي يشعرون بعمق أن العراق يمثل الحزام الأمني لأقطار العرب تجاه الخطر الفارسي الصفوي الجديد فلا بد من دعمه وإسناده ، لدفع هذا الخطر الكبير. وقد وضحت الصورة اليوم بعد احتلال العراق، وتبين للجميع أهمية دور العراق والعراقيين في تحقيق الأمن الشرقي للأمة العربية  وأنهم حقيقة وفعلاً ( حراس البوابة الشرقية ) والحقيقة الرابعة  معركة الفاو بوابة النصر العظيم كانت معركة تحرير الفاو أول حلقة في سلسلة الانتصارات المتلاحقة للعراق في الأشهر القليلة التي سبقت نهاية الحرب ، التي تكللت بالنصر العظيم على إيران يوم 8 أب 1988  تقابلها الهزائم المتتابعة للصفويين الجدد واذنابهم  ، التي صارت تتراجع داخل الحدود الإيرانية عشرات الكيلومترات  فقد تم أولاً – بعد هذه المعركة الفاصلة ، ومن خلال معارك شرسة استمرت ثلاثة أسابيع – تحرير كافة المناطق المحيطة بالبصرة  وبذلك تحقق هدف كبير هو إبعاد البصرة عن مرمى قصف المدفعية الإيرانية ، الذي استمر طيلة سني الحرب  وبعد أن فرغت القوات العراقية من إنجاز هذا الهدف كان أمامها الهدف الثالث ، الذي لا يقل أهمية عن الهدفين الأولين ، ألا وهو تحرير جزر مجنون ، التي تعتبر من أغنى المناطق التي تحتوي على احتياطات نفطية هائلة ، وقد تمكنت القوات العراقية بعد معارك عنيفة من تحريرها من أيدي الإيرانيين ، وإلحاق الهزيمة بالجيش الإيراني أين هي اليوم جزر مجنون ؟ وبأيدي من ؟! ثم انتقلت القوات العراقية – بعد تحرير جزر مجنون – إلى ملاحقة القوات الإيرانية ، التي كانت قد احتلت فيما مضى مناطق على طول الحدود الممتدة بين البصرة في الجنوب ومندلي في القاطع الأوسط ، واستمرت في توجيه الضربات الماحقة للقوات الإيرانية التي أخذت معنوياتها تتراجع يوماً بعد يوم ، حتى تمكنت من طردها من تلك المناطق ، ودفعها إلى داخل الحدود الإيرانية  لم تكتفِ القوات العراقية بإزاحة القوات الإيرانية من الأراضي العراقية ، وإنما طورت هجماتها ، وأخذت تلاحق القوات الإيرانية إلى داخل حدودها ، واستمر تقدم القوات العراقية في العمق الإيراني إلى مسافة ( 60 ) كم  ما جعل القوات الإيرانية في موقف صعب للغاية  وتنفس العراق الصعداء ، واستمر في ضغطه على القوات الإيرانية لإجبارها على القبول بوقف الحرب التي عجزت كل الوساطات عن إقناع حكام إيران بوقفها أخذ العراقيون –  بعد أن تسنى لهم دفع القوات الإيرانية إلى عمق أراضيهم –  يضغطون على حكام إيران من أجل القبول بوقف الحرب ، وذلك عن طريق تكثيف حرب الصواريخ لإحداث حالة من الانهيار النفسي لدى الإيرانيين وفي ظل تلك الظروف صدر قرار مجلس الأمن رقم ( 579  ) ، داعياً إلى وقف القتال بين الطرفين  وانسحاب القوات العسكرية إلى داخل حدودها الوطنية ولما وجد حكام إيران أنهم قد أصبحوا عاجزين عن مواصلة الحرب اضطر الخميني إلى إصدار أوامره بوقفها في (18 تموز 1988) ، والقبول بقرار مجلس الأمن على مضض وأعلن أنه يشعر ، وهو يصدر أمره بوقف الحرب ، بأنه يتجرع كأس السم ! ليستمر جند العراق بمطاردة فلول قواته المهزومة في القواطع المختلفة ، ليعلن العراق النصر النهائي في  يوم الأيام الثامن  من أب 1988 هكذا تحررت الفاو ..! وغنى العراقيون يومها ( حظك يالعاثر دهرابة  ..  واشجابك لابن ام عصابة ) وهكذا انتهت الحرب بين العراق وإيران وكانت بداية النهاية لها هي معركة تحرير الفاو ، التي دفع العراق ثمناً لها أكثر من ( 50000 ) خمسين ألف جندي ! ولذلك أطلق عليها القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله اسم ( مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم )

 

المجد والخلود للقائد الشهيد الحي صدام حسين  قائد معركة تحرير بوابة النصر العظيم الفاو الحبيبة

 

المجد والخلود لصانعي النصر المؤزر الاكرم منا جميعا شهداء معركة الفاو ومن سبقهم في معارك القادسية الثانية






الاثنين ٢٨ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة