شبكة ذي قار
عـاجـل










الأردن والبعث وحزب الدعوة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

من أغرب ما تردد على مسامعنا الأسبوع الفائت هو ردود أفعال حزب الدعوة الإيراني اللقيط العميل الخائن المجرم، وردود أفعال غاضبة لبعض قردة العملية السياسية الأمريكية الإيرانية الصهيونية في العراق، عن قرار رسمي أردني منح حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن شهادة بلوغ متطلبات قانونية للبقاء كحزب أردني مجاز للعمل السياسي.

ردود الأفعال هذه قد فضحت سطحية وسذاجة حزب الدعوة الطائفي الإيراني، والتفسيرات المرتعشة الخائفة لهتافات نشامى الأردن المطالبة بتحرير العراق من الاحتلال الإيراني ودعمهم لرفاقهم البعثيين في العراق، الذين ما زالوا يُدْخلون الرعب في صدر حزب الدعوة اللقيط العميل  رغم الحرب الكونية والغزو والاحتلال والاجتثاث والتصفيات الجسدية والاعتقال والتهجير والاقصاء وقطع الأرزاق التي تعرضوا لها وما زالوا يتعرضون لها منذ عشرين سنة، التي استهدفت سلطة البعث وتنظيماته في العراق، والتي جندت ووظفت لإنجازها إمكانات دول العالم العظمى والكبرى واقتصاد وإعلام وسلاح كل العالم تقريباً.

حزب الدعوة الإيراني لا يعرف أن البعث في الأردن مجاز للعمل ضمن سياقات دولة الأردن وقوانينها منذ خمسينيات القرن الماضي، ولا يعلم أن حزبَ البعث حزبٌ قومي عربي له فروع في كل أقطار الوطن العربي، ويساهم في الحياة السياسية، وفي صناعة الحراك الشعبي في غالبية أقطار الأمة، ويجهل حزب الدعوة جهلاً معيباً صلة البعثيين في اليمن والسودان والبحرين والأردن والجزائر وتونس وفلسطين وسوريا ومصر وموريتانيا مثلاً ببعضهم البعض، حيث توحدهم عقيدة الوحدة والحرية والاشتراكية، ويجمعهم مشروع تحرير فلسطين، ومعاداة ومقاومة الامبريالية والصهيونية والطائفية والعمل النضالي المتواصل تحت راية رسالة الأمة الخالدة لخدمة العرب ورفع الظلم والحيف الواقع عليهم.

يجهل حزب الدعوة أن حزب البعث في العراق قد قاتل إيران دفاعاً عن الأمة كلها في الخليج والأردن ومصر والمغرب، وأن إيران قد استباحت الأمة وتنمرت على شعبها بعد أن مكنتها أمريكا ودول غزو العراق واحتلاله. بل إن هذا الجهل المصطنع بغباء ووقاحة وصلف قد صاحبه مشاركة من عصابات الدعوة في عدوان إيران على العرب مبرهناً عملياً على أنه حزب فارسي. ويصر حزب الدعوة على تفسير الأحداث وقلب حقائق التاريخ ليبرر عدوان إيران على العرب، ويسيء لسمعة حزب البعث وقيادته التاريخية الذي حمى العراق والأمة من شرور خميني ومشروعه الطائفي حتى جاءت أمريكا لتعاون هذا المشروع المكمل للمشروع الصهيوني.

يتناسى قردة حزب الدعوة ما مارسوه من إرهاب ضد شعب العراق انطلاقاً من الأراضي الإيرانية، حيث قطعوا الطرق وأرهبوا العوائل، وقتلوا بعملياتهم الإرهابية الكثير من العراقيين قبل أن تمد لهم أمريكا يد العون بجيوش جرارة وسلاح فتاك ليتمكنوا من تسلم السلطة في العراق ليعبثوا به عبثاً مريعاً إجرامياً.

يتناسى الدعوجية برئاسة نوري المالكي أنهم من صنع داعش بالتعاون مع إيران وحسن نصر الله وبشار الأسد وبدعم أمريكي، وهم من مكنها من العبث بمحافظات العراق الثائرة ضد الاحتلال والرافضة لعمليته السياسية، تناسوا مئات الآلاف من الرقاب العراقية التي قطعوها بحجة الحرب على داعش وفي المقابر الجماعية التي حفروها ولا زالوا لآلاف المغيبين من شباب العراق في كل أرجاء العراق وفي بغداد ومحافظات المقاومة العراقية الباسلة بشكل خاص.

وفي كل الأحوال وبدون كل هذه التفاصيل وغيرها، فإن رسالة حزب الدعوة وما رافقها من منشورات تدين الأردن بسبب الإعلان عن تمكن حزب البعث المجاز أصلاً من تلبية شروط القانون الجديد للأحزاب إن هي إلا تدخل سافر وقبيح في شؤون الأردن ومحاولة مكشوفة للابتزاز وتسويق الباطل، وهي دليل جديد على عدم تعلم الدعوجية من التعامل المباشر مع الحكومة الأمريكية والبريطانية  حتى كيف يتعاملون ولو ظاهرياً ونأيهم عن أبسط ثوابت التعامل بين الدول واحترام الآخرين، وأنهم ما زالوا يسبحون في مياه الحقد الفارسي والبغضاء الفارسية والكراهية الفارسية للعراق ولكل العرب ولكل ما هو عربي.

لقد عمل حزب الدعوة الفارسي الطائفي على تمزيق لحمة العرب مثلما مزق وحدة الدين، وأنكر على العرب وحدة الدم والمصير والتاريخ والجغرافية، في حين حلل لبلاد فارس حق احتلال أرض العرب وتفتيت المفتت من أمتهم، وأصر على اعتبار أية رابطة قومية عربية على أنها كفر وإلحاد وباطل ومنكر، بينما ارتضى لنفسه أن يعتنق العقيدة المذهبية المدمرة وأن ينتهج عقيدة الولاء للأجنبي.

إن حزب الدعوة بهذه السلوكيات والتصرفات المستهجنة الممجوجة من كل العرب إنما يحفر قبره، ويحكم على وجوده بالفناء، طال الزمن أم قصر.

إن هذا الحزب العميل قد حكم فعلاً على نفسه بالفناء بسبب تعاونه مع الاحتلال المركب للعراق، وبسبب انخراطه في سياسات معادية لعروبة العراق، وانخراطه المهين في العملية السياسية الصهيونية في العراق، ولأسباب فشله وفساده الذي صار نموذجاً قبيحاً لكل الأنظمة الفاسدة العميلة في كل العالم.






الثلاثاء ١٠ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة