شبكة ذي قار
عـاجـل










الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق أنتج العنف السياسي الطائفي - الحلقة الأولى

زامل عبد

 

تمر الذكرى العشرون لجريمة العصر الكبرى التي ارتكبها الأحمق بوش الابن  بحق العراق  مهد الحضارات والديانات  والرسالة الانسانية للبشرية جمعاء قبل اكثر من سبعة الاف سنه  ،  بهوسه الصليبي وما يتبناه اليمين المسيحي المتصهين من أفكار ومشاريع لقتل الإسلام والعروبة  ،  وهنا لابد من الإشارة الى أن العراق بحدوده الجغرافية ما بعد الحرب الكونية الأولى واتفاقية لوزان  1923 وظهور العراق الحديث يتألف من أعراق وطوائف كثيرة ومتشابكة مع بعضها البعض تتسم بروح التأخي والتواد والعيش بأمن وسلام فهو عرقيا يتألف من العرب والأكراد والتركمان والأشوريين ، ودينيا من المسلمين بمختلف مذاهبهم  ومسيحيين وقلة من الديانات الأخرى ، وقد ظلت هذه التعددية الواسعة متماسكة حتى الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق  ومن تحالف معه  أو تعاون بالسر كما فعل الصفيين الجدد  وذيولهم في سنة 2003  ، حيث ظهرت علامات الصراع والتعارض الطائفي المذهبي منذ اللحظة الأولى يوم 9 نيسان 2003 عندما تمكن نصارى يهود وحلفائهم بمختلف هوياتهم ونوازعهم من قتل الشرعية الدولية والدستورية للعراق الواحد الموحد ونظامه السياسي الوطني القومي  ، ولايزال العنف والتوتر يهدد استقرار العراق ومؤسساته بل سيادته ووحدة ترابه   وقد شكل التنافس بين الأحزاب والتيارات والكتل المدعية انها  تتبع منهج ال بيت النبوة  - الشيعية -  وأهل السنة والجماعة في العراق محور الصراع السياسي في الدولة فقد أعاقت التوترات الطائفية عمليات بناء الدولة  أو إعادة الحياة الى مؤسساتها وخاصة ذات العلاقة بالسيادة والامن الوطني القومي  كمؤسسة القوات المسلحة العراقية والأمنية  ،  وزعزعت استقرار البلاد كما أن الإجراءات التي اتخذتها حكومات الاحتلال اللاعراقية لان هواها وانتمائها خارج الحدود كونهم ولائيون للاجنبي اكثر من انتمائهم  الوطني  بالإضافة الى انهم من حاملي الجنسيات الأجنبية  وبالتأكيد يؤدون الاجندة التي تخدم مصالح  دول جنسياتهم  ،  وحتى الآن لم تؤد إلا إلى مزيد من احتدام والمزيد من الصراع السياسي ليس فقد فيما بين هذه المكونات بل اصبح الامر بين اطراف ومكونات ذات المكون ، ومن ثم ترتب على هذه الانقسامات انتشار العنف الطائفي بين تلك الأعراق والديانات المختلفة كما أن من أهم العوامل التي عززت العنف الطائفي في العراق هو الاحتلال الأمريكي والسياسات التي اعتمدها الحاكم المدني المتصهين بريمر والتي عصفت بكل مفاهيم  وقواعد  النظام السياسي الوطني النابع من إرادة الشعب العراقي ، حيث أنه سعى إلى وضع نظام سياسي قائم على أساس طائفي وعرقي ، ووضع دستورا جديدا مهد لوجود دولة رخوة ومفككة ، وقد ترتب على ذلك انتشار الفوضى في البلاد ، وعدم ضبط حدودها ، مما يسر الطريق لدخول عناصر مسلحة كان لها دور فعال في العنف الطائفي خاصة ((  تنظيم القاعدة وداعش والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والمليشيات الولائية المرتبطة بفيلق القدس الصفوي او وزارة إطلاعات الإيرانية  ))  والتي نتج عنها اشتعال العنف السياسي الطائفي منذ استلام ابراهيم الجعفري رئاسة مجلس الوزراء  وما حصل من تفجير العسكريين في سامراء  لتحقيق الاجندة الإيرانية بالهيمنة المطلقة من خلال عملائها وادواتها  واستمر هذا الامر حتى الفترة الثانية لرئاسة  مجلس الوزراء لنوري المالكي منذ 2010  بعد التوافق الأمريكي الإيراني لإبعاد القائمة العراقية  من  المسؤولية المباشرة بعد فوزها بأكثرية المقاعد في مجلس النواب  ،   واستمر هذا العنف حتى لما توصل له العراق من أزمات متداخلة كالاستفتاء الكردي باستقلال إقليم كردستان العراق عن الدولة العراقية المركزية 2017

يتبع بالحلقة الثانية

 






الخميس ١ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة