بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

انتصار تموز ووحدة النضال القومي

 

 

شبكة المنصور

د . عبد المجيد الرافعي

 

كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، التي ألقاها في الجلسة الأولى للندوة القومية المنعقدة في بيروت بعنوان "عام على حرب تموز، الانتصار اللبناني:

أبعاد وتفاعلات عربية".

موضوع المداخلة: انتصار تموز ووحدة النضال القومي

الأخ رئيس الجلسة، الأخوات و الإخوة المحترمين

لقد شكل تموز 2006 محطة نضالية مضيئة في تاريخنا العربي المقاوم للمشروع الصهيوني العدواني على الأمة. وقدَّم لبنان عيّنة نوعية من مخزونه المقاوم، ملقِّناً العدو درساً، ما زالت تداعياته مستمرة، داخل كيانه، على أكثر من صعيد حتى اليوم. هذا المخزون الذي جذّرته سياقات المواجهة مع الصهاينة على مدى عقود من الزمن بفعل المقاومة المسلحة الوطنية والإسلامية ممثلة بحزب الله، كما بفعل المقاومة السياسية للقوى والأحزاب الوطنية والقومية والتقدمية دون أن نغفل صمود جيشنا  و أبناء شعبنا في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، إضافة إلى هذا الاحتضان الرائع من وسائل الإعلام و من كل اللبنانيين لتداعيات العدوان الهمجي وإفرازاته، وكلها عناصر شكلت العمق الوطني الذي أسقط هيبة الجيش الصهيوني وأسطورته التي قيل فيها: "إنها لا تقهر".

ولأجل كل ذلك، سيبقى تموز 2006 عاملاً حيوياً مضافاً إلى نضال أمتنا وهي تخوض صراع الوجود الحضاري والتاريخي ضد العدو الصهيوني. وحماته الأمبرياليين المستعمرين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، وفي أكثر من ساحة عربية تقاوم اليوم، حيث تشكل المقاومة في لبنان

الذي نحي اليوم مرور عام على هزيمته للعدوان عليه والعراق الذي يقاوم أعتى قوى عرفها التاريخ و يجعل تداعيات مقاومته تدخل الدولة الأميركية و الشعب الأمريكي ، وفلسطين و إنتفاضتها المستمرة على طريق التحرير ، هذه المقاومات هي الطلائع البطولية المتقدمة لمواجهة المخطط الأميركي-الصهيوني بهدف إفشاله ودفنه إلى الأبد.

ونحن إذ نثمِّن اليوم، الجهود التي بُذلَت من أجل عقد هذا اللقاء، سواء في التوقيت أو المكان أو الحضور المشارك، فإننا نحيي عملية التواصل والتفاعل بين القوى والأحزاب والفعاليات المشاركة، ونرى في ذلك تعبيراً لتوحيد الجهود على أرضية الموقف المقاوم للاستعمار وحلفائه وترسيخاً لثقافة المقاومة الشعبية المسلحة فكراً و ممارسةً ، في ظل هذا الغياب المتخاذل والمخزي للموقف الرسمي العربي الخاضع لإرادة الخارج ومشاريعه التقسيمية. 

أيتها الأخوات و أيها الأخوة.

إن التعامل مع الفعل العربي المقاوم، في كل مواقعه، بالتأييد الموسمي واللفظي لم يعد كافياً، إن لم يقترن بوضع آليات عملية وفورية لدعم هذا الفعل وحمايته وإسناده، وهو يتجلى اليوم في لبنان والعراق وفلسطين مفصحاً عن قدرة هذه الأمة على مواجهة التحديات المفروضة عليها.

بالرغم من كافة الإشكالات والتناقضات والصعوبات الداخلية التي تعاني منها، والتي ينبغي تجاوزها والقفز من فوقها إذا أردنا لهذه الأمة أن تنتصر وأن تثأر لماضيها وحاضرها وكرامتها.

لذلـــــك،

فإننا نقترح عليكم:

أ‌-   تشكيل لجنة متابعة عربية من الفعاليات المشاركة في المؤتمر، تكون بمثابة "الحاضن القومي" للمقاومة والداعمة لها وتتولى التنسيق الجدي بين فصائلها في لبنان والعراق وفلسطين، وتتولى وضع آليات التحرك والتواصل مع كافة الفعاليات العربية والدولية بهدف توحيد الجهد المشترك المقاوم للعدوان الأميركي-الصهيوني على الأمة، وتنوع مستويات المواجهة على كافة الأصعدة.

ب‌- تشكيل لجنة إعلامية قومية مختصة، لرفد العمل الشعبي المقاوم بتعميم ثقافة المقاومة الشعبية المسلحة، والدفاع عنها، وإصدار نشرة شهرية إعلامية و عبر الإنترنت  تتناول القضايا التحررية للمقاومين الصامدين من أبناء شعبنا في لبنان وفلسطين والعراق وتشكل رافعة قومية لتحصين الموقف العربي المقاوم في مواجهة محاولات الاختراق المعادية للأمة.

أخيراً، أيتها الأخوات والأخوة، وحتى لا نضيع في المتاهات السياسية والتناقضات الثانوية والجزئية، ندعو وبكل إخلاص إلى عدم التفريط بالنصر العظيم الذي تحقق في مواجهة العدو الصهيوني في تموز-آب 2006 مقروناً بوعينا الكامل إلى المخططات الأميركية-الصهيونية التي يحاول الأعداء فرضها علينا في سياق الصراع الوجودي الحضاري والتاريخي الدائر اليوم على ساحة هذا الوطن، والتي أقلها التجزئة والانقسام والتشرذم والاقتتال الداخلي، فلنعمل على إجهاض هذا المخطط ودفنه قبل أن يلتقط أنفاسه، ولنوحّد مقاومتنا، لا في لبنان والعراق وفلسطين وحسب، بل حيثما يتحرك المخططون للنيل من حريتنا واستقلالنا واستهداف وحدة نضالنا.

 والسلام عليكم.

 

الدكتور عبد المجيد الرافعي
بيروت في 16/7/2007

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 19 / تمــوز / 2007