شبكة ذي قار
عـاجـل










التشيع السياسي الأمريكي والواقع الإقليمي   - الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

البعث الخالد بين الخطر القادم  باسم المذهبية والتشيع السياسي المدمر والقاتل والذي يجعل المجتمع فريقين باسم المذهبية والتشيع السياسي في الوقت الذي كان المجتمع لا يعرف المذهبية والتشيع في التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر القطري التاسع حزيران 1982  وتأكيده ان الورقة الدينية الغرض من استخدامها تدمير المجتمع العراقي خاصة والعربي عامة  وتم اصدار جملة من التعديلات القانونية والتوجيهات والوصايا التي  تحمي الوطن والمجتمع من شرور المخطط الأمريكي الصهيوني الفارسي الصفوي الجديد  ، وتعمل الصفوية الجديدة اشاعته في عموم المنطقة استنادا لوصية خميني  وافعاله في حياته  التي يدعيها ثورية ،  لتقسيم المجتمعات على أسس مذهبية ، بمطالب وغايات سياسية بحتة ربما يكون التشيع السياسي مرادفا للشيعية السياسية أو أوسع منها قليلا ، فالأخيرة هي التجسيد الواقعي والعملي  للأولى بتمثيلاتها في التكتلات والكيانات والقوى الموالية لنظام الصفوي الجديد -  الثورة الإسلامية الإيرانية - ، وتتوجه بتوجهاته في بلدانها ودولها وأوطانها وتقدم انتماءها المذهبي له على انتماءها لهذه الأوطان والدول  ،  ومن جانب آخر يبدو التشيع السياسي أنه المرجعية والأيديولوجية الفكرية التي تدعو للارتباط والولاء لنظام الولي الفقيه وتوجهاته وأذرعه ومواقفه  كما ويتسع التشيع السياسي ، ومعه الشيعية السياسية ، لأطياف وألوان من غير الشيعة الأمامية - الاثني عشرية - ، حيث تدعم حكومة الولي الفقيه بجميع أشكال الدعم ، المجموعات الأكثر تطرفا نظريا وعمليا داخل المذهب الشيعي ، مثل فئات من الحوثية والنصيرية -  العلوين -  والمليشيات الولائية بمختلف مسمياتها والدروز ... الخ  ، كما يخترق المذهب السني في بعض جماعاته المتشددة ، مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وصولا إلى القاعدة  وداعش .... الخ  ، كما قد تتسع دائرته أو تضيق عبر تلاقي المصالح والمقاصد ، وتطابق تصورات الولاء والعداء ، وهو ما يتم عبر استراتيجيات متعددة ومختلفة للدعم والاحتواء -  مادية وثقافية وسياسية - ، كما ان المنهج الأمريكي في تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة والسلوك الإيراني لتوسيع دائرة هيمنة ولاية الفقيه يلتقيان في الأمور التالي  ((  اختراق الحياة الثقافية عن طريق الدعم المالي لبعض المثقفين والفنانين والإعلاميين وإحداث فوضى ثقافية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وتجنيد بعض المتخصصين أثناء دراستهم بالغرب وايران وتوظيفهم في المؤسسات الدولية وتقديمهم للمناصب العليا في بلادهم ، وتجنيد بعض رجالات الأجهزة الحساسة لتوجيه هذه الأجهزة ليخدموا مصالحهم  ، وخلخلة حالة الجمود والتصلب غير المرغوب في النظام المستهدف سعيا للوصول إلى حالة من الحراك والفوضى المربكة والمقلقة لذلك النظام ، وتوجيه الفوضى وإدارتها للوصول إلى الوضع المرغوب فيه واستخدام المُدخلات التي أججت الفوضى لإخمادها وتثبيت الوضع الجديد بشكله النهائي ، إلى جانب الاطمئنان لترسانة القوة العسكرية ان كانت الأساطيل الأمريكية في المنطقة ، او فيلق القدس  بالنسبة لإيران وهو المعني بإدارة العمليات الخارجية  بالإضافة الى زيادة ترسانة الحرس الثوري  التسليحية لتهديد ورعب الاخرين  وهي أهم عناصر المعادلة التي تستند إليها الفوضى )) وهنا لابد من الإشارة  الى سياسة أميركية في الشرق الأوسط منذ هجمات أيلول والتي لخصتها وزيرة الخارجية الامريكية الأسبق رايس تحت عنوان (( الشرق الأوسط الجديد ))  تقوم على محاولات أميركا إعادة صياغة التحالفات الإقليمية في المنطقة بإخراج النظم المعادية والحركات المعادية للمصالح الأميركية ، ربما كان على مستوى الخطاب المعلن للإدارة الأميركية مفهوم ولكن العودة إلى الدبلوماسية والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط منذ هجمات الحادي عشر من أيلول وحتى الآن تقول لنا إنه هناك عدد من المقومات الرئيسية أهمها تجسد ذلك في غزو واحتلال العراق وإسقاط الدولة العراقية وشرعيتها ليحل محلها نظام سياسي فاقد الشرعية يرتكز على المحاصصة والمكونات ،  والمقوِّم الثاني الرئيسي كان محاولة إعادة صياغة طبيعة النظم العربية الحاكمة من الداخل فيما يتعلق بمسألة نشر الديمقراطية والإصلاح السياسي والحرية حقوق الإنسان  تحت عنوان – الربيع العربي -  وحديث رايس في حينه عن شرق أوسط جديد يقول لنا أن التوازن بين المقومين ينتهي لتعود الدبلوماسية الأميركية للتركيز على المقوِّم الأول وهو محاولة إعادة صياغة التحالفات الإقليمية بما يعنيه ذلك من تحالفات تكتيكية مع أطراف عربية ربما كانت نظمها السياسية بعيدة عن الطابع الديمقراطي التي بشر بها أو الذي تبشر به الإدارة الأميركية طويلاً.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الجمعة ١٣ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة