شبكة ذي قار
عـاجـل










التشيع السياسي الأمريكي والواقع الإقليمي   -  الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

من هنا أيضا نرى التوافق بل التطابق فيما بين المنهج الصفوي الجديد – ولاية الفقيه -  والفوضى الخلاقة التي تعمل بها الإدارة الامريكية من اجل تحقيق مصالحها وبسط نفوذها في الدول المستهدفة ومن اهم  نقاط التوافق والتطابق في الرؤى العداء للإرادة الوطنية القومية للأمم والشعوب  والإفساد التنموي الذي ينتهي بالاقتصاد الوطني إلى اقتصاد تابع ، وتفقد الملايين قدرتها على الإنتاج ، ويتحول الوطن إلى مستهلك كبير لعالم الأشياء الذي يأتيه من الخارج والذي يدفع ثمنه كاملاً من موارده الطبيعية وركائزه المدفون تحت أرضه من معادن وبترول وخامات متعددة  وفي إطار هذا الإفساد التنموي يتم خلق مجموعة من رجال الأعمال المزيفين حيث تسهل لهم عمليات الإقراض من القطاع العام ويحولونه إلى قطاع خاص ، كما يحولون وجهته في توفير المنتجات وتوفير الأعمال إلى وجهة أخرى تذهب من خلالها ملايين فرص العمل وتتلاشى نسبة الإنتاج المحلي في كل المنتجات لصالح الاستيراد وباختصار فإن التنمية الوطنية تحيط بها تنمية قهرية تحاول أنْ تَخنُقَهَا ليفقد الوطن قدرته على إنتاج أشيائه وتضعُف إرادته أمام القوى المهيمنة وان تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة لم يكن حديثا بل ان الإدارة الامريكية  منذ عام 1902 م عندما طرح المؤرخ الأمريكي  الفريد تاير ما هان  ليتوسع فيما بعدها مايكل ليدين -  ويسميها الفوضى البنَّاءة أو التدمير البناء وذلك بعد أحداث سبتمبر بعامين في 2003 ، وهذا يعني الهدم ، ومن ثم البناء ، ويعني هذا إشاعة الفوضى ، وتدمير كل ما هو قائم ومن ثم إعادة البناء حسب اجندتهم واهدافهم الاستراتيجية ان كانت مرحلية او بعيدة المدى من خلال ذلك  نتساءل هل يمكن لمراكز البحوث الأمريكية العملاقة أن تعثر على مواطن عربي  أو مسلم  واحد ليس تابعا طائفيا لإيران أو الأحزاب المتأسلمة التي زرعتها بريطانيا وامريكا في المنطقة يمكن أن يرحب بانتصارات إيران وميليشياتها التي لا تختلف نوعيا عن داعش ، على أهله وشعبه من العرب في العراق وسوريا ولبنان أو اليمن حيث تعلن إيران انتصاراتها بما فيها اعتبار بغداد عاصمتها ،  والتكفيرين الدواعش يدعون احياء دولة الخلافة الإسلامية  ،  وهل يمكن لمواطن أن يقبل الغاء هويته العربية لصالح الهوية الفارسية باسم ( خرافات مذهبية لاهوتية والتي تعطي ولي الفقيه موقعا متقدما كونه نائب الامام الغائب وكل ما ينطق به يعبر عن رأي الامام الغائب ووجوب الاخذ به التقيد بمفرداته ،  وهذا الفعل والسلوك الشيطاني مما لا تعرفه حتى الدولة الظلامية في أوربا التي كانت باسم الكنيسة تضطهد وتستغل وتحرم الفرد من خصوصيته الحياتية )  وهو أمر لم يعرفه المواطن العربي في كل تاريخ صراعه مع الكيان الصهيوني الاستيطاني في فلسطين المغتصبة ، حيث اليهودية ليست تبشيرية ولا تقبل إلا اليهودي بالأصل وبالتالي ليس لديه الخوف على دينه وهويته القومية من الكيان الاستيطاني الصهيوني  كما هو الأمر مع إيران ، ذات الثارات المذهبية والدينية الطائفية الانتقامية مع العرب ، كما تفعل  اليوم بالعراق واليمن وسوريا ولبنان المختطف من قبل حزب الله  حيث اللغة الفارسية تنافس العربية ناهيك عن جائحة التشيع السياسي والتغيير الديموغرافي طائفيا وإيرانيا ، والغريب أن إيران تعتمد الشيعة العرب وخاصة من عميت بصيرتهم وغيبت عقولهم لتمرير اجندتها الاستعمارية البحتة تحت عنوان المظلومية ،  ففي عام 1979 تم تطبيق نموذج - الولي الفقيه -  في ايران بعد وقوع المتغير مخابراتيا وكما اشرت الى ذلك في اكثر من موضوع  وهو احدى مفردات وثيقة بريجينسكي من حيث الاتيان بنظام سياسي متشدد على مقربة من الاتحاد السوفياتي وصولا الى تفتيته ، لقد كانت الصفحات التآمرية على حزب البعث الخالد بشعه مقيته اجراميه ضمن المخطط الأمريكي والإيراني من بعد تأميم النفط وبروز عمالقة العلم والخبرة والفلسفة من العراق في الصعد العلمية والسياسية وفي القيادة والعمل بالممكن والمشاركة الفعلية والعملية في التخطيط العلمي لعملية الاعتماد على الذات ومن تلك الصفحات الدموية المذهبية -  التشيع  السياسي وانكار الدين الإسلامي  المحمدي  النقي من كل الضلال والدجل والخرافات  -  واختراق الحلقات الابتدائية للمجتمع والعقل الامي البعيد عن القراءة والمواطن البسيط في تحويله الى أداة فوضوية عامله بالصفحة المذهبية داخل المجتمع ومن اخطر صفحات التأمر الورقة الدينية والتشعبات في الإسلام السياسي واستخدامها لصالح المخطط الأمريكي في السبعينات وما بعدها وكان البعث الخالد يجاهد للتصدي للحملة الدينية في الاعلام الإيراني والصهيوني بتكفير البعث ولعب الجهاز الحزبي في الوسط الشعبي العراقي دوره بذكاء في التعامل مع الشارع العراقي بتوجيهات الحزب ومن واقع الرسالة العربية المؤمنة وإعلان البعث الخالد الموقف الصادق ان البعث مع الايمان ضد الالحاد ومع عبادة المواطن بحريه في العبادة لله من غير التدخل الحزبي والحكومي في شأن المواطن لعبادته ومنع استخدام المذهبية والتشيع  السياسي في النشر بين المجتمع بقوانين تحمي المجتمع العراقي من افة  الطائفية المذهبية والتشيع السياسي  - حزب الدعوة العميل  -  وتوجيه المنابر من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للعمل على توحيد الخطاب الديني في العراق

 

يتبع بالحلقة الرابعة

 






الاربعاء ١١ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة