شبكة ذي قار
عـاجـل










شفاعة مقتدى الصدر وجهل أتباعه

الدكتورة هدى الحسيني

 

إنما الإنسان أثر فأحسنوا أثركم، مَنْ كانَ الحقُّ قِواهُ، فهو أقوى الأقوياءِ..

إن الواقع الاجتماعي العراقي قد بلغت تناقضاته حد لا يحتمل ولا يطاق أن لم يتم تحطيم بنية الواقع الاساسية ما بعد 2003 والتي شاركت في تأسيسها الدول الثلاث (بريطانيا وأمريكا وإيران) خدمة للكيان الصهيوني

تعبيرا عن موقف طامح لتغيير ما يطفو فوق سطح الواقع ومعها العشائرية والطائفية التي أدت إلى تشرذم الشعب وتمزيقه لتكوين عصبيات متناحرة الوجود،

 ونأخذ مثالها شخصية مقتدى الصدر التي تجمع بين الجاذبية الدينية والسياسية فجعلته محط أنظار مجموعة عريضة من الشباب ممن تم غسل ادمغتهم باسم التيار الصدري وعلى اساس انه وريث العلم والسيادة من مؤسس حزب الدعوة محمد باقر الحكيم ولاحقا والده المرجع محمد صادق الصدر واصبح هو زعيم ال الصدر وهذا الذي اعطاه ميزة تختلف عن كل زعماء الاحزاب السياسية الشيعية وحتى المرجعيات الشيعية واصبح اتباعه بالملايين في كل محافظات الوسط والجنوب حيث اصبح هو المرجع الديني وصار يتصدر الفتوى رغم انه لا يحمل اي شهادة دراسية سواء كانت اكاديمية او حوزوية وصار اتباعه ينصاعون لكل امر يأمرهم به ويتوسلون  شفاعته في الدنيا والآخرة بتوفير الرزق والأمان لهم وصار اتباعه يعبدونه وكأنه آله وخرج منهم من يدعي ان مقتدى هو المهدي وصار البعض منهم مهووس به حد الجنون ولدينا امثلة على نماذج من اتباعه فمنهم من قتل ابوه لأنه انتقد مقتدى ومنهم من صار يخطف ويعذب ويقتل كل من يوجه نقد ولو بسيط لمقتدى وقراراته المتقلبة، ومن اجل هذه الوعود السعيدة مهروا الوثيقة في( ٢٩ أبريل) بالدم وهم يعتقدون أنها تثقل ميزان العدالة الإلهية يوم الدين و تدخلهم الجنة لان الجنة صارت بيده، كما يعتقدون ،،،

ان التكوين الثقافي والاجتماعي والنفسي لأعضاء التيار الصدري المتعصبين له عشائريا وطائفيا والالتزام بتنفيذ أوامر شيوخهم والتطوع في المواجهات المسلحة مع اي تتوجه ينتقد التيار الصدري

اما الانتماء العشائري الاهوج والتخلف الفكري والديني جعلت التعصب للعشيرة تعصب أعمى يرافقه وجود السلاح المنفلت والمناوشات التي تقع بين العشائر دوما وكأننا في حالة حرب، من غير الشعور بالحرج من مفهوم سيادة الدولة لقد تمسكوا بهذا الولاء البدائي المتدني، السابق على الولاء الوطني للدولة وهذا يجعل الولاء لزعيم التيار وشيخ العشيرة فوق المواطنة وحب الوطن والدفاع عنه ولهذا نجد انهم متحفزين للقتال لأسباب طائفية او سياسية او عشائرية

انهم بهمجيتهم قدسوا القائد الذي بايعوه على الموت، متنازلين عن انسانيتهم ومانحين له الحق بقيادتهم كالعبيد وهذا هو نظام العبودية الذي تخلت عنه جميع المجتمعات، البشرية وهذا يتنافى مع مفهوم المواطنة ومفهوم حقوق الإنسان،

لذلك أصبحت علاقة العنف هي العلاقة الوحيدة التي تتوسط المجتمع وليس قانون الدولة، واصبح المجتمع يتعامل بمنطق المال والعشيرة لحل المشاكل وفقد الوازع الديني قدرته على صناعة البعد الروحي الاسلامي الصحيح واخلاق وعادات العرب والقبيلة وتسويقه ولم يستطيع فقهاء الدين الشيعي تطوير مفاهيم روحيه بل انساقوا وراء أعداء الوطن والدين لأدنى المستويات بالتقليد الأعمى وتنفيذ فتاوى تحليل سرقة المال العام  شرط دفع الخمس مما جعل الفساد هو المستشري كون لا قوة للقانون  بوجود فتاوى  تدعم الفساد والرذيلة والخنوع للأجنبي بحجة التقليد حتى لو على حساب دم المواطن وعرضه وماله مما آدي لنبذهم من قبل الشعب بشكل عام وقد كان مقتدى الصدر القائد المعبود صاحب القرارات المتذبذبة، الذي يمنحهم مع كل قرار اساطيره الحالمة حيث حرمهم حتى من كرامتهم الإنسانية وهم لا يشعرون!!!

وبهذا لن يستقر وضع العراق بوجود الجهل المطبق وفتاوى تسيئ للدين وللإنسان وكرامته وحينما نطبق هذا على التيار الصدري فإننا نواجه أخطر كائن على حياة الشعب العراقي وهو مقتدى الصدر وكما يطلق عليه العراقيون (شلش الما يستقر)

المطلوب هو القيام بثورة توعوية بمكارم الاخلاق المعروفة عند العرب مستمده من رسالة الاسلام لتدعمها وكما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فيا ترى هل السرقة والخيانة وهتك الأعراض والولاء للأجنبي وقتل النفس هي من مكارم الأخلاق؟

والثورة على تغيير هذا الواقع الفاسد لن تقوم مالم يقوم كل منا بالثورة على ذاته ويصحح نفسه وكما قال الله تعالى في سـورة الرعـد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].






الثلاثاء ١٧ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتورة هدى الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة