شبكة ذي قار
عـاجـل










وحدة النضال سبيلنا إلى الخلاص

مهند أبو فلاح

 

عندما تعصف بمجتمع ما أزمة بنيوية حادة على غرار تلك التي يشهدها القطر العربي السوري منذ عدة سنوات و يأخذ الصراع المسلح فيها طابع الحرب الاهلية الطائفية ليس على صعيد هذا الكيان البالغ الحيوية جيو - سياسيا بل على مستوى الاقليم و الوطن العربي برمته ، يصبح البحث عن طوق للنجاة و سبيل إلى الخلاص هاجس يقض مضاجع الغيارى الحريصين على مصلحة هذا البلد و سائر أمتنا المجيدة حاملة لواء رسالة الاسلام الخالدة .

 

إنّ المصلحة القومية العليا تقتضي منا الأن و أكثر من أي وقت مضى ايجاد وسيلة ميدانية فعّالة مؤثرة على أرض الواقع تستطيع انتشال البلاد و العباد مما هم فيه ، و مما لا يخفى على أحد أن القوى الدولية الكبرى الدائرة في فلك الصهيونية العالمية في وقتنا الحاضر كما الاطراف الاقليمية التي دخلت على خط الصراع الدامي المستر فصولا منذ إنطلاقة الثورة السورية في الثامن عشر من آذار / مارس 2011 قد حرصت بالإشتراك مع الطغمة الحاكمة في دمشق الفيحاء على حرف الحراك الشعبي الجماهيري المطالب بالحرية عن مساره السلمي و توريطه في مستنقع العسكرة الموحل مفسحة الطريق أمام العصابة الاسدية لاستخدام قواها النارية الغاشمة في مسلسل التدمير المنهجي المنظم لكافة مناحي الحياة العامة و الخاصة و إستنزاف موارد البلاد البشرية و المالية في نزاع عبثي لا طائلة و لا جدوى منه  يصب في مصلحة حكّام تل ابيب ( أرباب الشر و الارهاب العالمي ) و من لف لفهم في طهران و غيرهم من سدنة الشيطان هنا و هناك .

 

قطع الطريق على سياسة الارض المحروقة الممنهجة من قبل سفاح قاسيون بحق الانسان العربي السوري و هذه الارض الطيبة المباركة الطاهرة في بلاد الشام تبدو أولوية عليا في ظل هذا الظرف العصيب ، و إنقاذ ما يمكن إنقاذه يتطلب من كل الثوار الاحرار المتواجدين في ميادين الوغى و ساحات القتال أن يردوا كيد الصهاينة الحاقدين و أداتهم الطيعة اللينة إلى نحرهم ، و هذا لا يتأتى الا عبر ممارسة فعلية عملية لمبدأ وحدة النضال ، حينما تتوحد جميع البنادق المقاتلة و تصوب نيرانها في سباق محموم نحو صدور الصهاينة الغاصبين القابعين في هضبة الجولان العربية السورية المحتلة قلب بلاد الشام النابض من الناحية الجغرافية .

 

المبادرة إلى فتح النيران نحو العدو الصهيوني في الجولان العربي السوري و الاشتباك المسلح المباشر معه عند خطوط الهدنة القائمة منذ العام 1974 هو الوسيلة الافضل ليس للهروب إلى الامام من واقع مرير فحسب بل هي طريقة مثلى لاعادة اللحمة الوطنية الى مجتمعنا العربي السوري عبر تغليب التناقض الاستراتيجي مع العدو الصهيوني على جميع التناقضات الطائفية المذهبية الفئوية الضيقة الثانوية هذا أولا ، بل إن تصدير الازمة الداخلية خارجيا و نقل الصراع الى ساحة العدو الصهيوني كفيل كذلك ثانيا بتحقيق هدف استراتيجي لكل أحرار الأمة العربية و شرفائها و المتمثل في اعادة توجيه بوصلة الصراع نحو فلسطين المحتلة قضية العرب المركزية بعدما تاهت و ضاعت بوصلتنا عنها لعدة سنين بما ينسجم مع قول الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة و أتم التسليم في الحديث الذي رواه عنه الصحابي الجليل ابن حوالة رضي الله عنه : - "  سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا ًمجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق. فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله، إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده "  رواه أحمد وأبو داود والترمذي .  

عندئذ فقط يتسنى لنا نحن معشر العرب المؤمنين برسالة رب العالمين الخالدة أن نننقل البشرية و الانسانية جمعاء من مرحلة علو و إفساد بني صهيون المجرمين الى تلك المرحلة التي يتحقق فيها قول رب العزة و الجلال في محكم تنزيله العربي الحكيم : -  (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) سورة النور - الآية 55 .






الثلاثاء ٥ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة