شبكة ذي قار
عـاجـل










التشيع السياسي الأمريكي والواقع الإقليمي - الحلقة الأخيرة

زامل عبد

 

من الملامح الرئيسية لهذا المشروع الذي تحدثت عنه رايس أولاً إعادة صياغة خريطة التحالفات الإقليمية بإبعاد أو بعزل النظم المعادية والحركات المعادية هنا الحديث عن المحور الرئيسي الإيراني السوري بامتداده بصور مختلفة مع حزب الله ومع حركة المقاومة في فلسطين  ، والثانية إعادة صياغة المعادلة السياسية اللبنانية بإخراج سلاح حزب الله منها ولكن أيضا ربما محاولة إخراج حزب الله كطرف سياسي من هذه المعادلة ، والثالثة الحديث الأميركي عن تحالفات إقليمية تكتيكية وتحالفات دولية تساند هذا التحول ، الحديث هنا في الأطراف العربية تحديدا عن السعودية ومصر ودوليا عن عدد من الأطراف الأوروبية ، أخيراً الولايات المتحدة تحاول بذلك أن تصل إلى نتيجة رئيسية وهي عزل النظام السوري ومن خلال عزل النظام السوري الضغط على إيران في مساومتها الكبرى مع إيران  ويمكن  تفسير ذلك ما قامت به السعودية بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني وإعادة  نظام بشار الأسد الى الجامعة العربية والانفتاح عليه عربيا  وقد اشارة الى ذلك القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ببيانها الصادر في  22 / 5 / 2023   عن نتائج  القمة العربية في جدة  {{ إننا بالأساس لم نكن مع تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية ، لأن العضوية هي للدول وليست للأنظمة والمسؤولين فيها ،  ولهذا فإن المحاسبة السياسية للنظام على مواقف ارتكبها بحق الأمة والجماهير، يجب ألا تنسحب على عضوية الدول في الهيئات القومية والإقليمية والدولية. وعليه فإن حضور رئيس النظام السوري أعمال القمة لا يعتبر إنجازاً بحد ذاته  إلا إذا كان المطلوب تقديم الشكليات على الجوهر ، ويبدو أن هذا ما كان يراد تحقيقه ، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي  ،  التي ما برحت تدعو لإعادة الاعتبار للمركز القومي الجاذب كي يكون باستطاعته تحقيق الامتلاء السياسي والتعبوي لأمتنا العربية ويضع حداً لحالة الفراغ في الواقع القومي الذي مكّن القوى  الإقليمية والدولية استغلال هذا الفراغ للتغول في العمق القومي ، ترى أن إعادة الحياة لصيغ العمل العربي المشترك هو مطلب شعبي عربي ، شرط أن تكون مضامين هذه الصيغ تصب في مصلحة الأمة  وأمنها القومي ، وليس في مصلحة المشاريع الخاصة التي يسعى أصحابها إلى توفير بيئة آمنة لاستثماراتهم المالية والتجارية والاقتصادية  من خلال ترتيبات أمنية وسياسية ومشاريع اقتصادية مشتركة مع قوى دولية وإقليمية ، وهذا ما ينّظر له تحت عنوان التنمية المستدامة التي تحاكي مصالح الشركات الكبرى وصناديق الاستثمارات الدولية دون مصالح الشرائح العظمى من أبناء الشعب العربي الذي باتت قطاعاته الواسعة تنوء تحت عبء الضغوط المعيشية }} ، وعلينا أن لا ننسى الاختلاف التكتيكي بين الحالتين الحالة السورية والحالة الإيرانية لإيران أوراق استراتيجية كثيرة من العراق لملف نووي إلى حزب الله في لبنان ولكن الولايات المتحدة الأميركية تسعى للضغط عليها  لتحقيق مصالحها  وليس لأنهاء العدوانية الإيرانية  ومخاطرها الإقليمية والدولية  ، ولابد من العودة الى ما قبل الغزو والاحتلالين للعراق 2003 وما يؤمن به اليمين المسحي المتطرف الذي انت بوش الابن واعتقاده بان الرب أراد منه نشر الديمقراطية وانهاء الحكم الشمولي في العالم وبالخصوص ما بين أفغانستان و العراق  ، فحدد المجرم جورج بوش  الابن مهمة وزيرة الخارجية رايس سلفا وهي أن تعمل على عزل إيران وسوريا وهذه عبارة عامة لكنها في القاموس الأميركي تعني التمهيد لشيء ما تكفلت رايس بشرحه عندما تحدثت عن شرق أوسط جديد ، منطقة الشرق الأوسط بقيت الموضوع المحبذ لمشاريع تحريك الحدود وصناعة المصائر ومنذ معاهدة -  سايكس بيكو -  تبين أن هنالك حاجة ما لإحداث تغيير ما في المفاهيم  ، فكان لهجمات 11 أيلول 2001 على الأرض حاجة تولت المدافع الامريكية  إيقاظها القوات الأميركية عابرة من جبال تورا بورا إلى ساحة الفردوس في بغداد تمهد الطريق أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير ، مشروع وسع جغرافيا التصور الأميركي للمصالح الإقليمية إلى باكستان شرقا وتركيا شمالا وبعثر في طريقة الدولة الفلسطينية المستقلة وحوَّل الحرب على الإرهاب من شاغل أميركي إلى أولوية للآخرين ، تحفُظ أكثر من لاعب دولي إزاء أولويات المشروع التي يلتبس الأمني فيها بالسياسي قلص طموحه من مشروع إلى مبادرة ، مجرد مبادرة وإنما بآليات تنفيذية حملت اسم مبادرة الشراكة الأميركية مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وُصِفت بالهجوم الإصلاحي على المنطقة وأثارت جدلا وتحفظات بشأن مسألة الإصلاح من الخارج واصطدمت بمآل الوضع في العراق والأراضي الفلسطينية ، في الأثناء تأتي وعود وزيرة الخارجية الأميركية بشرق أوسط جديد يبدو أن القذائف (( الإسرائيلية )) أخذت تفويضا بتمهيد الطريق إليه من على أرض محروقة قبل موعد مؤتمر روما حتى تُسهل على الدبلوماسية الأميركية تثبيت الانتقال إلى مرحلة جديدة أول مقوماتها شطب قوى الممانعة والرفض  -   وهذا لا يعني انهاء وجودها بل تحويلها الى دور جديد يخدم المخطط الصهيوني فبدلا من ان تكون فوهة البندقية متوجه نحو العدو الصهيوني أصبحت أداة قتل وتخريب في العراق وسوريا واليمن والأراضي الفلسطينية من خلال ما تقوم به حماس وتفرعاتها من لعب متفق عليها والانتهاء بالتهدئة والغدق المالي القطري الامارات السعودي  -   في المنطقة وإنهاء أدبيات المقاومة ورومانسية المواجهة مع (( إسرائيل ))  ، الشرق الأوسط الجديد هذا قد يقوم في جزء منه على محور إقليمي من الدول الأكثر اتساقا مع المواقف والتوجهات الأميركية كالسعودية ومصر والأردن وربما اليمن وتحدثت أنباء تواترت عن اتصالات أجرتها واشنطن مع هذه الدول حتى تشغل بعض مقاعدها حول طاولة المشروع ومن شرق أوسط كبير إلى آخر جديد رحلة في المشاريع ما زالت المنطقة تقطعها من حرب إلى أخرى ومن هزة إلى أخرى دون أن ينتبه أحد إلى أن شيء ما سقط في الأثناء اسمه النظام الرسمي العربي  ، وبإيجاز ان الدور الذي انيط بالملالي وولاية الفقيه  تدمير القوة العسكرية في دول عربية كان لها الدور الفاعل والمميز في مواجهة العدو الصهيوني

مهما فعلوا يبقى الإسلام المحمدي غضا حيا فاعلا في كشف كل المتأسلمين المنبطحين امام ثالوث الشر الصهيونية وأمريكا والصفوية الجديدة المتجسدة بولاية الفقيه

 






الاثنين ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة